عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10 Aug 2018, 03:01 PM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي موقف تأمل واعتبار من لقياي الشيخ جمعة أول الفتنة!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و بعد:

قد سبق و أن زرت الشيخ عبدالمجيد جمعة في أول الفتنة !و لعل ذلك كان في الأيام الأولى من شهر ديسمبر من العام الماضي .

و لقد لقيته مستفسرًا سائلا ، إذ لم أكن قد حسمت يومها موقفي بعدُ مما يجري من فتنة ، وسألته عن بعض من اختلفت معه لمّا دعوته للكفّ عن الخوض في الفتنة رجاء أن لايتسع الخرق على الراقع، وليس شأننا الآن هذا الذي جرى بيني و بين من قصدت، ولكن الشأن أنني سألت الشيخ جمعة يومها سؤالا مفاده :

(بلغني أنكم تحذرون من الشيخ عبدالغني عوسات!فهل هذا صحيح ! )

فقال لي : نعم ، أنا أحذر منه ، ولن ألتقي معه ولن أتراجع عن تحذيري حتى يتوب من تزكيته لخالد و مرابط! بل غالبُ ظنِّي أنه أقسم على ذلك

كما أنه صرح أن الشيخ عوسات خذلهم ! وذلك أول الفتنة!.
و لم يكن قد تكلم الشيخ عوسات بشيء

و أسرّ إليّ الشيخ جمعة و إلى من كان معي أنه لا يحذر منه عند جميع الناس ، بل يتخير من يحسن به الظن !.

و إني قبل أن أدلي بما بدا لي من جوابه ، و ما خرجت به بعد تأمله ، أنني مستعد للمباهلة من أجل ذلك أمام الحرم -على طريقة محمد بن هادي- و فوق ذلك لي شاهدان كانا معي ، و سمعا ما سمعتُ.

و عودا على بدء!

ليعلم إخواني أنني لم أخبر الشيخ عوسات بما قال جمعة ، و لا سعيت في إثارة نفوسهما ضد بعضهما !
حتى بلغني أن الشيخ جمعة التقى بالشيخ عوسات و حاول تقبيل رأسه بعدما حذّر منه ، فقلت في نفسي لعل ذلك التحذير خرج مخرج الغيرة للمنهج و الغضب الذي لا يسلم منه أحد !و فرحت لذلك والله يشهد!بل وبشرت بذلك بعض مصعفقة بلدتنا.

و لكن كان يهولني يومها براءآت تنشر من خلال أجوبة واتسابية و نقولات سمعية أن الشيخ جمعة لا يحذر من إخوانه كالشيخ عزالدين رمضاني ، و غاية ما هنالك أخطاء انتقدوا فيها ، فيرجعون عنها و يكون بعدها الجميع إخوانا كما كانوا.
كانت هذه البراءة من الطعن في الشيخ عزالدين تنشر ،فكيف بالبراءة من الطعن في الشيخ عوسات!

و كان ذلك-و لا أخفيكم-يحز في نفسي، و أقضي منه العجب أن يقوم امرء يتصدى لتعليم الناس و إرشادهم ، فيقول في خاصته ما لا يقوله في العامة!

واستذكرت قول عمر بن عبدالعزيز أنه قال :(إذا رأيت القوم يتناجون في أمر دينهم دون العامة ، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة)!

و رغم ذلك ، عددت التحذير من قبيل الخطأ، والغضب، حتى تكرر منه في حق غير الشيخ عوسات ، و فهمت أمورًا من شأنه، منها:

1-أنه أسرّ إليّ أنا ، و هو الذي قبل يوم من لقائي به عرض على بعض الناس -و منهم جليسه،بطانة السوء النكرة المعروف بالفتنة !- قائمة فيها أسماء لإخوة ارتابوا في أمرهم وعدّوهم من جملة المذبذبين عنده !
و كان اسمي ضمن تلك الأسماء، إذ لم أكن أصرح بتأييدي لجمعة و لزهر ، بل كنت أنهى الإخوة عن الخوض فيما يجري، و أردّد أن الخطأ لا يسلم منه أحد!
كما كان كذلك من أولئك المغضوب عليهم عبدالله سنيقرة ، ابن الشيخ لزهر!

فكيف يكون العكرمي البارحة ، بل في اليوم نفسه في قائمة المذبذبين، و يصبح مساء من الخاصة الذين يسرُّ إليهم بالتحذير من الشيخ عوسات !

و لا معنى لصنيعه هذا إلا محاولة استجلاب بعض من يرى فيهم جمعة مقدرة على الكتابة ، و إجادة في الردّ ، فيغريهم ببعض هذه الأخبار، لعلّ الواحد منهم يحسب نفسه قد حاز السبق أن أسرّ إليه الشيخ جمعة بذلك ، فيستميت في الدفاع عن جمعة و أفعاله ، وينال بمقابل ذلك تزكية واتسابية ترفعه عند الرعاع !

و الشيء بالشيء يذكر ، فإن بطانة جمعة النكرة ! كان يلقي في سمعي قائلا : يا فلان ، لمَ أتيت للشيخ جمعة زائرا ، لعلك خفت أن يحذر منك لمّا بلغك أنك في قائمة المشبوهين !

فأعلمته أنني والله ما زرته لأجل ذلك ، و ما علمت بأمر القائمة إلا ساعة أو ساعتين قبل لقاء الشيخ ! و أنني لو علمت بذلك قَبْلُ ما زرته ! و ليفعل الشيخ بعدها ما شاء ، و الله على ما أقول شهيد.

و من ذلك تعلم أنهم كانوا يرهبون الإخوة ، فإذا زاروهم أسروا لهم ببعض الشأن ، يظهرون لهم نارًا من تحت الطاولة، و جنة من فوق ! كأنما يخيرونهم بلسان حالهم ، إما كنت معنا أو حذرنا منك! و الله المستعان.

2-أن الشيخ جمعة حذرّ من الشيخ عوسات ، و لم يكن يومها للشيخ عوسات ذنب عند هؤلاء عدا تزكيته لإخواني مرابط و حمودة ، و لم يكن مشايخ الإصلاح كتبوا بيان براءتهم بعد ، و لا كانوا قد زاروا العلامة ربيعا بعد ، و لا كان مصطلح التهميش قد بدأ تفعيله !

و ما ذنب الشيخ عوسات إلا ما سلف ، و ذلك غاية في الوضوح ،وأن الأمر مبيّت لإسقاط كلّ من لم يناصر جمعة و مواقفه من مشايخ الإصلاح ، و أن التحذير كان سيطال أيًّا كان لمجرد سعيه في الصلح ! و التهمة الجاهزة هي "التخذيل".

و على هذا يُقال : لمَ رضيت يا شيخ جمعة بوساطة الشيخ عوسات للصلح ، و لم لقيته أنت و جلواح ضمن مساعيه في الصلح ؟
إن كان الشيخ عوسات مخذلاً ، فهل ترضون وساطة المخذلة ؟!
و إذا كُنتُم ترضون وساطة المخذلة ، فمن هو الاحتوائيُ إذًا أ هو أنت يا شيخ جمعة أم غيرك ؟!

ليجب الصادقون بما تمليه عليهم ضمائرهم ، وليتأملوا بعيون بصائرهم لعلّ بصيصا من نور الحق ينفذ إليها فيجلو عنها غشاوة الظلم و الافتراء .

3-أن تحذير الشيخ جمعة من الشيخ عوسات في الخفاء عند الخاصة أو عند مَن اختُصوا و لو لم يكونوا من الخاصة ، دليل تبيِيت شرّ مسبق !
شأن الشيخ في ذلك شأن تلميذه البطانة النكرة ، الذي أسرّ إليّ أنه كان يعلم بأن الشيخ جمعة سيحذر من مرابط وحمودة و باقي الأخوة قبل شهور عديدة ! بل قبل استقالة مرابط من الإشراف على التصفية !

وعلى ذَا فلتخرس أفواه تريد إظهار جمعة و من معه في صورة البريء الطيب القلب ، الصافي السريرة !
قال تعالى :{قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} آل عمران 29

4-أن الواقع في مثل هذا الأمر من التبرؤ في العلن و الطعن في الخفاء ، لا ريب أنه مرتكب محظورا ، أقل أحواله التلبيس إن لم يكن كذبًا صريحًا !
فليتبْ مُواقع ذلك من ذلك، لَعَلَّه ينجو بنفسه من عذاب يوم القيامة !
و النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ".متفق عليه

قلت :لعلّ تأمل موقف الشيخ جمعة من كلّ من بلغه أنه يميل إلى التريث و التؤدة في بداية الفتنة ، و مسارعة جمعة إلى ترهيبه أو التحذير منه ، لعل ذلك كان من الأسباب التي تضم إلى أسباب أخرى جعلتني أبصر ما كان خفيَ عليَّ من شأن جمعة و لزهر أول الفتنة ، والله المستعان

والحمد لله ربّ العالمين .
كتب :
أبو عبدالرحمن امحمد العكرمي
ظهر يوم الجمعة 28 ذي القعدة 1439 هجري
غليزان-الجزائر

رد مع اقتباس