عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27 Feb 2008, 09:12 PM
أم يوسف أم يوسف غير متواجد حالياً
عاملها الله بلطفه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 213
افتراضي "حفظ الله للقرآن " للشيخ عبد المالك رمضاني -حفظه الله-


-[مما يدل على صدق نبوة الرّسول -صلى الله عليه وسلم- حفظ الكتاب الذي أرسل به إلى الناس ، ألا وهو القرآن الكريم ، فقد حفظ هذا الكتاب حفظا لم يعرف له نظير من قبل في الكتب السماوية الأخرى ، لأن الله هو الذي تولى حفظه ، وسخر لذلك ما شاء من الأسباب ، فحفظه الأئمة في المحاريب ، والصبيان في الكتاتيب ، لاتسأل عن نقله وشكله ، ولا تسأل عن نسخه ورسمه ، فقد تفنن في ذلك المسلمون أيما تفنن ، فجلس القراء يقرؤونه في المساجد ، والعلماء يفسرونه في المعاهد ، ويجيزون طلابهم فيه بأنقى الإجازات ذات السلاسل المتصلة ، لايحاول أحد تحريف حرف منه إلا افتضح من توّه .
قال الباجي -رحمه الله-: (( كتابنا المحفوظ يحفظه الصغير والكبير ، لايمكن لأحد الزيادة فيه ولا النقصان ، والذي يقرأ به من في أبعد المشرق هو الذي يقرأ به من في أبعد المغرب ، دون زيادة حرف ولا لفظة ولا إختلاف في حركة ولا نقطة )). من مقدمة محقق كتاب الباجي "فصول الأحكام" (ص:62) ،

وفي " تفسير القرطبي " عن يحي بن أكثم قال : (( كان للمأمون _وهو أمير إذاك_ مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي حسن الثوب حسن الوجه طيب الرائحة ، قال : فتكلم فأحسن الكلام والعبارة ، قال : فلما تقوض المجلس دعاه المأمون ، فقال له :إسرائلي ؟ قال : نعم ، قال له أسلم حتى أفعل بك وأصنع ، ووعده ، فقال : ديني ودين آبائي ،وانصرف .
قال: فلما كان بعد سنة جاءنا مسلما ، قال : فتكلم على الفقه ، فأحسن الكلام ، فلما تقوض المجلس دعاه المأمون وقال : ألست صاحبنا بالأمس ؟ قال : بلى، قال : فما سبب إسلامك ؟
قال : إنصرفت من حضرتك ، فأحببت أن أمتحن هذه الأديان وأنت تراني حسن الخط ، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ ، فزدت فيها ونقصت ، وأدخلتها الكنيسة ، فاشتريت مني ، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ ، فزدت فيها ونقصت ، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني ، وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ ، وزدت فيها ونقصت ، وأدخلتها الوراقين فتصفحوها ، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها فلم يشتروها ، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ ، فكان هذا سبب إسلامي .
قال يحي بن أكثم : "فحججت تلك السنة فلقيت سفيان بن عيينة ، فذكرت له الخبر ، فقال لي : مصداق هذا في كتاب الله عز وجل ، قال : قلت : في أي موضع ؟ قال: في قول الله تبارك وتعالى في التوراة والإنجيل : (( بما استحفظوا من كتاب الله)) (المائدة:44) ، فجعل حفظه إليهم فضاع ،
وقال عز وجل : (( إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون (9) )) -(الحجر:9) ، فحفظه الله عز وجل علينا فلم يضع "] اهـ .
المصدر:http://salafyat.com/vb/showthread.php?p=6926#post6926

رد مع اقتباس