عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 04 Jan 2019, 10:45 AM
أبو معاوية محمد شيعلي أبو معاوية محمد شيعلي غير متواجد حالياً
أبو معاوية شيعلي العباسي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
الدولة: مدينة بلعباس
المشاركات: 93
افتراضي

جزاك خيرا أخانا الشيخ الفاضل خالد حمودة و أذكر اخواني الفضلاء بقول الامام ابن القيم رحمه حيث يقول في الوابل الصيب من الكلم الطيب : "" .
فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته، فإن لله تعالى على العبد عبودية الضراء، وله عبودية عليه فيما يكره، كما له عبودية فيما يحب، وأكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون.
والشأن في إعطاء العبودية في المكاره، ففيه تفاوت مراتب العباد، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى، فالوضوء بالماء البارد في شدة الحر عبودية، ومباشرة زوجته الحسناء التي يحبها عبودية، ونفقته عليها وعلى عياله ونفسه عبودية.
هذا والوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية، وتركه المعصية التي اشتدت دواعي نفسه إليها من غير خوف من الناس عبودية، ونفقته في الضراء عبودية، ولكن فرق عظيم بين العبودتين.
فمن كان عبداً لله في الحالتين قائماً بحقه في المكروه والمحبوب فذلك الذي تناوله قوله تعالى: {أليس الله بكاف عبده} وفي القراءة الأخرى {عبادة} وهما سواء لأن المفرد مضاف فيعم عموم الجمع، فالكفاية التامة مع العبودية التامة والناقصة، فمن وجدخيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
وهؤلاء هم عباده الذين ليس لعدوه عليهم سلطان، قال تعالى {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} .
سأل الله أن يرزقنا الاخلاص في الأقول و الأفعال .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية محمد شيعلي ; 04 Jan 2019 الساعة 11:24 AM سبب آخر: خطا في تحرير المقال
رد مع اقتباس