عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 05 Aug 2017, 01:31 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الحمدُ لله، وبعد:
فقد كتب المتكلِّف تعقيبًا على مقالي، ذكر في أوَّله أنَّه لا يقصدني به ولا الشَّيخ أزهرًا، وإنَّما يقصد به التَّوضيح لمن علَّق على المقال وأثنى عليه!!
وأقول له: لقد حقَّقت ظنِّي، فإنِّي لمَّا أخبرني أحد إخواني أنَّ المتكلِّف أجاب عمَّا انتقدته فيه قلت له: ظنِّي أنَّه لم ينزعج من ردِّي عليه، فعهدنا بهؤلاء أنَّه لا يهمهم العلم وتحقيقُه والصَّواب من الخطأ فيه، وإنَّما يهمُّهم رأي النَّاس ونظرهم إليهم بعد الرَّدِّ، وقلت ذلك لأنَّ تعليقات الإخوة كانت قويَّة، وهم في الحقيقة من رَدَّ عليه.
فكان أن وقفت على مقاله، وفيه ما حقَّق هذا الظنَّ.
فأقول لإخواني المعلِّقين: جزاكم الله خيرًا على نصرتكم وتأييدكم، فقد قمعتم المتكلِّف هداه الله ونصرتم شيخنا حفظه الله، ورددتم أحسن الرَّدِّ وأبلغه.
وفي هذا دعوةٌ وتنبيهٌ لإخواننا أن لا يَحْقِرَ الواحد منهم كلمةً أو تعليقًا يؤيِّد به الحقَّ، ويُظهر به موقفه، لا سيَّما في الذبِّ عن مشايخنا وعلمائنا، فإنَّها سهامٌ يُصيبُ الله بها، وأقلُّها أثرًا هو وخزٌ شديد في ظهور المناوئين.
وأخيرًا:
فإنَّ المتكلِّف تكلَّف الجواب عن بعض ما ذكرته، فأهمل الواضح منه، وأجاب عن اثنين:
أجاب عن انتقادي له في قوله «هل يرد حديث من فيه راوٍ مجهول مطلقا عند علماء الحديث»؟ بأنَّه مثل قول البيقوني: «ومبهم ما فيه راو لم يسم»!! وهذا عجيب، فإنَّ قضية كلام البيقوني: الحديث المبهم هو الَّذي فيه راوٍ لم يسم، أما هو فقال: حديثُ مَنْ فيه راو مجهول، أي: حديث الرَّاوي الَّذي فيه راوٍ مجهول!! فهو راوٍ مجهول في راوي حديث!! والمجهول إنَّما يكون في الحديث، وفي سند الحديث، لا في راويه، فأين هذا من ذاك يا هذا؟!
أمَّا انتقادي له في «يُسمَّى بكذا» وأنَّها لا تتعدَّى بالباء، فهو خطأ منِّي، والصَّواب مَعَهُ.
أمَّا دندته على أنَّ الشَّيخ حكى إجماع المحدِّثين على أنَّ حديث المجهول مردودٌ، وأنَّ ذلك منقوضٌ من وجوهٍ، فإنَّ هذا هو عينُ التَّكلُّف الَّذي عَنَيْتُه بالمقال، فالشَّيخ لم يقل أجمع المحدِّثون، ولا هو في مقام تقرير مذهب المحدِّثين في رواية المجهول، وإنَّما أطلق القول بأنَّ حديث المجهول مردود عند العلماء، وهذا صوابٌ، وهو كما تقول: قال العلماء كذا، لا تعني أنَّ جميع العلماء قاله! وهذا بيِّنٌ ظاهر، ولكنَّ التَّكلُّفَ وطلبَ المعايب أعماه، ولو شاء الله لهداه.

رد مع اقتباس