عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30 Jan 2016, 03:51 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي هذا هو شيخنا أبو عبد المعز حفظه الله

هَذَا هُوَ شَيْخُنَا الجَلِيلُ أَبُو عَبْدِ المُعِز
حَفِظَهُ الله




بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي كُلِّ زَمَانِ فَتْرَةٍ مِنْ الرُّسُلِ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَدْعُونَ مَنْ ضَلَّ إلَى الْهُدَى، وَيَصْبِرُونَ مِنْهُمْ عَلَى الْأَذَى، وَيُحْيُونَ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَوْتَى، وَيُبَصِّرُونَ بِنُورِ اللَّهِ أَهْلَ الْعَمَى، فَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ لِإِبْلِيسٍ قَدْ أَحْيَوْهُ، وَكَمْ مِنْ ضَالٍّ تَائِهٍ قَدْ هَدَوْهُ، فَمَا أَحْسَنَ أَثَرَهُمْ عَلَى النَّاسِ وَمَا أَقْبَحَ أَثَرَ النَّاسِ عَلَيْهِمْ، يَنْفُونَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالِ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلِ الْجَاهِلِينَ.

الحمد لله القائل في محكم التنزيل: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، والقائل: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، والقائل: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28].

وصلى الله على الرحمة المهداة القائل في ما نقله عنه الرواة: « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَان فِي الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ».

أما بعد:

فيقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين ( 1/8 ): فُقَهَاءُ الْإِسْلَامِ، وَمَنْ دَارَتْ الْفُتْيَا عَلَى أَقْوَالِهِمْ بَيْنَ الْأَنَامِ، الَّذِينَ خُصُّوا بِاسْتِنْبَاطِ الْأَحْكَامِ، وَعَنَوْا بِضَبْطِ قَوَاعِدِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ؛ فَهُمْ فِي الْأَرْضِ بِمَنْزِلَةِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ، بِهِمْ يَهْتَدِي الْحَيْرَانُ فِي الظَّلْمَاءِ، وَحَاجَةُ النَّاسِ إلَيْهِمْ أَعْظَمُ مِنْ حَاجَتِهِمْ إلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَطَاعَتُهُمْ أَفْرَضَ عَلَيْهِمْ مِنْ طَاعَةِ الْأُمَّهَاتِ وَالْآبَاءِ بِنَصِّ الْكِتَابِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا [النساء: 59] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَالضَّحَّاكُ وَمُجَاهِدٌ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ: أُولُو الْأَمْرِ هُمْ الْعُلَمَاءُ

ومن هؤلاء السادة الفقهاء والأئمة النبلاء، شيخنا الجليل أبو عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله.

ولست -في هذا المقام- كفؤاً لأن أبرز محاسن شيخنا حفظه الله، ولكنها كلمات جالت في خاطري، توقفت منها موقف المتعجب من عجيب صنيع الله بعبده كيف يرحمه!


لقد توقف شيخنا -حفظه الله- عن الخروج إلى مجلسه العامر بمكتبة العواصم بالقبة بضعة أسابيع، ثم شاع بين الناس أن هذا الغياب سببه المرض، فبدا هنا العجب العجاب من قدرة الملك الغلاب..

لقد جمع الله لشيخنا -بسبب مرضه- فضيلتين عظيمتين:


أولاهما: أن جمع الله قلوب المؤمنين على العبادة في التضرع لله والدعاء لشيخنا بالعافية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ ».

والثانية: أن أدخل الله السرور على قلوب المؤمنين بخروج الشيخ إلى أبنائه الطلبة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسل: « أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ».

فسبحان من أجرى لعبده الأجر من غير كسب منه.

فاللهُمَّ رَبَّنَا يَا حَلِيمُ يَا مَنَّانُ يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَنُ هَذَا عَبْدُكَ -وَشَيْخُنَا- مُحَمَّد عَلِي فرْكُوس، اِشْفِهِ يَنْكَأ لَكَ عَدُوًّا أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى صَلَاةٍ، اللَّهُمَّ أَلْبِسْهُ ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالعَافِيَة، اللَّهُمَّ زِدْهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ وَالجِسْم.

آمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

وكتب حامداً الله على عودة شيخنا:

أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي

ظهيرة السبت 19 ربيع الثاني 1437 هـ

بوفاريك - البُلَيْـــدَة

رد مع اقتباس