الموضوع: سلامة الذوق!
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07 Apr 2014, 06:59 PM
مراد براهيمي مراد براهيمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الدولة الجزائر/برج بوعريريج
المشاركات: 355
افتراضي

أحسن الله إليك أخي مهدي وبارك الله فيك ؛


فالنَّاس اليوم قد ضلوا عن الكتاب، وتجافوا عن العلوم والآداب ورغبوا عن الرشد والصَّواب.
فهم قد شُغلوا بالطعام والشراب، وبات همهم الزينة والثياب، وتراهم في عَمَايَتِهمْ يتبعون كل بارقة سراب.
يُريدون المال والثراء، وقد بهروا بزائف الأضواء، فبات أكثرهم كالغثاء، لا يعرف الداء من الدواء، إلا القليل القليل من القراء، الذين سموا بأنفسهم إلى العلياء، لكنهم يعيشون الآن عيشة الغرباء.
عجباً لمن أغطش عقله، ولم يروّه من نور الحكمة، وعجباً لمن ترك نفسه هملاً، تتشاجر فيها الأشواك، ولم يهذبها، ولم يقومها بالعلم والحكمة والآداب، وتركها دغلاً كأنه ذئب في غاب.
هذا كاتب العصر العباسي أبو عثمان عمرو بن بحر الذي عاش مع الكتاب فهو جليسه وأنيسه وسميره، وهو أخوه وصاحبه وخليله، وهو العارف لقدره وفائدته، يرد على شبهات بعض العامة ممن يجهل قدر الكتاب بهذه الرسالة القيمة.
الحق إن الكتاب مرآة عقل صاحبه، فهو إن شئت مختصر حكمة القرون الأولى، فإن أحطت بها فكأنك عشت الدهر، وهو إن شئت مادة العلوم النَّيرة، وروح الآداب الزاهرة، لا يجاريه شيء، وإن ظهرت في عصرنا هذا آلات العرض ووسائل الاتصال، وإن تكاثرت المكتبات الإلكترونية المزعومة، فإن الورق فيه معنى ليس للشاشات، وإن لخط القلم فائدة لا تدانيها وسيلة أخرى، مهما بلغت من السهولة والذيوع.

رد مع اقتباس