عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30 Aug 2017, 03:15 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي الفرق بين (ضنين و ظنين ) في قوله عزوجل {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الموصوف بالصفات العاليات الكاملات , والصلاة والسلام على المبعوث بأكمل الرسالات , الهادي الى أكمل الخيرات وعلى آله وصحيه ومن تبعهم بالحسنات والصالحات

قال الله عزوجل في سورة التكوير {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}
واختلفت قراءة الأئمة في هاته الكلمة , فجمهورهم قرأها (بضنين ) بالضاد أي ليس ببخيل والضن بالشيء معناه البخل به ,
وقرأها كثير منهم (بظنين) بالظاء المشالة , أي غير متهم , فهو صادق أمين , والظنة هي التهمة

قال الأخفش في معاني القرآن [2-569]

(وقال {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} يقول "أي: ببخيل" وقال بعضهم {بِظَنين} أي: بمتَّهَم لأن بعضَ العربِ يقول "ظننت زيدا" فـ"هو ظنين" أي: اتَّهَمْتهُ فـ"هو مُتَّهَم".)) انتهى

وقال الامام أبو جعفر الطبري [24-260]

(وقوله: (وما هو على الغيب بضنين) اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة والكوفة (بضنين) بالضاد، بمعنى أنه غير بخيل عليهم بتعليمهم ما علمه الله، وأنزل إليه من كتابه.
وقرأ ذلك بعض المكيين وبعض البصريين وبعض الكوفيين (بظنين) بالظاء، بمعنى أنه غير متهم فيما يخبرهم عن الله من الأنباء.
)) انتهى

ولكثرة من قرأ بالضاد وعدم وجود الظاء مرسومة في المصاحف رجح الطبري كعادته قراءة عامة القراء حيث قال بعد أن ذكر أسماء الطائفتين
(( وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب: ما عليه خطوط مصاحف المسلمين متفقة، وإن اختلفت قراءتهم به، وذلك (بضنين) بالضاد، لأن ذلك كله كذلك في خطوطها. فإذا كان ذلك كذلك، فأولى التأويلين بالصواب في ذلك: تأويل من تأوله، وما محمد على ما علمه الله من وحيه وتنزيله ببخيل بتعليمكموه أيها الناس، بل هو حريص على أن تؤمنوا به وتتعلموه.)) انتهى
والقراءة المرجوحة عنده قرأ بها جماعة من الصحابة منهم ابن عياس في احدى الروايتين عنه بأصح اسناد عند ابن وهب وابن أبي حاتم , وقرأها كذلك عبد الله بن مسعود و زيد بن ثابت وابن الزبير و عائشة
وجماعة من التابعين , وهي قراءة ثلاثة أئمة من القراء السبعة هم الكسائي و أبي عمرو و ابن كثير

قال ابن عطية الأندلسي في تفسيره [5- 444]

(وبالضاد هي خطوط المصاحف كلها، فيما قاله الطبري وهي قراءة نافع وعاصم وابن عامر وحمزة وعثمان بن عفان وابن عباس والحسن وأبي رجاء والأعرج وأبي جعفر وشيبة وجماعة وافرة.
وقرأ ابن كثير وعمرو والكسائي وابن مسعود وابن عباس وزيد بن ثابت وابن عمر وابن الزبير وعائشة وعمر بن عبد العزيز وابن جبير وعروة بن الزبير ومسلم وابن جندب ومجاهد وغيرهم: «بظنين» ، بالظاء أي بمتهم
)) انتهى

وقد رجح بعض أئمة العربية القراءة الثانية بأن معنى الظنة يعدى بعلى فيقال ظنين على الشيء بخلاف الضن الذي يعدى بالباء , فيقال (ضن بالشيء ) وليس على الشيء .


ولذلك اختار القراءة بذلك أبو عبيد القاسم بن سلام و نحويا القراء الكسائي وأبو عمرو كما قال أبو جعفر النحاس في اعراب القرآن (5-102)

(وعدل أبو عمرو والكسائي وهما نحويا القراءة إلى القراءة. «بظنين» لأنه يقال: فلان ظنين على كذا أيّ متّهم عليه، وضنين بكذا وإن كانت حروف الخفض يسهل فيها مثل هذا، وعدل أبو عبيد أيضا إليها لأنه ذكر أنه جواب لأنهم كذّبوه...))


وهذا الذي قواه أيضا الفراء في معاني القرآن [3- 242] حيث قال
(فلو كَانَ مكان: عَلَى- عنْ- صلح أَوِ الباء كما تقول: ما هو بضنين بالغيب. والذين قالوا: بظنين. احتجوا بأن على تقوى قوهم، كما تَقُولُ:
ما أنت عَلَى فلان بمتهم
،)) انتهى



التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 30 Aug 2017 الساعة 03:18 PM
رد مع اقتباس