عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 Feb 2018, 11:43 PM
أبو هريرة موسى بختي أبو هريرة موسى بختي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
الدولة: بلدية سيدي عيسى ولاية (المسيلة) حرسها الله بالتوحيد و السنة
المشاركات: 1,318
افتراضي

جواب الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله





السؤال :


يقول السائل هل القاعدة التي تقول :" الجرح المفسرعلى التعديل المبهم "، مجمع عليها عند علماء الجرح والتعديل وهل يمكن تطبيقها على الجماعات الإسلامية ، حيث إن بعض أهل العلم عدلوا هذه الجماعات وبعضهم جرحوها فهل نقدم المجرح على المعدل لأنه عنده زيادة علم ؟





الجواب :


نعم ، هذا المنهج قائم ومستمر إلى يوم القيامة ـ إن شاء الله ـ لأنه منهج إسلامي صحيح تقوم عليه حياة المسلمين ، ويقوم عليه دينهم ، ويحمى به دينهم ، وتحمى بها أعراضهم ، وتحمى به أموالهم ، هذا منهج عظيم في الإسلام ، لا يحط من شأنه إلا إنسان منحرف ، فاسد التصور والتفكير .


فنعم ، هذا المنهج الآن ماش في الجماعات ، وقد يزكي الرجل ـ وهو فاضل ـ بناء على الظاهر ولا يعرف حقيقة ما عليه القوم ، فيأتي إنسان يدرس كتبهم ويدرس واقعهم فيجد أن هذا الذي زكاهم قد وقع في خطأ من حيث لا يدري فزكاهم بناء على الظاهر .


هذا شيء حصل للأئمة الكبار ، فكم من إنسان عدله الإمام أحمد فقال تلاميذه الذين لا يصلون إلى مرتبته ، عرفوا ما عند هؤلاء وما فيهم من قدح وما فيهم من جرح فأسقطوهم وإن كان قد زكاهم أحمد رحمه الله ، وزكّى الشافعي أناسا وجرحهم آخرون ، وقدم جرح هؤلاء ـ المفسر القائم على معرفة الحقيقة ـ على أقوال الأئمة الذين زكوا بناء على ما ظهر لهم .


فاليوم يعني قد يأتي إنسان يدعي أنه طلب العلم ويتظاهر بالدين والنسك والأخلاق الطيبة ويجلس ويمكث عندك أياما فتبني على الظاهر ، أنا والله زكيت أناسا في هذا العام ، والله لازموني وما شاء الله تنسك وكذا وكذا وكذا .....، ثم ظهر لي جرحهم ، أنا إذا صلى معي وزكى وذكر الله وسافر معي وإلخ ، أشهد بما رأيت ، ولا أزكي على الله أحدا ، لكن يأتي إنسان آخر عرفه أكثر مني ، واكتشف عليه أخطاء واكتشف عليه أشياء تقدح في عدالته ، فيجرحه بعلم ويبرهن على جرحه بالأدلة ويفسر جرحه ، فيقدم جرحه على تعديلي ، وأنا استسلمت ، قدم الأدلة على جرح هذا الإنسان ، في الواقع الحق معه .


فجماعة يعني جاءوا عند عالم من العلماء وقالوا : والله نحن من أهل السنة ، وندعو إلى التوحيد ونحارب الشرك ونحارب القبورية وكذا وكذا ، ورأى فيهم الصلاح فكتب لهم إلى من يعاونهم ، فإنهم يدعون إلى كتاب الله ـ تبارك وتعالى ـ وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم راح أناس معهم خالطوهم عاشروهم ـ من طلاب العلم ـ فوجدوا أن الحقيقة تختلف تماما ، وأن هؤلاء أهل بدع وأنهم صوفية وأنهم خرافيون ، وقدموا الأدلة على ما يقولون فيُصدق ويقدم على تعديلي أو تعديل هذا العالم ،هذه قاعدة مضطردة مستمرة ـ إن شاء الله ـ في الأفراد وفي الجماعات إلى يوم القيامة .

المصدر :فتاوى الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 250 ] .

رد مع اقتباس