[خالد فضيل]

الصادق الناصح إنما يعامل ربه سبحانه، فيكون نصحه سرّا من غير فضح، ولا يكون في ذلك صاحب خصومة ولجاجة، ولا يريد منازل ليرفع الناس إليه أبصارهم فيها، وكذلك مشايخ الإصلاح_نحسبهم والله حسيبهم_، أما من ساء منه القصد والعمل فلا تكاد تجده إلا متربصا بالناصحين الصادقين، راميا لهم بما فيه من سوء، فيكذب ويرمي غيره بالكذب، ويصاحب أهل البدع والانحراف ويرمي غيره بذلك، ويتأكل بالدعوة ويرمي غيره بذلك، ويتكلم في دين الله بالجهل ويرمي غيره بذلك، ويحرف طريقة دعوة الأنبياء ويرمي غيره بذلك، ويطعن في العلماء ويرمي غيره بذلك، والله عز وجل بين في كتابه أن الدعاوى لا تغير من الحقائق شيئا، فقال سبحانه:"وإذا قيل لهم ءامنوا كما ءامن الناس قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء"، فالمنافقون رموا المؤمنين بما هم برآء منه فردّ الله ذلك عليهم وبرأ المؤمنين من تلك المنقصة، والله عز وجل يقول:"ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا" ولنا فيما ذكره الله في كتابه عبرة.
فجزاك الله خيرا أخي أباحاتم، وجعل ما ذكرته نافعا لمن قرأه مبيِّنا له سبيل أهل النصح في نصحهم، وسبيل غيرهم ممن خالفهم في ذلك.