عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 05 Jan 2008, 11:17 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي



3- سئل فضيلة الشيخ :
يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي عند قصدهم العلم والشهادة فكيف
يتخلص طالب العلم من هذا الحرج؟

فأجاب -رحمه الله - بقوله : يجاب على ذلك بأمور:

أحدها: أن لا يقصدوا بذلك الشهادة لذاتها ؛ بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال -في الوقت الحاضر- مبنية على الشهادات ؛ والناس غالباً لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة ؛ وبذلك تكون النية سليمة.

الثاني: أن من أراد العلم ، قد لا يجده إلا في هذه الكليات ؛ فيدخل فيها بنية طلب العلم ؛ ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد.

الثالث: أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين -حسنى الدنيا، وحسنى الآخرة - فلا شيء عليه في ذلك ؛ لأن الله يقول﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ﴾ (الطلاق: 2 ، 3 ) وهذا ترغيب في التقوى بأمر دنيوي.

فإن قيل: من أراد بعمله الدنيا كيف يُقال بأنه مخلص ؟

فالجواب: أنه أخلص العبادة ولم يُرِد بها الخلق إطلاقا؛ فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته ؛ بل قصد أمراً مادياً من ثمرات العبادة ؛ فليس كالمرائي الذي يتقرب إلى الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به ؛ لكنه -بإرادة هذا الأمر المادي- نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك ؛ وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة إرادة محضة.

وبهذه المناسبة ، أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية ؛ فمثلاً يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب ؛ وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات ؛ والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة ؛ ولذلك بين الله –تعالى- في كتابه حكمة الصوم – مثلاً- أنه سبب للتقوى ؛ فالفوائد الدينية هي الأصل، والدنيوية ثانوية ؛ وعندما نتكلم عند عامة الناس ، فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية ؛ وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال.


رد مع اقتباس