عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01 Apr 2014, 08:56 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي كلام الشيخ أحمد حماني رحمه الله في الرافضة

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
قال الشيخ أحمد حماني رحمه الله في كتابه : (صراع بين السنة و البدعة) (38/1-39)ط.عالم المعرفة : (... و منهم ظالم لنفسه بالغلو و العناد مما أدى ببعض هؤلاء الغالية إلى الخروج عن الإسلام بأقوالٍ رهيبةٍ و اعتقادات زائغة، ناهيك من يزعم أن للقرآن ظاهراً و باطناً؛ الظاهر جاء ليعلمه الناس و الباطن إنما يعلمه الأئمة المعصومون، و منهم من بلغ به الكفر إلى الزعم بأن جبريل أخطأ في تبليغ الرسالة فنزل بالقرآن على محمد صلى الله عليه و سلم و قد أمر – في زعمهم- أن ينزل به على علي، فهؤلاء ليسوا بمسلمين.
و من أشنع أقوال الغلاة كيدهم لإبطال الشريعة الإسلامية، و تحطيم دولة المسلمين، تهجمهم على الصحابة و حتى الكبار منهم – رضي الله عنهم أجمعين- و شتمهم، و رميهم بالكذب، و نزع صفة العدالة عنهم و الأمانة، وإقدامهم على سفك الدماء و استباحة الأعراض و الأموال بغير حق، و تبرير ذلك و تحبيذه شبيه بفعل فاعله، فما أغنى العاقل عنه).
و قال في : (40/1-41) : (... و من أغرق في شتم الصحابة و إذايتهم و رميهم بالبهتان المفترى فهو مبتدع، كيف و قد رضي الله عن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم و رضوان الله عنهم و لم نعلم أنه سخط عليهم بعد الرضى، و مدحهم و أعلن أنهم المفلحون و الصادقون، قال تعالى : ﴿ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[التوبة:88]، و في آية الحشر شهد للمهاجرين بالصدق و للأنصار بالفلاح([1])، ولم نعلم أنه ذمهم بعد هذه الآيات ، بل مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، فلا يغتاظ منهم و لا يبغضهم ولا يقع في أعراضهم إلا من سفه نفسه ، أو سكن النفاق قلبه ، قال تعالى : ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾[الفتح:29] ، ثم قال : ﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ ، ولهذا قال مالك فيمن اغتاظ منهم : « ليس له في فيء المسلمين نصيب »([2]) ؛ لأن الله ذكر أهل الفيء وهم المهاجرون الصادقون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، والأنصار المفلحون وهم الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم ، ثم الذين جاؤوا من بعدهم إلى يوم القيامة ، وهؤلاء يقولون : ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾[الحشر:10] ، هؤلاء هم أهل الفيء ، ولا حق لغيرهم، ونحن – والحمد لله – من الذين جاؤوا من بعدهم .
ثم إن هؤلاء الأصحاب هم الذين حملوا إلينا الرسالة ، فبلغوا إلينا القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا عليها أمناء عدولا ، وهم كالنجوم يُهتدى بهم في ظلمات البر والبحر([3]) ، والقدح فيهم وشتمهم لا يقع فيه إلا ملحد يضمر الشر للإسلام والمسلمين ، أو جاهل أحمق لا يدري ما يصنع ، أو غبي أعماه الحقد الدفين ، ولا يعلم ما يقول ، ولا يقدر نتائج ما يعتقد وبه يتفوه ، فالرافضة وهم المتجرئون على الصحابة إنما تأسست فرقتهم وشاعت نحلتهم ، بقصد هدم دولة العرب ، ومحو ديانة الإسلام ، وقد حقق هذا الدكتور حسن إبراهيم حسن في كتابه الجليل (الدولة الفاطمية) ، وبرهن عليه بوثائق تاريخية ، وبأعمال أتوها من سفك الدماء في الحرم والعبث بالحجر الأسود كما فعله القرامطة .
إن الإسلام مبني على القرآن والسنة ، وعن هؤلاء الصحابة رويناهما وأخذناهما ، وماذا يبقى لنا لو صدقنا الذين طعنوا في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وسعد وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وعائشة الصديقة بنت الصديق وابن عباس ومعاوية وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو وأبي هريرة وأبي موسى الأشعري ، وغيرهم كثير ممن أدركتهم الفتنة فاجتهدوا سواء أخطؤوا أو أصابوا ، وما أحد من الذين ذكرتهم إلا وفي المبتدعة من يقدح فيه ولا يرضى عنه([4]) ، والمكثرون من الحديث كأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وعائشة وأبي سعيد وجابر بن عبد الله لم يسلم واحد منهم من قالة السوء ، تعلنها فيه الغالية من الفرق الضالة حاشا المعتدلين .
فماذا يبقى لنا من حديث رسول الله إن اتهمنا هؤلاء وأولئك ورددنا حديثهم ؟ لا شك أن الجراءة عليهم أو على أحدهم تؤدي إلى التهمة ، وتذهب الثقة ، وتعرض بنيان الدين إلى الانهيار ، وذلك ما يسره ويصر عليه كل فاجر كفار .
والفرقة الناجية - حقا – تعلن رضاها عن جميعهم ، وترضى عنهم ، وتتأول ما شجر بينهم ، وتسأل لهم الرحمة والمغفرة من الله ، وذلك ما وعد الله به المتقين من عباده في قوله : ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ* لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾[الحجر:47-48] ، فالقرآن الكريم أرشدنا ونحن واقفون على ما أوقفنا عليه ، وهو الذي يقول : ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[البقرة:134]).


=====
[1] : قال الله تعالى : ﴿ الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[الحشر:09].
[2] : ذكره ابن كثير عند تفسيره للآية الحشر.
[3] : إذا كان الشيخ رحمه الله يقصد حديث : (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) فهو حديث موضوع ، أنظر : السلسلة الضعيفة للألباني رحمه الله ( 1/144) رقم (58).
[4] : قال أبو زرعة الرازي رحمه الله : (إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة) [الكفاية في علم الرواية للخطيب (ص:61).ط.الرسالة ناشرون]


التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 01 Apr 2014 الساعة 08:58 PM
رد مع اقتباس