عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14 May 2017, 08:53 AM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي بعد إذ نجّانا الله تعالى من أوحال الصّوفية وشباك الإخوان

بسم الله الرحمن الرّحيم

كنّا قبل أن يمنّ الله تعالى ـ من فضله ـ بهذا المنهج النّبوي القويم ، صوفيّة و تربّينا في أحضانهم ، ثمّ تخطّفتنا أيدي الإخوان ، و نشّؤونا على التّمثيل و الأناشيد ـ و ربّما كان في بعضها شرك صريح ـ و حضور المواسم المبتدعة و إحياء لياليها ، و كنا نحسب أنّنا نحسن صنعا ، و لا سمعنا و لا رأينا من يُعلّمنا التوحيد و لا من يُحذرنا الشّرك ـ بل و لا من يفقه في ذلك شيئا و الله المستعان ـ و قُصارى جهدهم أن يُعدِّوك كذخر لمستقبل الحزب و استمرارية المنهج ـ منهجهم طبعا ـ و تلقينهم الوحيد هو الاجتماع لمشاهدة محاضرة جديدة لأحد أساطينهم و كبار مُنظّريهم ، و أكثر ما كانوا يشاهدونه محاضرات دسمة سياسيا فقيرة شرعيّا لشيخهم محفوظ نحناح ـ غفر الله له و رحمه ـ و الدّكتور فتحي يكن و يوسف القرضاوي و آخرين منهم من كنّا نعرفهم و كثير كنّا نجهلهم ـ و لله الحمد ـ
ثمّ قدّر الله أن نُساق إلى تندوف سوقا ، و يسوق الله إلينا إخوةً انتشلنا الله عزّ و جلّ بهم من غيابات التّيه و الضّياع ـ فأردتُ عَمرًا و أراد الله خارجة ـ . و رأينا بعدُ الأخَ الصّغير الذي لم يناهز الحلم بعدُ ، يُصحّح عقيدتك و يُنبّهك إلى أقوال شركية و ألفاظ كفريّة ، و أعمال بدعية ، و يُتبع ذلك بالدّليل من الكتاب و السنّة ، و من قرّر ذلك من العلماء ، و إذا ذكرتَ حديثا أشار إلى أنّ أهل العلم ضعّفوه . و هذا أمر لم نعهده قبل ذلك ، فقلتُ في نفسي آنذاك ، إذا كان هذا أصغر القوم ، له كلّ هذا العلم و يحمل كلّ هذه المعلومات و يرشد و يصحّح ، فما بالك بالكبار و الأكابر، و علمتُ أنّ في كلّ شيء هديا نبويّا جاءت به الأخبار في اللباس و الزينة و الأكل و الشرب و المشي و الجلوس و الضحك و الحزن و كلّ شيء . و كنّا نجالس قبلا رئيس المكتب و مرشد الحزب و أعضاءه ، و لا تُحسّ بأن لهم صلة العلم الشرعي ، بل كنّا نرى أن الشريعة هي التمثيل و الإنشاد و مصلحة الحزب .
... و عرفناهم على حقيقتهم و لله الحمد ، و ربطَنا إخواننا الأوائل بالعلماء و علّقونا بالدّليل ، و حصّلنا في مدّة وجيزة ما لم نحصّل عُشر معشاره في مُددٍ متطاولة .
و يوم رجعنا إلى بُليدتنا و رأونا و رأيناهم ، و لا كأنّنا بالأمس كنّا جُلساء لبعضنا و أصحابا ، و صار ديدنهم و هجّيراهم الطّعن في هذا المنهج و علماءه ، و لكنّنا و لله الحمد ، قد أخذنا حُقَنًا للتّطعيم ضدّ فيروس الإخوان و أهل الأهواء ، ذلك أن الإخوة هناك كان قد وصلهم نسخة صورها أحد الفضلاء من كتاب الإرهاب آثاره السيئة على الأفراد والأمم ، للعلامة زيد بن هادي المدخلي رحمه الله . فتدراسه الإخوة و تذاكروا ما فيه من الفوائد و النّصائح .
بل قال كبيرهم عندنا لأحد أصحابي و إخواني ـ بعد رجوعنا ـ و كنّا جميعا معهم ثمّ صرنا جميعا مع الحق ـ بفضل الله ـ لقد كنّا نُعدُّكم لتحملوا المشعل بعدنا فخذلتمونا ، فعيب عليكم . فلمّا رأينا تعصّبهم للباطل و عداوتهم للحق ، و ردّهم للواضحات ، و جدالهم بالمتشابه و المتهافت و الشّبهات ، نفضنا منهم الأيدي ، ونبذناهم نبذ الخفّ المخرّق أو العود الُمحرّق ، و ألقيناهم إِلى حيثُ أَلقتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ .
و هكذا يكون الرّجل صاحبهم و مقرّبا إليهم فإذا رأوه استقام ، فكأنّما جُرِب أو جُذم و الله المستعان ، ذلك أنّهم يقطعون الطّمع حينئذ في صوته يوم الانتخاب ، و يُدركهم اليأس من ذلك ، فلا يعود لهم به إذ ذاك إرب و لا غاية
و بهذا تعلم علم اليقين أنّ مقصودهم الأوّل و الأخير الصّوتُ يوم الصّندوق ، و إلا فالتّهمة بالعقوق و المروق . غايتهم صوتُ النّاخب كائنا من كان صاحبه مشركا أو مبتدعا أو ملحدا أو حتى كتابيا ، فلا يهمُّهم إيمانُك بقدر ما تقرّره يُمناك ، ثمّ بعد ذلك إلى النّار ـ و لا يبالون ـ
... لكن أهل المنهج النّبوي ، لا يبغون جزاء و شكورا ، و لا تُهمُّهم دنياك بقدر أُخراك ، و لا يمينك بقدر إيمانك . يعلّمون و يُصحّحون و يوجّهون و يرشدون ، لا لمصلحة فرد أو حزب أو تنظيم ، بل لمصلحة المرء نفسه ، و لسعادته في الدّارين
قال تعالى : (( أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )) [الرّعد 17 / 18]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترى الإخوانيَّ و غيره من أهل الأهواء ، يصاحب المرءَ و يجالسه ، فإذا رآه استمسك بسنّة نبيّه و اتبّع سبيل السّلف ، أبغضه و نئا عنه ، فقل لي بربِّك ؟!!
أذاك بغضا لذاك الرّجل بعينه ؟!!
أم بغضا لمنهج النبيّ صلى الله عليه و آله و سلّم و سبيل السّلف ؟!!
لكنّ مصاحبته قبل الاستمساك ، و مجانبته بعده ، دليلُ بغضٍ للسنّة ابتداء و لحاملها تبعا . لا للمرء بحدّ ذاته . و هذا كاف في خُذلانهم و إخلادهم إلى الأرض ، قال تعالى : ((إنّ شانئك هو الأبتر )) . و هم يبغضون السّلفيين لأنهم بهم أبصر ، و على كشف حقيقتهم و زيفهم أقدر .
و بما أنّهم الآن يتمثّلون يقول بيهس الفزاري ألبسُ لكلِّ حالة لبوسَها إمّا نعيمَها و إمّا بؤسها ، فيلبسون جلود الخراف و هم الذّئاب ، و يرعون مع الضّأن ، و يتحيّنون ، غيبة الرّاعي أو غفلته .
فإن رابك من أحدهم ـ أو من غيرهم من أهل الأهواء جميعا على اختلاف نِحلهم ـ شيء و لم تعرف معدنه ، أصيلٌ هو أو بهرجٌ زائف ، فصبّ على أمّ رأسه قطرات من الثّناء على الشيخ العلّامة ربيع بن هادي ، يظهر لك الموافق من المعادي ، و إن أردتَ قتل الرّيب باليقين ، فامسح على جبينه و أنفه بخرقة نُقِّعت في أقوال العلامة الجاميّ ، يُمازُ لك البغداديّ من الشّاميّ ، فإذا رأيتَ الرّعدة قد أصابت أطرافه ، و الدّماء قد نفخت أوداجه ، فاعلم أنّ شيطانه قد صُرع ، و أنّ ناقوس الخطر قد قرع . فإنّ في ذِكرِ الشّيخين رُقية لكلِّ مأخون و كشفٌ لكلّ مدفون ، و لهذا يُسمّوننا مداخلة و جاميّون .
فإذا رأيت ذلك فاحكم بأنّه بهرج زائف لا أصيل ، و حذِّر من أن تقع البضاعة في أيد الباعة و العيّارين ، و احمد الله ربّ العالمين ، أن ماز لك الأمناء من المحتالين .

كتبه محبّ السّلفيّين و شانئ الأهوائيين من المبتدعة و الإخوانيين
أبو عاصم مصطفى بن محمد
السُّلمي
تبلبـــالة


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 26 Sep 2017 الساعة 10:49 PM
رد مع اقتباس