عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 30 Nov 2019, 12:42 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





معنى حديث: "أنّ الرسول ﷺ خطّ خطًا..."

سؤال يجيب عنه فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

السؤال:
سمعت حديثًا عن رسول الله ﷺ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خطّ لنا رسول الله ﷺ خطاً، وقال: (هذا طريق الحقّ)، وخطّ خطوطًا عديدة، وقال: (هذه السُّبُل، على رأس كل منها شيطان يزيّنها لسالكيها) هذا معنى ما سمعت، أرجو أن توضّحوا لي معنى ذلكم الحديث؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
هذا الحديث صحيح رواه الدارمي وغيره وهو من تفسير قوله جل وعلا: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153] وفي الحديث: أنّ الرسول ﷺ خط خطًا مستقيمًا فقال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطًا عن يمينه وشماله فقال: هذه السُّبُل، وعلى كل سبيل شيطان يدعو إليه ثم قرأ الآية: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ) [الأنعام:153] الآية.

والمعنى: أنّ صراط الله طريق واضح، يوصل مَن سلكه إلى الجنّة والكرامة. أمّا الطُّرُق التي عن يمينه وشماله فهي البدع والشُّبُهات والشَّهوات المحرّمة التي يسلكها أكثر الخلق، فهي توصل مَن سلكها إلى النار نعوذ بالله من ذلك.

فالواجب على كلّ مسلم أن يسلك الطريق السوي، وهو صراط الله الذي دلّ عليه كتاب الله وسُنَّة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو فعل ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، عن إخلاص لله، وعن إيمان به ومحبّة له عزّوجلّ، وعن موافقة لما شرعه رسوله عليه الصلاة والسلام، هذا هو صراط الله، وهذا هو سبيله.

أمّا ما خالف ذلك من المعاصي والبدع فهي السُّبُل التي نهى عنها الربّ عزّ وجلّ وحذّر منها. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.

المصدر



يقول الشيخ السعدي رحمه اله في تفسير الآية: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا" (174)
{ يمتنّ تعالى على سائر الناس بما أوصل إليهم من البراهين القاطعة والأنوار الساطعة، ويقيم عليهم الحجّة، ويوضّح لهم المحجّة، فقال: (يَأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِن رَّبِّكُمْ) أي: حجج قاطعة على الحق تبينه وتوضحه، وتبين ضده. وهذا يشمل الأدلة العقلية والنقلية، الآيات الأفقية والنفسية (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ)
وفي قوله: (مِن رَّبِّكُمْ) ما يدلّ على شرف هذا البرهان وعظمته، حيث كان من ربّكم الذي ربّاكم التربية الدينية والدنيوية، فمن تربيته لكم التي يحمد عليها ويشكر، أن أوصل إليكم البيّنات، ليهديكم بها إلى الصراط المستقيم، والوصول إلى جنّات النّعيم. (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا) وهو هذا القرآن العظيم، الذي قد اشتمل على علوم الأوّلين والآخرين والأخبار الصادقة النافعة، والأمر بكل عدل وإحسان وخير، والنّهي عن كل ظلم وشر، فالناس في ظلمة، إن لم يستضيئوا بأنواره، وفي شقاء عظيم إن لم يقتبسوا من خيره.} انتهـ.

ويقول الإمام الطبري رحمه الله في تفسير الآية:

{ القول في تأويل قوله : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) (174)
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ"، يا أيّها الناس من جميع أصناف الملل، يهودِها ونصاراها ومشركيها، الذين قصّ الله جلّ ثناؤه قَصَصهم في هذه السورة=
"قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ"، يقول: قد جاءتكم حجّة من الله تبرهن لكم بُطُولَ ما أنتم عليه مقيمون من أديانكم ومللكم، (22) وهو محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جعله الله عليكم حجّة قطع بها عذركم، وأبلغ إليكم في المعذرة بإرساله إليكم، مع تعريفه إيّاكم صحّة نبوّته، وتحقيق رسالته=
"وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا"، يقول: وأنـزلنا إليكم معه "نُورًا مُبِينًا"، يعني: يبيّن لكم المحجَّة الواضحة، والسُّبُل الهادية إلى ما فيه لكم النّجاة من عذاب الله وأليم عقابه، إن سلكتموها واستنرتم بضوئه. (23)
وذلك "النّور المبين"، هو القرآن الذي أنـزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم.} انتهـ.




الصور المرفقة
نوع الملف: png هذا صراطي مستقيم.png‏ (438.7 كيلوبايت, المشاهدات 1873)
نوع الملف: png خط الرسول خطا.png‏ (364.1 كيلوبايت, المشاهدات 2054)
نوع الملف: png قد جاءكم برهان من ربكم.png‏ (657.8 كيلوبايت, المشاهدات 1798)
نوع الملف: jpg المصحف الشريف.jpg‏ (32.5 كيلوبايت, المشاهدات 1577)
رد مع اقتباس