عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28 Aug 2017, 08:51 AM
أبو همام عبد القادر حري أبو همام عبد القادر حري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 102
افتراضي حديث وضع الرجل على الأخرى منكر موضوع وتشنيع البوروبي في نحره مدفوع

بسم الله الرحمن الرحيم

حَدِيث وَضعُ الرِّجل على الأُخرى منكرٌ موضوع
وتشنيعُ البوروبي في نحرِه مدفوع

الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه:

قال البُوروبي في مسودَّة جذور البلاء ص136-137:والمعنى المقصود بالحدِّ عند الحشوية هو ما حدُّوه بعقولهم استناداً للموضوعات والإسرائيليات من أن ربَّهم جالسٌ على عرش ورجليه فوق الكرسيِّ وعلى وجههِ فراشٌ من ذهب ويقوم ويستلقي على ظهره ويضع رجلاً على أخرى إلى آخر جنونهم ...اه

وقال:_ص466: يعتقد الحشويةُ أن الله تعالى جالسٌ على عرشه حقيقةً ويضعُ قدميه فوق الكرسيِّ ويستلقي أحياناً ويضعُ رجلاً على رجلٍ وطبعاً في رجلهِ نعلٌ من ذهبٍ زد على هذا فإِنَّ له تعالى مسكنه الحقيقيُّ كما لعباده مساكنهم في الحياة الدنيا إلا أَنَّه تعالى تفضَّل ففتحَ مسكنه للنبيِّين والصديقين والشُّهداء هم فقط من يسمح لهم بالسكن معه تعالى.

قال البوروبي في مسودَّته ص9:
السَّلف ينفون الكيف عن الله تعالى أصلاً أما الحشوية فيُثبتون كيفاً لا يُعلم وهذا فرقٌ مهمٌّ جدًّا فالسَّلف مثلاً يؤمنون باستوائه تعالى على مرادِه تعالى لا يحدِّدون المعنى ولا يكيِّفون أمَّا الحشوية فيثبتون المعنى وهو ظاهرُ اللَّفظ المتبادر إلى عقولهم ويزعمون جهلَ الكيف فالٕاستواء عندهم مثلاً هو بمعنى الجلوس ولكنَّهم يجهلون كيفيةَ هذا الجلوس فلا يدرون هل هو جلوسٌ بمماسَّة أو بغير مماسَّة أو جلوسٌ على قدمين أو على جنبٍ أو على ظهرٍ أو بوضعِ رجلٍ على رجل فالسَّلف لا يحدِّدون المعنى وبالتَّالي لا يكيِّفون أما الحشوية فيحدِّدون المعنى بدقَّة متناهية ثم يفِرُّون من شناعة ذلك بزعمهم جهل الكيف.اه


حَدِيث وضع إِحْدَى الرجلَيْنِ على الْأُخْرَى حديث مُنكر:

أخرج ابْن أبي عَاصِم فِي السّنة/ بتحقيق وَتَخْرِيج الألباني 248/1-249، قَالَ: "قَالَ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم الخزامي وقرأت من كِتَابه ثمَّ مزَّقه وَقَالَ لي وَاعْتذر إليَّ: حَلَفت أَلا أرَاهُ إِلَّا مزقته، فَانْقَطع من طرف الْكتاب، عَن مُحَمَّد بن فليح، عَن سعيد بن الْحَارِث عَن عبد الله بن مُنين قَالَ :
بَيْنَمَا أَنا جَالس فِي الْمَسْجِد إِذْ جَاءَ قَتَادَة بن النُّعْمَان فَجَلَسَ يتحدث ثمَّ قَالَ أَن انْطلق بِنَا إِلَى أبي سعيد الْخُدْرِيّ فَإِنَّهُ قد أخْبرت أَنه اشْتَكَى فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلنَا على أبي سعيد فوجدناه مُسْتَلْقِيا وَاضِعا رجله الْيُمْنَى على الْيُسْرَى فسلَّمنا عَلَيْهِ وَجَلَسْنَا فَرفع قَتَادَة يَده إِلَى رجل أبي سعيد الْخُدْرِيّ وقرصها قرصة شَدِيدَة فَقَالَ أَبُو سعيد سُبْحَانَ الله يَا ابْن آدم أوجعتني قَالَ ذَلِك أردْت لِأَن الله تَعَالَى لما قضى خلقه اسْتلْقى ثمَّ وضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى ثمَّ قَالَ لَا يَنْبَغِي لأحد من خلقي أَن يفعل هَذَا قَالَ أَبُو سعيد لَا جرم لَا أَفعلهُ أبداً.
- قال الألباني في ظلال السنة (ص 249):
مُنَيْنٍ بالميم المضمومة, ووقع في الأصل بالحاء وهو تحريف.
- وقال في تحقيقه لكتاب السنة لابن أبي عاصم :
حديث رقم 568: "إِسْنَاده ضَعِيف، والمتن مُنكر، كَأَنَّهُ من وضع الْيَهُود، آفته سعيد بن الْحَارِث، ويُقال: الْحَارِث بن سعيد وَهُوَ الْأَصَح، وَهُوَ مَجْهُول الْحَال، وَشَيْخه عبد الله بن منين، وَإِن وَثَّقَهُ يَعْقُوب بن سُفْيَان فقد قَالَ الذَّهَبِيّ: "مَا رُوى عَنهُ سوى الْحَارِث بن سعيد" يُشِير إِلَى أَنه مَجْهُول الْعين، وَبَقِيَّة رجال الْإِسْنَاد ثِقَات رجال البُخَارِيّ، لَكِن فِي مُحَمَّد بن فليح كَلَام غير يسير، حَتَّى قَالَ فِيهِ ابْن معِين: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ الْحَافِظ فِي التَّقْرِيب: صَدُوق يهم" انْتهى.

– وأخرجه الألباني في[السلسلة الضعيفة حَدِيث رقم (755)، ج2/ص177.]وحكم عليه بالنكارة.

- ورَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات ثمَّ قَالَ هَذَا( حَدِيث مُنكر ) .
- فِيه فليح بن سُلَيْمَان لَا يحْتَج بحَديثه ,قَالَ فِيهِ البُخَارِيّ لَا يَصح حَدِيثه.
- وَفِي الحَدِيث عِلّة أُخْرَى وَهِي أَن قَتَادَة بن النُّعْمَان مَاتَ فِي خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ وَعبيد بن مُنَين مَاتَ سنة خمس وَمِائَة وَله خمس وَسَبْعُونَ سنة فِي قَول الْوَاقِدِيّ فَتكون رِوَايَته عَن قَتَادَة بن النُّعْمَان مُنْقَطِعَة.
- قَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل مَا رَأَيْت هَذَا الحَدِيث فِي دواوين الشَّرِيعَة الْمُعْتَمد عَلَيْهَا .
- قَالَ الإِمَام أَحْمد ثمَّ لَو صَحَّ طَرِيقه احْتمل أَن يكون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حدَّث بِهِ عَن بعض أهل الْكتاب من طَرِيق الْإِنْكَار عَلَيْهِم فَلم يفهم قَتَادَة إِنْكَاره.

- قال بن جماعة الكناني :يرحم الله أَحْمدَ بنَ حَنْبَل مَا كَانَ أعظم عقله وَهُوَ يقرأُ وَيسمع حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يكن حَاطِب ليلٍ ,لَا يَقُول بِكُل مَا يقْرَأ وَيسمع من الحَدِيث حَتَّى يعرضَه على الْأُصُولِ.
- وَلَقَد ثَبت فِي البُخَارِيّ عَن عبَّاد بن تَمِيم عَن عَمِّه أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم" مُسْتَلْقِيا فِي الْمَسْجِد وَاضِعًا إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى" أخرجه البُخَارِيّ (في كتاب الصَّلَاة واللِّباس) ,وَمُسلم فِي( اللبَاس) ,وَأَبُو دَاوُد (فِي الْأَدَب).
وَقَالَ الإِمَام الْقُرْطُبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي تَفْسِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى {وَلَقَد خلقنَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا فِي سِتَّة أَيَّام وَمَا مسنا من لغوب} (سورة ق 38) مَا نَصه قَالَ قَتَادَة والكلبي هَذِه الْآيَة نزلت فِي يهود الْمَدِينَة زَعَمُوا أَن الله تَعَالَى خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام أَولهَا الْأَحَد وَآخِرهَا يَوْم الْجُمُعَة واستراح يَوْم السبت فجعلوه يَوْم رَاحَة فأكذبهم الله تَعَالَى فِي ذَلِك.
[إيضاح الدليل لابن جماعة ص29 _30]

- ينكرون على من روى الحديث والواجبُ الإنكار على من تأوَّله وأشغل النَّاس به وهو لا يصحُّ .أوليس تأويلُه فرعاً عن القول بصحَّته.

- قال الدارمي رحمه الله: (نقض الدارمي726): فَإِنْ كَانَ مُنْكَرًا عِنْدَ الْمُعَارِضِ فَكَيْفَ يَسْتَنْكِرُهُ مَرَّةً ثُمَّ يُثْبِتُهُ أُخْرَى، فَيُفَسِّرُهُ تَفْسِيرًا أَنْكَرَ مِنَ الْحَدِيثِ.انتهى

ومن تأويلاتهم:

ثُمَّ وَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى» . أَيْ: رَفَعَ قَوْمًا عَلَى قَوْمٍ، فَجَعَلَ بَعْضَهُمْ سَادَةً وَبَعْضَهُمْ عَبِيدًا، وَالرَّجُلُ جَمَاعَةٌ، أَوْ جَعَلَهُمْ صِنْفَيْنِ فِي الشَّقَاوَةِ وَالسَّعَادَةِ أَوِ الْغِنَى وَالْفَقْرِ، أَوِ الصِّحَّةِ وَالسَّقَمِ.
[ الأسماء والصفات للبيهقي ص205 مكتبة السوادي، جدة .]

- وقد تأوَّل بعض العلماء الحديث الذي نحن فيه على تقدير الصحة فقال معنى استلقى أتمَّ خلقه وفرغَ يقال فلان بنى لفلان داره واستلقى على ظهره أي لم يبقَ له فيها عملٌ وقوله وضع رجلاً على رجلٍ أي وضع بعضَ المخلوقاتِ على بعض.
[دفع شبه التشبيه لابن الجوزي ت: حسن السقاف]

- فتأويل هذا الحديث اشتُهر عن بشرٍ المريسي , وأهل الكلام من بعده وتلقَّف ذلك الأشاعرة , فقالوا ما سبق ذكره ...ونحو هذا من التأويل المتكلَّف فيه.
انظر[النقض للدارمي][ دفع شبه التشبيه لابن الجوزي].

ولا يخفى أن الكلام عن معاني هذه الأحاديث المنكرة يشكِّك في عدم بطلانها.فيغترُّ من لا علم عنده ويظنُّ أن التعرُّض لها شرحاً وتأويلاً من مباحث الصِّفات ولو وقف قليلاً قبل الخوض مع الخائضين لتنبَّه لقول الأول للآخر "أثبت العرش ثمَّ انقش".

وسبحانك اللهمَّ وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
كتبه أبو همَّام عبد القادر حري في شهر ذي القعدة1438

رد مع اقتباس