عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29 Dec 2015, 10:25 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي الفرق بين الأصلي والمقلَّد [جمعية العلماء المسلمين أنموذجا].

بسم الله الرحمن الرحيم

الفرق بين الأصلي والمقلَّد
[جمعية العلماء المسلمين أنموذجا].

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أمابعد:

تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين [ الأصلية ] يوم 5 ماي1931 م وكان شعارها "الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا" بمعنى الكلمة وكان فيها علماء وطلبة علم ودعاة يدعون لمنهج السلف وفهم السلف وأخلاق السلف ، ويحذرون من البدع والخرافات وكل الضلالات وهذا جهاد العلم والقلم ، و كذلك جاهدوا المستدمر الفرنسي باللسان و بالسنان و حرضوا الشعب المسلم للقتال ضد من سلب لهم وطنهم وخيراتهم و دينهم ومعتقداتهم و تاريخهم المجيد ، إن جمعية العلماء المسلمين الأصلية ركزت على إصلاحين الإصلاح الديني والإصلاح الوطني المادي .
وهذه ثلاثة أسس قامت عليها وهي:
1 ـ إصلاح عقيدة الشعب الجزائري،وتنقيتها من الخرافات والبدع، وتطهيرها من مظاهر التخاذل والتواكل التي تغذيها الطرق الصوفية المنحرفة.
2 ـ محاربة الجهل بتثقيف العقول، والرجـوع بها إلى القــرآن والسنــة الصحيحة، عن طريق التربية والتعليم.
3 ـ المحافظة على الشخصيـــة العربيــة الإسلاميــة للشعـب الجزائـــري، بمقاومة سياسة التنصير والفرنسة التي تتبعها سلطات الاحتلال.
وقد بين البشير الإبراهيمي بأن الاستعمار نوعان استعمار روحاني واستعمار مادي وأن الجمعية بدأت بمحاربة الاستعمار الروحاني.
يقول رحمه الله تعالى : "إن البلاء المنصب على هذا الشعب المسكين، آت من جهتين متعاونتين عليه، أو بعبارة أوضح من استعمارين مشتركين، يمتصان دمه ويفسدان عليه دينه ودنياه : استعمار مادي هو الاستعمار الفرنسي.. واستعمار روحاني يمثله مشايخ الطرق المؤثرون في الشعب، والمتغلغلون في جميع أوساطه، والمتجرون باسم الدين، والمتعاونون مع الاستعمار عن رضى وطواعية. وقد طال أمد هذا الاستعمار الأخير، وثقلت وطأته على الشعب، حتى أصبح يتألم ولا يبوح بالشكوى.. خوفًا من الله بزعمه. والاستعماران متعاضدان، يؤيد أحدهما الآخر بكل قوته، وغرضهما معًا تجهيل الأمة، لئلا تفيق بالعلم.. وتفقيرها، لئلا تستعين بالمال على الثورة.. وإذن فلقد كان من سداد الرأي أن تبدأ الجمعية بمحاربة هذا الاستعمار الثاني لأنه أهون وهكذا فعلت"
وإذا أردت أن تعرف أن الجمعية الأصيلة كانت سلفية فراجع بنودها التي حددتها وسارت عليها علما وفهما وعملا ودعوة .
جاء في بنودها وخاصة البند الخامس والسادس والسابع:
- سلوكُ السَّلَفِ الصَّالحِ ـ الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ـ تطبيقٌ صحيحٌ لهدي الإسلام.
- فُهُومُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ الصَّالحِ أصدقُ الفهومِ لحقائقِ الإسلامِ ونصوصِ الكِتابِ والسُّنَّةِ.
- البِدعةُ كلُّ ما أُحْدِثَ على أنَّه عبادةٌ وقُرْبَةٌ وَلَمْ يَثْبُتْ عنِ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فِعْلُهُ، وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ. [دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأصولها مقال على موقع راية الإصلاح].
ويبين ابن باديس خطّته الدينية وبأن الجمعية اختارت هذه الخطة على غيرها من الخطط السياسية و الحزبية بقوله: «وبعدُ، فإنَّنا اخترنا الخطَّة الدِّينيّة على غيرها عن علم وبصيرة وتمسُّكا بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النُّصح والإرشاد وبثِّ الخير، والثَّبات على وجهٍ احدٍ، والسير في خط مستقيم... ولو أردنا أن ندخل الميدان السياسيّ لَدخلناه جهراً، ولَضربنا فيه المثل بما عُرف عنَّا من ثباتنا وتضحيتنا، ولَقُدْنا الأمَّة كلَّها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهلَ شيء علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نبلُغ من نفوسها إلى أقصى غايات التَّأثير عليها؛ فإنّ ممَّا نعلمه ولا يخفى على غيرنا أنّ القائد الذي يقول للأمَّة: إنَّك مظلومة في حقوقك وإنَّني أريد إيصالك إليها؛ يجد منها ما لا يجده من يقول لها: إنَّك ضالَّة عن أصول دِينك وإنَّني أريد هدايتك، فذلك تلبِّيه كلُّها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها، وهذا كلُّه نعلمه؛ ولكنَّنا اخترنا ما اخترنا لِما ذكرنا وبيَّنَّا، وإنَّنا – فيما اخترناه – بإذن الله لماضون وعليه متوكلون.
وها هو داعية الإصلاح وخطيب الجمعية الشيخ الطيب العقبي يبين في قصيدته السلفية ( الدين الخالص ) طريق الحق والرشاد.
أَيُّهَـا الأَقْـوَامُ إِنْ تَبْغُـوا الهُدَى *** مَا لَكُـمْ وَاللهِ غَيْرُ العِلْمِ هَـادْ
مَاتَتِ السُّنَّةُ فِي هَذِي البِلاَدْ *** قُبِرَ العِلْمُ وَسادَ الجَهْلُ سَادْ
وَفَشَـا دَاءُ اعْتِقَـادٍ بَـاطِلٍ *** فِي سُهُولِ القُطْرِ طُرًّا وَالنِّجَادْ
عَبَدَ الكُـلُّ هَـوَاءَ شَيْخِـهِ *** جده ضَلُّوا وَضَلَّ الاعْتِقَادْ

إلى أن قال :
أَيُّهَـا السَّـائِـلُ عَنْ مُعَتَقَـدِي *** يَبْتَغِي مِنِّي مَا يَحْوِي الفُؤَادْ
إِنَّـنِي لَـسْتُ بِـبِدْعِيٍّ وَلاَ *** خَـارِجِيٍّ دَأْبُهُ طُـولُ العِنَـادْ
يُحْدِثُ البِدْعَةَ فِي أَقْوَامِهِ *** فَتَعُـمُّ الأَرْضَ نَجْـدًا وَوَهَـادْ
لَيْـسَ يَـرْضَى اللهُ مِنْ ذِي بِـدْعَةٍ *** عَمَـلاً إِلاَّ إِذَا تَـابَ وَهَـادْ
لَسْتُ مِمَّنْ يَرْتَضِي فِي دِينِهِ *** مَا يَقُولُ النَّاسُ زَيْدٌ أَوْ زِيَادْ
بَـلْ أَنَـا مُتَّبِعٌ نَهـْجَ الأُلَى *** صَدَعُـوا بِالحَقِّ فِي طُرْقِ الرَّشَـادْ

ثم قال : مَذْهَبِي شَرْعُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى *** وَاعْتِقَـادِي سَلَفِيٌّ ذُوسَـدَادْ.
وأما جمعية العلماء المسلمين المقلدة اليوم فاسمع ما قاله عنها رئيسها عبد الرزاق ڤسوم هداه الله :
قال في تصريح لـ«جريدة النهار» إن الشيخ فركوس وجماعته يعتقدون أن السلفية حكر عليهم، غير أن الصحيح هو أن جمعية العلماء المسلمين بالجزائر هي أحق الناس بالسلفية لأنها تأخذ من النبع الصافي للسلفية الذي هو الكتاب والسنة، مضيفا أن القول بأن السلفية حكر على جماعة معينة يتطلب تحديد معناه الحقيقي. وذكر قسوم أنه وجماعة العلماء المسلمين لا يزالون أوفياء للسلفية بمعناها الحقيقي، والتي تنص على أن الإسلام هو الدين المباح وأن الممنوع هو الاستثناء وليس العكس، ولكن «بعض الإخوان يحبون أن يعلموننا بأن الإسلام هو دين الممنوعات والاستثناء هو المباح، وهذه نقطة الخلاف بينهم وبيننا»، مضيفا «أن النقطة الثانية هي أن جمعية العلماء تتسع لكل الطوائف والقناعات الدينية في الجزائر، ونحن مثلا قلنا إن الخلاف بين جمعية العلماء المسلمين والزوايا الذي كان قديما انتهى، والآن كل واحد له قناعته وسيحاسب على تطبيق الدين حسب مفهومه. كما أضاف ڤسوم «أما نحن، فالخلاف القديم كان خلافا تاريخيا وقد انتهينا منه، وهم يقولون إن هذه خيانة لابن باديس، فينبغي أن تعادى الصوفية وهذا خطأ، ونحن لا نعادي الصوفية بل نعادي التشويه للصوفية، كما نعادي التشويه للإسلام، كما قال : ( الإنسان الذي يتعامل مع الإسلام بكنية مشوهة نعاديه والذي يتعامل مع الصوفية المشوهة نعاديه أيضا، لكن لن نعاديه لأنه إنسان صوفي أو مسلم، وهذا هو الخلاف بيننا وبين الشيخ فركوس).إهـ
أولا : من قال أن السلفية حكر على الشيخ العلامة فركوس ، بل إن الشيخ فركوس ينكر هذه الدعوات الحزبية وله مقالات وكتب تبين أن السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد .
يقول العلامة الشيخ فركوس في مقاله السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد : ... والسلفية إذ تحارب البدعَ والتعصّبَ المذهبيَّ والتفرّقَ إنما تتشدّد في الحقّ والأخذ بعزائم الأمور والاستنان بالسنن وإحياء المهجورة منها، فهي تؤمن بأنّ الإسلامَ كُلَّه حقٌّ لا باطل فيه، وصدق لا كذب فيه، وَجِدٌّ لا هزل فيه، ولُبٌّ لا قشورَ فيه، بل أحكامُ الشرع وهديُه وأخلاقُه وآدابُه كلُّها من الإسلام سواء مبانيه وأركانه أو مظاهره من: تقصير الثوب وإطالة اللحية والسواك والجلباب، ونحو ذلك كلّها من الدِّين، والله تعالى يأمرنا بخصال الإسلام جميعًا وينهانا عن سلوك طريق الشيطان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [سورة البقرة:٢٠٨]، وقد ذمَّ الله تعالى بني إسرائيلَ الذين التزموا ببعض ما أُمروا به دون البعض بقوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ﴾ [البقرة: ٨٥]. إهـ
بينما نرى الجمعية المقلدة تجمع كل خلفي وحزبي من الإخوان المسلمين والحزبيين القدامى أنصار الجبهة الإسلامية و الجزأرة حتى المميعين من اتباع بن حنيفة عابدين ومن على شاكلتهم. وجل نشاطاتهم لا تمت بصلة لجمعية العلماء المسلمين الأصلية ، لا نرى لهم كتب أو مجلات تحارب البدع والخرافات ، لا نرى لهم ندوات أو مجالس قادتها العلماء ، بل يرفعون كل جاهل مطموس ويصفونه بالشيخ العلامة وهو يحمل عقيدة خارجية أو أشعرية أو قبورية ، و أما الاختلاط والأناشيد فهذا أمر عندهم مباح لا ينكرونه ويشاركون في المولد النبوي و غيره وإحياء المواسم المبتدعة.
فهل هذا من الوفاء للجمعية الأصلية و للعلامة بن باديس رحمه الله تعالى الذي أمضى عمره في الدعوة و محاربة البدع والخرافات ، أين هو النبع الصافي الذي تأخذون منه كما قلتَ :( الكتاب والسنة ) ولكن بفهم من ؟؟ الجزأرة أم الإخوان المسلمين !!
ويقول قسوم أن السلفية تتسع لجميع الطوائف : وهذه هي نفسها دعوة الإخوان نجتمع فيما اجتمعنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ، وكما هو معلوم أن الأمة لا تجتمع على ضلالة ، فكيف تريد أن تجمع الحق مع الباطل وهذا محال وباطل.
وقال : ونحن مثلا قلنا إن الخلاف بين جمعية العلماء المسلمين والزوايا الذي كان قديما انتهى، والآن كل واحد له قناعته وسيحاسب على تطبيق الدين حسب مفهومه ، ... وقال فالخلاف القديم كان خلافا تاريخيا وقد انتهينا منه.
هل الخلاف في الدين هو خلاف قناعات !؟ و خلاف تاريخي !؟
إن الخلاف لا يسوغ لنا قبول العقيدة الباطلة ولا الخروج عن المنهج الحق الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم ، والخلاف بين جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الأصيلة واهل البدع وأخص منهم الصوفية هو خلاف عقدي على مدار التاريخ حيث حاربت الفرق الصوفية الضالة التي أعانت المستدمر الفرنسي في جثومه على صدر الشعب الجزائري وعدم تحركه للجهاد وكبلت عقول الناس وحالت بينه وبين التحرر ، لأنه لما تأسست الجمعية نصت في منهجها على محاربة الطرقية، فجاء في الأصل السادس عشر "الأوضاع الطرقية بدعة لم يعرفها السلف، ومبناها كلها على الغلو في الشيخ و التحيز لاتباع الشيخ و خدمة دار الشيخ و اولاد الشيخ الى ما هنالك من استغلال و إذلال و إعانة لأهل الاذلال و الاستغلال و من تجميد للعقول و إماتة للهمم و قتل للشعور و غير ذلك من الشرور"
وأما اتهامك بأن سلفية العلامة فركوس وجماعته كما زعمت هي دين الممنوعات والاستثناء هو المباح فهذا قول باطل لا يقل به سلفي.
قال قسوم : ( بعض الإخوان يحبون أن يعلموننا بأن الإسلام هو دين الممنوعات والاستثناء هو المباح، وهذه نقطة الخلاف بينهم وبيننا)
و هذا إتهام باطل أليس من منهج أهل العلم أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم ينص دليل بالتحريم ، وهذا كما هو مقرر عند أهل الأصول ومنهم الشيخ العلامة فركوس ، ويعتقدون أن الحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله تعالى ، بل ويشددون على من تعدى على التحريم والتحليل دون علم وفقه بهذا الأمر ، وهم يعلمون المصالح والمفاسد والضرورات والمحظورات والنوازل والحوادث فهم أهل الاجتهاد لا أنت ياقسوم وجمعيتك الحديثة التي خالفت منهج السلف وأخص منهم سلفية العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى وأدخلت ما ليس منها من فرق وضلالات بزعم التوسع على حساب المنهج الحق – والله المستعان - .
والامور التي يتوسع فيها قد بينها العلماء وبينوا أقسامها وما يسوغ فيها وما لا يسوغ وأن العبادات توقيفية وأما المعاملات فيتسع الأمر فيها بسعة مدارك الفقه وأقوال الأئمة والاعتبارات..
قال ابن باديس رحمه الله تعالى : ( ما يجري به عمل الناس ينقسم إلى قسمين قسم المعاملات وقسم العبادات، وقسم المعاملات هو الذي يتسع النظر فيه للمصلحة والقياس والأعراف وهو الذي تجب توسعته على الناس بسعة مدارك الفقه وأقوال الأئمة والاعتبارات المتقدمة، وفي هذا القسم جاء كلام أبي سعيد هذا وغيره وفيه نَقلُُه الفقهاء، أوَما تراه كيف يعبر بالعرف والعادة؟ وأما قسم العبادات فإنه محدود لا يزاد عليه ولا ينقص منه فلا يقبل منه إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يتقرب إلا بما تقرب به وعلى الوجه الذي كان تقربه به، ومن نقص فقد أخل ومن زاد فقد ابتدع وشرع وذلك هو الظلام والضلال ). [الآثار(3/284)]
وإذا اردت أن تعرف السلفية الحقيقية التي ندعوا إليها وكان يدعوا إليها أسلافنا من قبل أمثال عبد الحميد ابن باديس والبشير الإبراهيمي والطيب العقبي ومبارك الميلي فاقرأ كتبهم التي ورثوها مثل العقائد الإسلامية ، أثار الإبراهيمي ، الشرك ومظاهره ، فستعرف السلفية حينها وهل دعوتكم هي نفس دعوتهم ؟، وهل أنتم من خالف ام نحن؟ .
وقال قسوم : وهم يقولون إن هذه خيانة لابن باديس، فينبغي أن تعادي الصوفية وهذا خطأ، ونحن لا نعادي الصوفية بل نعادي التشويه للصوفية، كما نعادي التشويه للإسلام، كما قال : ( الإنسان الذي يتعامل مع الإسلام بكنية مشوهة نعاديه والذي يتعامل مع الصوفية المشوهة نعاديه أيضا، لكن لن نعاديه لأنه إنسان صوفي أو مسلم، وهذا هو الخلاف بيننا وبين الشيخ فركوس).
نعم هذه خيانة لابن باديس ومنهج السلف وجمعية علماء المسلمين الأصلية ، اعلم أن ابن باديس لم يعرف هذه الفلسفة التي تدندن حولها اليوم : لا نعادي الصوفية !؟ بل نعادي التشويه للصوفية !؟ هذه فلسفة دبلوماسية حزبية ، ومتى كانت الصوفية صافية وهي فرقة ضالة من الفرق الثنتين وسبعين التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يقل بن باديس رحمه الله لا نحارب الصوفية المعتدلة أو الصوفية التي لم تشوه الإسلام ، بل حارب كل أفكارها لأنه يعلم أنها على غير هدي محمد صلى الله عليه وسلم وسنته.
بل إن التحذير من الصوفية و الطرقية جعلها ابن باديس اصلا من اصول جمعيته. ومادة علمية قانونية مصادقا عليها وسارية المفعول بكل المراسيم: كما في البند السادس عشر : الأوضاع الطرقية بدعة لم يعرفها السلف.
وقال الشيخ الابراهيمي: "إن جمعية العلماء حينما تبنت في برنامجها محاربة الطرقية، وإقامة المدارس الحرة، وطالبت بفصل الدين الاسلامي عن الحكومة الفرنسية كانت بذلك قد حققت نصف الاستقلال". [ أثار الإبراهيمي ].
قال قسوم : ( الإنسان الذي يتعامل مع الإسلام بكنية مشوهة نعاديه والذي يتعامل مع الصوفية المشوهة نعاديه أيضا، لكن لن نعاديه لأنه إنسان صوفي أو مسلم، وهذا هو الخلاف بيننا وبين الشيخ فركوس).
أما قضية العداوة والبغض والحب فليست بأمر هين كما تعتقد فإنها من أوثق عرى الإيمان والإسلام،أما قضية الولاء والبراء في جمعية العلماء المسلمين المقلدة فهو شبه منعدم بل قل إنه أعدم من خلال تبني فكر التوسعة و دخول الحزبية إلى الجمعية واستغلال الإخوان والجزأرة والمميعة لنشر عقائدهم و انحرافاتهم فيها وهذا أمر مشاهد ، كما فعلوا عندنا فقد استغل جماعة الجزأرة و الجبهة الإسلامية وجماعة الإخوان الجمعية وتترسوا بها بدعوى النشاط في تحفيظ القرآن الكريم ومن خلال ذلك نشروا سمومهم في الشباب واصبحوا يحذرون من المنهج السلفي ويسموننا بالغلاة والمداخلة ، بل يستضيفون مشايخ غير معروفين في منهج ولا عقيدة و يلقبونهم بالعلماء ويقدمونه للناس وينشرون شبههم ، ثم أين الولاء والبراء - يا قسوم - حينما وصفت مقتدى الصدر بالمقاوم وانت تعلم أنه رافضي يسب خيار هذه الأمة ، ونددت بما يريده من الجزائر تنديد المتسامح معه وقلت في جريدة الخبر : (ندعو أئمة وعلماء المذهب الشيعي إلى التنديد بمثل هذه الفتنة وأن يرفعوا أيديهم عن مثل هذه النّزعات الطائفية الضيّقة التي لا تزيد الأمّة الإسلامية إلاّ فُرقة وشتاتا خصوصا وهم يرفعون مبدأ التقريب بين المذاهب).– والله المستعان
واما قولك : وهذا هو الخلاف بيننا وبين الشيخ فركوس .
فالشيخ العلامة فركوس معروف عندنا بسلامة منهجه وعقيدته و علمه ورجحان عقله ورزانته وأخلاقه الطيبة ، فكتبه وفتاويه وأشرطته مبثوثة منشورة ، زكاه كبار العلماء في هذا العصر ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو مبتدع أو من لا يعرف الشيخ فركوس ، فالخلاف الذي بينك وبين الشيخ فركوس ليس في هذه القضية فحسب بل هو خلاف منهجي لذلك حذر من هذه الحزبية الجديدة التي انتهجتموها في جمعيتكم المقلدة ، وبهذا الاتهام تريدون أن تشوهوا صورة الشيخ فركوس وتدعون أنه يفرق الأمة ولا يدعو إلى توحيدها ، بل إن الشيخ فركوس يدعو إلى وحدة الامة ولكن على الحق لا على حساب الباطل ومداهنة اهل الباطل .
يقول الشيخ العلامة فركوس حفظه الله تعالى : والسلفيةُ ليست بدعوةٍ مُفرِّقة، وإنما دعوة تهدف إلى وحدة المسلمين على التوحيد الخالص، والاجتماع على متابعة الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزكيةِ بالأخلاق الحسنة، والتحلي بالخصال الحميدة، والصدعِ بالحقّ وبيانِه بالحجّة والبرهان، قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: ٢٩]، فقد كان من نتائج المنهج السلفي: اتحاد كلمة أهل السُّنَّة والجماعة بتوحيد ربهم، واجتماعهم باتباع نبيِّهم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه قولاً واحدًا لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة واختلفت عنهم الأزمنة، ويتعاونون مع غيرهم بالتعاون الشرعي الأخوي المبني على البرّ والتقوى والمنضبط بالكتاب والحكمة.إهـ [السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد].
ومن هذا المقال نستنتج الفرق بين جمعية العلماء الأصلية و جمعية قسوم المقلدة :
1 – تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من طرف علماء وطلبة علم يحملون عقيدة ومنهج السلف
2 – جمعية العلماء المقلدة ليس فيها علماء ولا يحملون عقيدة السلف ومنهجهم .
3 – خطة العلامة بن باديس دينية وخطة هذه الجمعية الحديثة حزبية فلسفية سياسية.
4 – الجمعية الأصلية حاربت البدع وخاصة الصوفية والطرقية وأما المقلدة فانحرفت عن المسار وداهنت أهل البدع ومنهم الصوفية.
5 - الجمعية المقلدة تجمع كل خلفي وحزبي من الإخوان والجزأرة والحزبيين والمميعين.
6 - الخلاف لا يسوغ لنا قبول العقيدة الباطلة ولا الخروج عن المنهج الحق الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم
7 - الجمعية المقلدة توسعت في الباطل على حساب الحق.
8 - والأمور التي يتوسع فيها قد بينها العلماء وبينوا أقسامها وما يسوغ فيها وما لا يسوغ وأن العبادات توقيفية وأما المعاملات فيتسع الأمر فيها بسعة مدارك الفقه وأقوال الأئمة والاعتبارات.
9 – الولاء والبراء عند الجمعية المقلدة يكاد ينعدم بل قل قد أعدم لما أدخل فيها من أهل التحزب والتمييع.
10 - السلفية الحقيقية التي ندعوا إليها وكان يدعو إليها أسلافنا هي نفسها سلفية جمعية العلماء الأصلية.
11 – الجمعية المقلدة أصبحت تعادي المنهج السلفي بل وتحذر من الدعاة والعلماء السلفيين .
12 – عبد الرزاق قسوم رئيس الجمعية المقلدة يطعن في شيخنا فركوس ويتهمه وجماعته بأن السلفية ليست حكرا عليهم وأن دينهم الممنوعات أكثر من المباحات .
13 - الشيخ العلامة فركوس معروف عندنا بسلامة منهجه وعقيدته و علمه ورجحان عقله ورزانته وأخلاقه الطيبة.
14 - الشيخ فركوس يدعو إلى وحدة الأمة ولكن على الحق لا على حساب الباطل ومداهنة أهل الباطل .
15 – الجمعية المقلدة حذر منها العلامة الشيخ فركوس بسبب حزبيتها .

-------------------
ولمزيد من الاطلاع فدونك هذه المقالات المميزة على موقع الشيخ فركوس وراية الإصلاح.
دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأصولها.

http://www.rayatalislah.com/index.ph...07-10-09-54-53
السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد
http://ferkous.com/home/?q=art-mois-22
عبد الحميد بن باديس
http://ferkous.com/home/?q=aalam-110


كتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الثلاثاء 17 ربيع الأول 1437 هجري


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 31 Dec 2015 الساعة 01:37 PM
رد مع اقتباس