عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 16 Jun 2011, 10:17 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

تابع لباب حسن الخلق


272- حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني يزيد بن الهاد، عَنْ عمرو بن شعيب، عَنْ أبيه، عن جده ، أَنَّهُ سَمِعَ النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، يَقُولُ : " أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ، قَالَ الْقَوْمُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا " .

الحديث عظيم في بابه يضاف إلى حسن الخلق بالتحلي بالأخلاق الطيبة الكريمة
أحب الناس و أقربهم منه – صلى الله عليه و سلم- مجلسا هم أحسن الناس أخلاقا في الدنيا إضافة إلى الدرجة الرفيعة التي أعطاها الله تعالى لهؤلاء.
"أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ "
- سكت الصحابة و بُهِروا بهذا الكلام
- من حسن فصاحة النبي – صلى الله عليه و سلم- أن بدأهم بهذا السؤال و القصد منه التشويق
- هذا فيه أدب المتعلم بالسكوت عند العالم و عدم التشويش
- النبي- عليه الصلاة و السلام- سأل و الصحابة سكتوا تعليما لغيرهم
- و في رواية : قال النبي- صلى الله عليه و سلم:" إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله ما المتفيقهون؟ قال: المتكبرون"
الثرثارون: هم كثيروا الكلام
المُتَشَدِّق:الذي يتوسع في الكلام لأن في كلامه يلوي شدقه، الشدق : هو جانب الفم
المتفيقهون: هم المتكبرون بما أوتوا من قليل من العلم.
و هذه كلها من الأخلاق الذميمة التي يبغضها الله- عز و جل- و يبغضها نبيه- صلى الله عليه و سلم-

ذكرهم النبي- صلى الله عليه و سلم- بأوصافهم فكل من كانت فيه هذه الصفة فليعلم هذه الحقيقة أنه من المُبغضين عند النبي- صلى الله عليه و سلم- و أنه من المُبعدين عنه يوم القيامة
- الترهيب له فائدته أنه يردع الناس
- الأخلاق ليست جبلية غريزية فحسب بل هي مكتسبة أيضا تحتاج إلى جهد و مجاهدة

اقتباس:
( أنظر مقدمة الباب الشيخ فصَّل في هذا التقسيم)
و النبيُّ- صلى الله عليه و سلم- كما قال القاضي عياض- رحمه الله- عند ذكر أخلاقه قال: و نبيُّنا- صلى الله عليه و آله و صحبه- قد جُمع له النوعان يعني من الأخلاق.
جُمِع له بأن:
1- تخلق بالأخلاق فطرة و غريزة
2- فتح الله عليه فكمل أخلاقه بالأخلاق المكتسبة
فكان أكمل الناس خَلْقًا و خُلُقًا
و ذكر هذا عند الحديث عن حيائه – صلى الله عليه و سلم- كان حييا: كان أشد حياءا من العذراء في خذرها، فهذا الذي كان إمام المسلمين، هذا الذي كان يخوض معهم الحروب، هذا الذي كان يحكم بين الناس، كان في حيائه أشد حياءا من العذراء في خدرها
فائدة: مثل هذه المرأة -العذراء في خدرها- هي النموذج في الحياء هذا في فطرتها، الآن تغيرت المرأة لا تكاد تجد المرأة في خذرها و العذراء قد نجدها، العذراء يعرفها بعض أهل العلم أنها التي لا تعرف الرجال، لا تخالطهم و لا تجالسهم و لا تنظر إليهم إنما قصرت طرفها عمن في بيتها من محارمها حتى تزف إلى زوجها، أول رجل أجنبي تنظر إليه و تتعرف عليه.
أما المرأة إذا اختلطت بين الرجال و كانت في الأماكن التي ينتشر فيها الاختلاط بل الاختلاط و ما يتبعه من مفاسده هذه أنَّا لها أن تكون حيية و أن يكون صفة دائمة لها و الحياء له أسبابه و من بين أسبابه الستر فهو سبب من أسبابه و علامة من علاماته و المرأة إذا تسترت فهذا دليل على حيائها.
أما إذا كشفت و تبرجت،هناك قضية أن كثير من أخواتنا تظن أن الستر هو أن تلقي على بدنها هذا الجلباب و انتهى الأمر، الستر في الحقيقة له معنى أعظم من هذا و أزكى من هذا لأن هناك من هذا هو ملبسه و لكن لا نرى حياءا، الحياء هو زيادة على سترها تمشي بالأدب و لا ترفع بصرها و لا تخالط من نُهيت عن مخالطتهم من الرجال الأجانب عنها و لا تسافر مسيرة يوم و ليلة إلا مع ذي محرم لها و ليست خراجة ولاجة كل وقت تجدها تحوم في الشوارع و الطرقات لمصلحة و لغير مصلحة

الفـــوائد:
1- بشارة عظيمة لصاحب الخلق الحسن
2- فضل حسن الخلق لهذا أخرجه البخاري- رحمه الله- في هذا الباب
3- بيان لأدب من آداب المتعلم بين يدي معلمه و هو أدب السكوت و عدم الخوض فيما لا يعلم
4- بيان لأسلوب و طريقة علمية نافعة ألا و هي التعليم و البيان بطريقة السؤال الذي فيه تشويق
5- سنة إعادة الكلام للتأكيد و التنبيه و هذا كان من هديه – صلى الله عليه و سلم-
6- فيما جاء في الرواية الأخرى التي جاءت في سنن الترمذي بسند صحيح : فيه ذم للخصال الثلاث: الثرثرة و التشدق و الكبر و أن أصحابها أبغض الناس و أبعدهم من رسول الله- صلى الله عليه و سلم- مجلسا يوم القيامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(272) صحيح: أحمد(2/218،185) و قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/21): " رواه أحمد و إسناده جيد". و صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد(206)، و الصحيحة(792).


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن العاصمية ; 16 Jun 2011 الساعة 10:19 PM
رد مع اقتباس