عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11 Aug 2017, 11:00 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي يوسف على هذا الانتقاء الجميل والجهد الجليل.

أسأل الله أن يوفقك لإكمال مذاكرة هذا الكتاب مع إخوانك في هذا المنتدى المبارك كما قال الشاعر:

فأدم للعلم مذاكرة ::: فحياة العلم مذاكرته

كما نشكر شيخنا خالد الذي أبدع في شرح هذا الكتاب، فقرب مسائله، ويسر أبوابه، ونكت عليه نكتا مليحة، وحلاه بتعليقات صحيحة، فجزاه الله عنا خير الجزاء.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن عومر مشاهدة المشاركة

المقدمة العاشرة في كيفية الاستفادة من هذا الشرح والمقصودون به أصالة هم المتوسطون من الطلبة:
وطريقة الاستفادة هو أن يكون على ما ذكر أولا، فالمتن مشهور وعني به العلماء ويكفيه عناية محمد الأمين به، وكان يسمي من عرف هذا الكتاب: متخصصا في الأصول، وكان يسمي علم الأصول: عفريت العلوم، والقياس هو عفريت الأصول، ومعنى العفريت هو الذي يتحكم فيها، وتفهم به ولا يفهم بها، وأصعب مباحث الأصول هو القياس
أما عن قول الشيخ خالد-وفقه الله-: " وكان يسمي علم الأصول: عفريت العلوم"، فقد سألت شيخنا الكبير أبا عبدالمعز محمد علي فركوس-بيض الله وجهه يوم تسود الوجوه- يوم الجمعة 13 شوال 1438 هـ بعد صلاة الفجر فقلت:

شيخنا -حفظكم الله-، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-: علم الأصول عفريت العلوم.
فحبذا لو تبسطوا لنا القول على هذه العبارة بمزيد من الشرح والايضاح؟

فعقب علي ممازحا أن هذه المجالس للأسئلة والأجوبة، أما بسط القول فيحتاج إلى تأليف كتاب أو إلقاء محاضرة، ثم قال: ونخاف أن نبسط القول ثم ننشرح ثم ننبطح ثم ضحك وضحك الإخوة الحاضرون.

وبعد أن أتحفنا بمقدمة وجيزة عن علم الأصول قال:

"أن العفريت هو المارد من الجن، والأولى عدم استعمال هذه العبارة لما قد يرد عليها من المعاني الفاسدة ولعل الشيخ-يقصد الشنقيطي رحمه الله- يشير إلى ما جاء في قصة سليمان- عليه السلام-، والأفضل استعمال لفظ "المفتاح" كما استعملها الشريف التلمساني-رحمه الله- في كتابه "مفتاح الأصول في بناء الفروع على الأصول". أو كما قال حفظه الله.

وبعد أن هممت بالتعليق، بحثت فليلا في بعض مراجع التفسير واللغة، عسى أن أجد معنى عفريت الذي ذكره الشيخ خالد -وفقه الله- حيث قال:"هو الذي يتحكم فيها، وتفهم به ولا يفهم بها"، فلم أظفر من ذلك بشيئ وما وجدت في معناه ما يلي:

قال القرطبي في تفسيره (203/13): قال النحاس : يقال للشديد إذا كان معه خبث ودهاء عفر وعفرية وعفريت وعفارية.

قال ابن الأنباري في الأضداد (385/1):

واختلفوا في تفسير العِفْر، فقال بعضهم: العِفْر: الشَّديد الَّذي إِذا عافَرَه رجل غلبه وأَلصقه بالعَفَر؛ يُقال: قد تعافر الرَّجلان إِذا تآخَذا على أَن يُلْقِيَ كلُّ واحد منهما صاحبَه على العَفَر، أَنشدنا الحسن بن البَرَاء:
انْظُرْ إِلى عَفَرِ الثَّرَى مِنْهُ خُلِقْ ... تَ وأَنتَ بَعْدُ غَدٍ إِليهِ تَصِيرُ
ويُقال: العِفْرُ: الموصوفُ بالشيطنة والدهاء، يُقال: عِفْرٌ بيِّنُ العَفَارة، إِذا كان كذلك، ويحكى هذا عن الخليل. ويُقال: العِفْر الكَيِّس الظَّريف. ويُقال: شيطان عِفْريت وعِفْرية وعُفَارية، إِذا كان قويًّا، قال الله تعالى: قالَ عِفْريتٌ مِنَ الجِنِّ، وقرأَ بعضهم: قالَ عِفْرِيَةٌ مِنَ الجِنِّ، وقال الشَّاعر في اللُّغة الثالثة:
قرنتَ الظالمينَ بمَرْمَرِيسٍ ... يَذِلّ بها العُفَارِيَةُ المَرِيدُ
المرمريس: الدَّاهية. ويُقال: رجل عِفْرية نِفْرِية، إِذا كان قويًّا، فتدخل الهاءُ في عِفْرية للمبالغة، ونِفْرِية إِتباع...

وقال محمد الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير (270/19) مستخلصا معنى العفريت من كلام أهل اللغة: ومعنى { عفريت } حسبما يستخلص من مختلف كلمات أهل اللغة أنه اسم للشديد الذي لا يصاب ولا ينال ، فهو يُتَّقى لشَره . وأصله اسم لعُتاة الجن ، ويوصف به الناس على معنى التشبيه.

كما يحسن التنويه زيادة على ما ذكره الشيخ فركوس-حفظه الله- أن التزام استعمال العبارات التي وردت في الكتاب والسنة في مواطنها دلالة على المعاني المرادة منها أسلم من الاعتراض والايراد وأدل على المقصود، بخلاف غيرها من الألفاظ، ولذلك استعمل لفظ " المفتاح" في الكتاب والسنة كثيرا فمنها:

قوله تعالى: "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو" (الأنعام 59).

قوله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنه: "مفتاح الغيب خمسة لا يعلمها إلا الله ..." البخاري 1039.

وقوله صلى الله عليه وسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" مفتاح الصلاة الطهور ..." سنن أبي داود 61.

وقوله عليه الصلاة والسلام من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: " إن من الناس مفاتيح للخير ..." صجيج ابن ماجه 194 والصحيحة 1332.

وقوله عليه السلام من حديث ابن عباس" اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر" الصحيحة 2798.

وقد يشهد للمعنى الذي ذكره شيخنا خالد -أعانه الله- ما ذكره الماوردي في النكت والعيون (212/4) في الوجه الأول من وجهي كلمة عفريت:

قوله: {قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ} العفريت المارد القوي , قال أبو صالح كأنه جبل وفيه وجهان: أحدهما: أنه المبالغ في كل شيء مأخوذ من قولهم فلان عفرية نفرية إذا كان مبالغاً في الأمور , قاله الأخفش. الثاني: أصله العفر وهو الشديد , زيدت فيه التاء فقيل عفريت.

في انتظار ما تجود به قريحة الشيخ خالد من إضافات وزيادات، والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.



التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي ; 12 Aug 2017 الساعة 06:44 AM
رد مع اقتباس