عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13 Jul 2015, 08:18 AM
عبد اللطيف غاليب عبد اللطيف غاليب غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 59
افتراضي إِعانِةِ ربِّ البرِيَّاتِ فِي التحذيرِ مِنْ آثارِ الُخُرُوجِ والثوَرَاتِ



إعانةُ ربِّ البرِيَّاتِ في التَّحذِير مِنْ آثار الخُرُوجِ و الثَّوَراتِ


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
أما بعدُ :
فَإِنَّنا نحمدُ الله تعالى الَّذِي أكرمَنا بنِعمةِ الأمْنِ والسلام ِفي بلادِنا الحبيبةِ ((الجزائر)) بعدَ سنواتِ من الهرجِ والمرجِ والفتنِ ، وهذا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى ورحمتهِ وجُودهِ ، ثُمَّ بفضلِ جهُودِ الطيبينَ مِن عبادِ اللَّهِ وَ علَى رأسهم الرئيس السابق وَمَنْ كان معهُ - حفظه الله تعالى - الَّذِي فَتَح باب التوبةِ والرُجُوعِ إلى الحيَاةِ المدنيةِ لكلِّ من غُرر بهِ مِنْ أبناءِ هذا الشَّعْبِ المُسلِمِ ، ثُمَّ الرئيس الحالي - وفقهُ الله ُوسَدد خُطاهُ - وَمن معه من أَهْلِ الخَيْرِ والصَّلاحِ بفَضْلِ مشرُوعِ المُصالَحةِ الوطنيةِ ، ثُمَّ بفضل فتاوى كبارِ العُلماءِ من الأئمةِ : ابنِ باز والألباني وابنِ عثيمين ثم العبَّاد و ربيع المَدْخَلِي وآخرين - جزاهم الله خيراً - الَّذِينَ سَعَوْا إلى إخمادِ نارِ الفتنةِ والتحذيرِ من أَهْلِ الأهواءِ الذين زَرَعُوا الفِكرَ التكفيري المُنْحرف فصَاروا جُنُوداً لخدمةِ أعداءِ الأمةِ مِنَ المتربصينِ وأهلِ الشر والفسادِ فِي كُلِّ مكانٍ ، فهدى اللهُ أبناء هَذَا البلدِ الطيب للتآخِي ونِسيانِ المَاضِي فَجَفَّت دمُوع الأراملِ والأيتَامِ و ضُمِّدت جراحاتُ المَظلُومينِ والمَقْهُورينَ ، فعَادتْ الْحَيَاةُ إلى أصْلِهَا ، واسْتَقَرَّت الأَحْوَالِ وجاء الغيثُ وكَثُرَ الزَّرْعُ وانْتَشَرَ الخيرُ ولله الحمدُ والمنةِ ، فكانت عُشريةٌ جميلةٌ أنْسَتْ العِبَاد من ويْلاتِ الُعشريةُ السَّوْدَاء .
وقبلَ نِصفِ عقْدٍ من الزَّمَنِ ظَهَرت طوائِفُ الشَّرِّ وجماعاتُ الفِتَنِ فَقامُوا بِتأْلِيبِ الشُّعوبِ علَى حُكامِهم فِي بِلادِ العِراق وسُوريا ومِصر وليبيا وتونس فحصلَت الفتنُ وانتشر القَتْلُ ورُفِع الأمنُ فدُمرتْ مدنٌ وقُرَى وشُرِّدت عائلاتٌ وأُسَرْ ، وَمَع ذلك ترى أَهْلِ البدعِ والأهواءِ يُبَارِكُون هَذِه الثوراتِ الهمجيةِ والفِتنِ المُدْهَلِمَّةِ بِتَأصِيلاتٍ بدعيةٍ وتَقْرِيراتٍ خَلَفِيَّةٍ ، وَقَد حاوَل هؤلاءِ المُجْرِمون أنْ يُنْقِلوا هذا الْفَسَاد إِلى بلادنَا (( الجزائر )) فلم يُوَفَّقوا إِلى تَحقِيقِ مآربِهِم الخِسِيسةِ ومرامِيهم الوضيعةِ وردَّ اللهُ كيدهم في نُحُورهم .
وَفِي هَذِه الأيام الأخيرة ظَهَرت بعضُ الأصواتِ الآثمةِ تُنادِي بِكُلِّ جرْأةٍ وسَفاهةٍ بالثورةِ عَلى وُلاتِ أُمُورِناَ فِي الجزائِر ، علَى طَرِيقةِ أهلِ الأهواءِ وَعَلَى سَنَنِ بَعْضِ المُبْتَدِعةِ مِنْ أَمْثَالِ صاحِبِ الأفكارِ الدخِيلةِ والآراءِ السَّقِيمةِ الجَهُول (( طارق السويدانِ )) الذي لَمْ يرتدعْ عَنْ غيِّهِ رغْمَ سياطِ حُماةِ الدين وحراس الشَّريعةِ مِنَ الأئمة : الفوزَان وَعَبد الْعَزِيز آلِ الشيخِ - حفظهما الله تعالى - بعدَ كَلاِمِهِ الهزيلِ و تشغيبهِ الرذيلِ ، و الَّذِينَ يَحملُون هذا الفِكرِ السَّقِيم والرَّأيِ الدَّخيلِ - فِي هذِهِ الأيامِ - استغلوا الخلافَ الحاصل بمدينةِ غرداية - حرسَهَا اللهُ وأبعدَ عنها أهل الشر والفساد - فنادَى أَحَدُ دُعاةِ الفوضَى مِمَّن اسْتُغِلُّوا من أطرافٍ ترِيدُ الشَّرَّ لهذا البلدِ الآمنِ بالثورةِ وإسقاطِ النظامِ - زَعَمُوا - مِن أجلِ تحقيقِ الحُريةِ والدفاعِ عَنِ الحُقُوقِ .
أيُّ حريةٍ يُرِيدُون وأَيُّ حُقُوق يُطَالِبُونَ : هل يُناشِدُون ببقاءِ طوائف الروافضِ الأنجاسِ في بلادِ العراقِ المُدمرةِ ، أم بدواعشِ بِلادِ الشامِ المُخربة ، وهل يهتفون بتكفيرِ الإخوانِ وفتنتهِم في بلاد مصر الشقيقةِ ، أَم بخوارجِ ليبيا الجريحة ، أم بتشغيباتِ التكفيريينَ في تونس الأبيةِ ، ونِهاية هذِهِ الثوراتِ جميعاً قتلٌ ودمارٌ وخرابٌ لا ينتهي وشرٌ وبلاءٌ لا ينْقَضِي ، وجُلُّ هذه الجماعاتُ المنْحرفةِ قَامتْ على أنقاضِ الثوراتِ الجديدة ، ولم تَكُن لتَظهَرْ لولا قيام هذه الثوراتِ البدعيةِ ، والعجيبُ أن كثيراً من المَأْسُوفِ عليهم ممنْ حُذِّرَ من مناهجهم الرديَّةِ شاركوا في تأجيجِ هذه الفِتَنِ ، وكانت مَوَاقفهم تدُلُّ على خَللٍ ظاهرٍ وانحرافٍ بيِّنٍ ، مِمَّا يُؤكدُ صدقَ من حذّر منهم نُصحاً لدينِ اللَّهِ تعالى كما أشار إلى هذا شيخُناً الشيخ محمَّد عَلِي فَرْكُوس - حفظه الله تعالى - .
لَقَد عرفَ أبناءُ هَذَا الشَّعبِ المُسْلِم عَواقِبْ الطَّيش فِي مسَائِل الخُروجِ والمظاهَراتِ والإعتصَاماَتِ ، ويُدْرِكُون حَجْمَ الخَسَائر الَتِي تَحدُثُ عِنْد اتباعِ أصحابِ الثوراتِ ودعاةِ الحريةِ ، وَمَا أحسنَ تلك الصورة الَتِي تبين حقيقة ذلك ، كالثُعبان الَّذِي أَخرجَ السمكةَ من البحرِ وظنَّ منْ رآهُ أنه أَنْقذها مِن ويلاتِ الغرقِ والموتِ فَشَكَرَهُ بَعْضُهُمْ ، والحق أنه أخرَجَها من أصلها ومنْبَعِها ، وأمثالُ هؤلاءِ الَّذِينَ يُبَارِكُون هذه الثوراتِ كأمثالِ من صفَّق للثُعبانِ على إخراجِه السَّمَكَة إلى بَرِّ الأَمَانِ وتجدُ من السُذَّجِ مَن يُصَدِّقُ ذَلِك .
فنسْأل الله تعالى أنْ يحمي بلادَنا وسائِر بِلادِ المسلمين مِنْ دُعاةِ الفتنةِ ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .
كتبهُ // عبد اللطيف غاليب


التعديل الأخير تم بواسطة عبد اللطيف غاليب ; 13 Jul 2015 الساعة 01:10 PM
رد مع اقتباس