عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 19 May 2019, 06:44 PM
فتحي إدريس فتحي إدريس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 48
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي الفاضل أبا سلمة على إلزام حامل رايةَ السَّرقات العلميَّة مجدِّد العصر فيها عبد المؤمن عمَّار ومن يسير على نهجِه، وقد بذلت جهدًا كبيرًا وعنايةً بالغةً بالمقال ليخرج بأبهى حلَّة، حتَّى يشلِّل عينيه من سرقات من يثني عليه في مقالاتِه المتعلِّقة بالسَّرقة العلميَّة وسهَّلت عليه الأمر بالألوان والأسهم لأنَّ مشرِفه خرِّيت في النَّهب من هنا وهناك.
وحين وقفت على المقال حضرني ما يلي:
أوَّلا: كنت أعلمُ من لزهر سنيقرة إنكاره للسَّرقات العلميَّة قبل هذه الفتنة وتشنيعه على من ينقل الكلام دون إحالَة وينسبه إلى نفسه وكان ينكر على بعض المشايخ ذلك ويكتب معلِّقا منكرًا لهذا الصَّنيع في التَّصفيَّة والتَّربية آنذاك، فكيف يرضى لنفسِه أن يكون واقعا في هذا الأمر؟!
ثانيا: إذا تأمَّل المرء في هذه النُّقول التي استخرجتها فإنَّه يجد أن أزهر سنيقرة بعيدٌ عن سنن أهل العلم وطريقتهم في الكتابة والتَّصنيف، فإن طلبة العلم فضلًا عمن يكون من علماء البلد ومشايخها يعلمون أنَّ الأصالة في النَّقل مطلوبة، وأنَّ النَّقل إذا كان بالواسطة فإنَّه دون المراتب العلى، فلا يعدلون بالأصيل شيئًا، وكلُّ هذا الَّذي أتكلَّم عنه في كتب العلماء ومصنفاتهم التي لا تعدُّ ولا تحصى، فينقلون من الكتب ولا يعدلون عنها شيئا من موقِع من مواقع الشَّبكة، أما لزهر سنيقرة فهو بعيد عن الكتب مطبوعها ومصوَّرها بل بعيد في نقله حتى عن المكتبة الشاملة التي قرَّبت النقل، فوصل إلى بعده عن التَّأصيل إلى أن ينقل عن المواقع، وهذا الصنيع لا يكون إلا ممَّن لم يكن له وقتٌ إن أحسنا الظَّنَّ فيجمع شتات ذلك من المواقع وكيف يرضى لنفسه أن يقدِّم للقراء الذين يتلهفون لمقالاته هذا الشَّيء؟ فهو إما كسلٌ وإما ضعفٌ في التَّأصيل أو استخفاف بالقراء واستهتارٌ بهم! وأحلى الثلاثة مرٌّ.
ثالثا: أودُّ أن أعرفَ حقيقةً كيف سيتصرَّف عبد المؤمن عمَّار في نفسه، فهو في العلن قد يمرها كأنه لم ير ولم يقف على شيءٍ، وقد يقول بأن استخراج سرقات المشايخ اقتضاه الطعن في منهجهم فنحن نستخرج لهم ما يدل على أنهم ليسوا كما يزعم الناس وهذا طبعا على مذهبه، لكن إذا وقف على ما هو أشنع مما جاء به، وهو يستحضر تعليقاته المعتدية على شيخنا رضا بوشامة -حفظه الله- التي ملأها حقدا وجورًا، وباعد فيها الاعتدال والتوسط والإنصاف، فكيف سيكون حاله وكلامه الشديد يمر على خاطره ويجد أن ما وقع فيه لزهر أشدُّ وأنكى، فما لك إن كنت صادقًا إلا أحدُ حالين لا ثالث لهما: إما أن تتبع أزهر سنيقرة فترى أن ما فعله شيء جائز فلا تثريب إذا على الشيخ رضا بوشامة -حفظه الله- فتستغفر وترجع وتعتذر، وإما أن تنزِّل تلك الأحكام الشَّديدة التي نزلتها على شيخنا رضا بوشامة -حفظه الله- على أزهر سنيقرة فتعامله بالمثل وأنت تعلم مآل تلك الأحكام، ولا أرضى له أن يكون منكرًا على طرفٍ غاضًّا الطَّرف على آخر، فإنَّ نفسيَّته ستتعب تعبًا شديدًا وسيفقد مصداقيته وهو حامل الراية المجدِّد، فأسأل الله أن يردَّك يا عمَّار إليه ردًّا جميلًا وأن يهديك سواء السَّبيل.
رابعا: إليكم معشر المنتقصين لمشايخنا الأفاضل بمجرَّد وقوفكم على بعض النُّقولات التي لم تحلْ، ماذا أنتم فاعلون وقد وقفتم على ما أشدُّ، لا أظنكم إلا على الحالتين السابقتين، فكونوا منصفين وفي هذا ذكرى لعلكم تتذكَّرون.
وأخيرا: إن المرء ليأسف لما آل إليه الحال، لا سيما وقد كان الأمر بين خلص المسلمين وخاصة السلفيين، فأسأل الله أن يرفع عنا هذا البلاء، ولا يشمت بنا الأعداء، وأن يهدينا سبل السَّلام.

رد مع اقتباس