عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 Sep 2017, 03:23 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

آمين واياك أخي الكريم
ومن المناسبات البديعة ما قيل في سبب بدء البخاري بحديث غريب وختم كتابه بحديث غريب أنه كان لأجل موافقة معنى الحديث الذي رواه مسلم (بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ)
مع أن الحديث ليس على شرطه , وقد أبدع الامام البخاري في التنسيق بين أول حديث وآخر حديث في كتابه , فأراد أن يغرب غرابة شديدة
فالحديث الأول عن عمر بن الخطاب اسناده غريب في ثلاث طبقات متتاليات , فتفرد به عن عمر علقمة بن وقاص , وتفرد عنه محمد بن ابراهيم ثم تفرد عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وثلاثتهم من التابعين واشتهر بعد ذلك عن يحيى مع أن عمربن الخطاب رضي الله عنه قاله على المنبر في المسجد
وأيضا الحديث الأخير عن أبي هريرة تسسلت فيه الغرابة في ثلاث طبقات متتابعات (رواه محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ) واشتهر عن محمد بن فضيل
واختار البخاري أن يرويه في ذلك الموضع عن أحمد بن اشكاب , وهذا الراوي لم يرو عنه من أصحاب الكتب الستة الا البخاري , بل لم يرو عنه الا ابن حبان والطبراني بواسطة , فهذه الرواية لا توجد الا عند البخاري تفرد بسماعها تفردا مطلقا أغرب بها على كل الرواة
ومثلها الرواية الأولى (انما الأعمال بالنيات ) مع أنه رواها في سبعة مواضع من كتابه الا أنها اختار رواية أجل شيوخه وهو الحميدي عن سفيان ين عيينة وهما مكيان فأراد أن يقدم قريشا كما في الحديث (وهذه الفائدة أخذتها من الحافظ ابن حجر) , والغريب أنه رواه من طريق امام الحفظ والاتقان مالك بن أنس في موضعين عن اثنين من شيوخه بلفظ (الأعمال بالنية), ومن عادته أن لا يقدم على مالك أحدا فخالف هنا لسبب يدل على علو شأنه وتقدمه , ذلك أن اسناد الحميدي فيه التصريح بالسماع في كل الطبقات بخلاف اسناد مالك فهو مسلسل بالعنعنة , فأراد البخاري أن يبين مذهبه وهو تقديم السماع الذي يتيقن فيه الاتصال والتثبت في تحمل الرواية مع أن رواية الحميدي أسقط فيها عبارة (فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ) وهل فعل ذلك عمدا أم أن الخرم غير مقصود ,؟ فالعبارة موجودة في كل المواضع الأخرى تقريبا , وهذا يحتاج الى بحث وتفصيل أكثر

رد مع اقتباس