عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 06 Nov 2018, 05:55 PM
أبو أسماء عبد الرزاق الجلفاوي أبو أسماء عبد الرزاق الجلفاوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 5
افتراضي تَنبِيهٌ وَكَشفُ شُبهَة للأخ الفاضل أبو حاتم البليدي

🍃🍂🌿🍃🍂🌿🍃🍂🌿🍃🍂
📍📍📍📍📍📍📍📍

«تَنبِيهٌ وَكَشفُ شُبهَة!»

يَنْشُرُ بَعْضُ مَرضَى القُلُوبِ شُبْهَةً تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ فَهْمِهِمْ لِمَنْهَجِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي ذِكْرِ تَرَاجِمِ الرِّجَالِ أَوْ نَقْدِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ العَدِيدَ مِنْ عُلَمَاءِ السِّيَرِ وَالتَّرَاجِمِ ذَكَرُوا المَحَاسِنَ وَالمَسَاوِئَ عِنْدَ التَّرْجَمَةِ لِبَعضِ المُخَالِفِين، وَهَذَا بِخِلَافِ الأَمْرِ فِي النَّقْدِ وَبَيَانِ الحَالِ، فَإِنَّ الحَسَنَاتِ لَا تُذكَرُ لِأَنَّ المَقَامَ مَقَامُ تَحْذِيرٍ.

وَهَذَا الكَلَامُ مِنْهُمْ صَحِيحٌ، وَلَكِنَّ تَنْزِيلَهُ عَلَى مَا صَدَرَ مِنَ الشَّيْخِ فركوس خَطَأٌ، لِأَنَّ الشَّيْخَ فركوس كَانَتْ تَرَاجِمُهُ لِلمُخَالِفِينَ خَالِيَةً -أَوْ شِبْهَ خَالِيَةٍ- مَنْ ذِكْرِ المَسَاوِئِ، إِضَافَةً إِلَى الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَالإِشَادَةِ بِهِم بِمَا لَا يَسْتَحِقُّونَهُ، وَقَدْ أَقَرَّ هُوَ نَفْسُهُ بِذَلِكَ -بَعْدَ انْتِقَادِ ذِكْرِ تَرْجَمَتِهِ لِجَمَالِ الدِّينِ الأَفْغَانِيِّ- حَيْثُ قَالَ كَمَا فِي مَوْقِعِهِ: "نَعَمْ، قَدْ تَرِدُ مُؤَاخَذَتِي مِنْ جِهَةِ عَدَمِ التَّنْبِيهِ عَلَى هَذَا الأَمْرِ أَوْ التَّعْلِيقِ عَلَيْهِ أَوْ عَدَمِ التَّعْرِيفِ بِالشَّخْصِيَّاتِ المَذْكُورَةِ بِوَضْعِ تَرْجَمَةٍ مُوجَزَةٍ لِبَيَانِ حَالِهِمْ، [[وَهَذَا -بِلَا شَكٍّ- سَهوٌ مِنِّي أَوْ خَطَأٌ أَوْ تَقْصِيرٌ، وَالنَّقْصُ طَبِيعَةُ البَشَرِ، فَالكَمَالُ لِلهِ وَحْدَه، وَالعِصْمَةُ لِمَنْ عَصَمَهُ الله]]، وَكَمَا قِيلَ قَدِيمًا: "الكِتَابُ كَالمُكَلَّفِ لَا يَسْلَمُ مِنْ المُؤَاخَذَةِ وَلَا يَرْتَفِعُ عَنْهُ القَلَمُ"، وَسَأُحَاوِلُ أَنْ أَسْتَدْرِكَ هَذِهِ الهَفْوَةَ -إِنْ شَاءَ الله- فِي الطَّبَعَاتِ اللَّاحِقَةِ مَعَ تَعْدِيلٍ فِي النَّصِّ" اهـ.
وَهَذَا الإِقْرَارُ مِنَ الشَّيْخِ فركوس يُغنِينَا عَن التَّشوِيشِ الَّذِي يُمَارِسُهُ غُلَاةُ التَّعْظِيمِ الَّذِينَ يُحَاوِلُونَ نَفْيَ الخَطَأِ عَنِ الشَّيْخِ فِي هَذَا الأَمْرِ.

وَلَيْسَ قَصْدُ السَّلَفِيِّينَ مِنْ نَشْرِ هَذِهِ الأَخْطَاءِ لِلشَّيْخِ فركوس إِسْقَاطَهُ، وَلَكِنَّ القَصْدَ مِنْ ذَلِكَ بَيَانُ أَنَّ لِلشَّيْخِ أَخْطَاء لَوْ حُكِمَ عَلَيْهِ بِمِثلٍ مَا حَكَمَ هُوَ عَلَى مَشَايِخِ الإِصْلَاحِ لَكَانَ أُولَى بِأَنْ يُحَذَّرَ مِنْهُ، وَلَكِنَّ السَّلَفِيِّينَِ أَهْلُ عَدْلٍ وَإِنْصَافٍ، فَلَيْسَ كُلُّ خَطَأٍ يَسْقُطُ صَاحِبُهُ، بَل يَسْقُطُ الشَّخصُ إِذَا عَانَدَ الحَقَّ وَأَهمَلَ نَصَائِحَ العُلَمَاءِ وَتَوجِيهَاتِهِم، فَتَنَبَّهُوا..

وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

البُلَيدِي ٢٨ صفر ١٤٤٠ هــ


🔖 مَنشُورَات: رَوضَة المُحِبِّين 🔖


📍📍📍📍📍📍📍📍
🍃🍂🌿🍃🍂🌿🍃🍂🌿🍃🍂


التعديل الأخير تم بواسطة أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي ; 06 Nov 2018 الساعة 09:37 PM
رد مع اقتباس