عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 13 Feb 2019, 05:29 PM
أبو البراء خالد أبو البراء خالد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 59
افتراضي

أسال الله تعالى أن يجزي الشيخ علي الوصيفي خير الجزاء، فإن كتابته هذه كتابة موفقة، جزلة الألفاظ جليلة المعاني، وهي صورةٌ مشرقة من صور تآزر أهل السنة على الحق، وتناديهم إلى نصرته، والقيامِ بواجب مساندة علماء السنة، والدفاع عن المظلومين، ونصيحةِ المخالفين.
لقد جال قلمكم أيها الشيخ الوصيفي في معانٍ جليلة، وميادين فسيحة من ميادين الحق، وخطَّ سِجالا من سجَالات النصرة المحمودة.
ومما سررت به من تنبيهاته السديدة: الإشارة إلى أن من استكبر عن الرجوع عن الخطأ فإنه يستحق الترك، لأنه لا ثقةَ بعلمه، ولأن ذلك مشعر بعدم سلامة علمه من الفسَاد.
وأيضًا تنبيهه إلى أن بعض من لا علاقة له بالمنهج السلفي ولا حِمْلَ له في الدعوة إلى الله، يستغلون المفرقين لقضاء مآربهم، وأن المفرقين قد يثقل عليهم الرجوع عن الباطل لئلا ييستجلبوا عداوة هذا الصنف الذي لا يرضيه إلا الإصرار على الباطل والمضي في الفتنة ومناكفة العلماء.
ومن فوائده الحسان ما ساقه من حال الكرابيسي، وأن فقهه وعلمه لم يحل بينه وبين أن يسقط ويخمل ذكره، بسبب كِبْرِه، وتعاليه على الحق وأهله.
ومن عزيز الفوائد أن هذه الفتنة ربما تكون فرصة لنقف على أخطائنا، ونصححها، ونُنَقِّي دعوتنا ممَّن دخل فيها وليس منها ولا من أهلها في علمٍ ولا دينٍ ولا خُلقٍ.
هذا، وأسأل الله أن ينفع بهذا المقال، ويُبَصِّر به من ضلَّ عنه الهدى، وعَمِيت عليه السبيل.
وإني أكرر دعوة الشيخ فركوس ولزهر ومن معهما إلى أن يقفوا مع أنفسهم وقفة صادقة ويتصوروا موقفهم بين يدي الله الذي يعلم السر، ويبتلي ما في الصدور، ولا تخفى عليه خافية، وأن ينظروا إلى ما آلت إليه حالُ الدعوة السلفية وحال شبابها، وإلى ما جَنَوه على أنفسهم وأتباعهم بسبب موقفهم المشين، فليراجعوا موقفهم ولينظروا في أمرهم، قبل أن تحل بهم قوارع الحق، وتأخذ فيهم صورامه، والله المستعان وإليه يرجع الجميع.

رد مع اقتباس