عرض مشاركة واحدة
  #93  
قديم 10 Nov 2016, 10:18 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بيانُ وسطيةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ بينَ فرقِ الأمةِ المحمديةِ
كما أن أمةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وسطٌ بين الأممِ، فإن أهلَ السنةِ والجماعة وسطٌ بين فرقِ هذه الأمة، وتظهر وسطيتُها بين الفرقِ في خمسةِ أصول :
الأصل الأول : بابُ الأسماءِ والصفات.
فأهل السنةِ وسطٌ بين المعطلةِ من الجهميةِ والمعتزلة والأشاعرة، وأهلِ التمثيلِ المشبهة؛ فإن المعطلةَ ينكرون صفاتِ اللهِ تعالى على تفاوتٍ بينهم في الغلوِّ، والمشبهة يثبتون الصفاتِ لله تعالى ويجعلونَها مثلَ صفاتِ المخلوقين.
وأما أهلُ السنةِ والجماعة فوسطٌ بينهما، يثبتون ما أثبته اللهُ تعالى لنفسِه ورسولُه صلى الله عليه وسلم لربه، من غير تشبيهٍ أو تعطيل، وينفونَ ما نفاه اللهُ تعالى عن نفسِه ورسولُه صلى الله عليه وسلم عن ربِّه.
الأصل الثاني : باب الأفعال.
فهم وسط بين الجبرية والقدرية، بين الجبرية الذين غلوا في إثبات القدر حتى سلبوا الإنسان مشيئته، وبين القدرية الذين غلوا في إثبات قدرة العبد حتى جعلوه مستقلا بنفسه لا شأن لله تعالى في أفعاله.
أما أهل السنة فوسط بينهما، فللإنسان اختيار وإرادة، وما يفعله العبد فباختياره وإرادته، لكن هو واقع بمشيئة الله تعالى.
الأصل الثالث : باب الوعيد.
فهم وسط بين المرجئة والوعيدية، وسط بين المرجئة الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان، وجعلوا الإيمان ثابتا مهما وقع من العبد لا يزيد ولا ينقص، وبين الوعيدية الذين كفروا مرتكب الكبيرة وخلدوه في جهنم بذلك.
أما أهل السنة والجماعة فوسط بين ذلك، لا يغلبون جانب الرجاء ولا جانب الوعيد، ففاعل الكبيرة مستحق للعذاب، وإن عذب فإنه لا يخلد في النار.
الأصل الرابع : باب أسماء الإيمان والدين.
فأهل السنة وسط بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة، فالحرورية والمعتزلة سموا صاحب الكبيرة كافرا حلال الدم والمال، والمرجئة الجهمية سموه مؤمنا كامل الإيمان، ولا تضره معصيته.
أما أهل السنة فوسط بينهما فسموه مؤمنا ناقص الإيمان، أو أنه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته.
الأصل الخامس : باب الصحابة رضي الله عنهم.
فهم وسط بين الرافضة والخوارج، فالرافضة كفروا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم إلا آل البيت فغلوا فيهم وفي علي بن أبي طالب، وبين الخوارج الذين كفروا عليا ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، واستحلوا دماءهم.
أما أهل السنة والجماعة فوسط بينهما، فإنهم نزلوا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلتهم من غير غلو ولا جفاء، وحفظوا كرامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير لمز ولا ازدراء.

رد مع اقتباس