عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17 Jan 2018, 01:38 PM
أم عبد البر أم عبد البر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 76
افتراضي

الشيخ الفقيه أحمد حماني - رحمه الله -
( ت 1419 هـ - 1998م )


1 - قال الشيخ أحمد حماني - رحمه الله - في كتابه " صراع بين السنة والبدعة " ( 1/ 50-51 ) : ( أول صوت ارتفع بالإصلاح والإنكار على البدعة والمبتدعين ووجوب الرجوع إلى كتاب الله والتمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونبذ كل ابتداع ومقاومة أصحابه ، جاء من الجزيرة العربية وأعلنه في الناس الإمام محمد بن عبد الوهاب أثناء القرن الثامن عشر ( 1694 _ 1765 ) وقد وجدت دعوته أمامها المقاومة الشديدة حتى انضم إليها الأمير محمد بن السعود وجرد سيفه لنصرتها والقضاء على معارضيها فانتصرت .

ولما كانت نشأة هذه الدعوة في صميم البلاد العربية ونجحت على خصومها الأولين في جزء منها ، وكانت مبنية على الدين وتوحيد الله - سبحانه - في ألوهيته وربوبيته ومحو كل آثار الشرك - الذي هو الظلم العظيم - والقضاء على الأوثان والأنصاب التي نصبت لتعبد من دون الله أو تتخذ للتقرب بها إلى الله ، ومنها القباب والقبور في المساجد والمشاهد - لما كان كذلك فقد فهم أعداء الإسلام قيمتها ومدى ما سيكون لها من أبعاد في يقظة المسلمين ونهضة الأمة العربية التي هي مادة الإسلام وعزه ، إذ ما صلح أمر المسلمين أول دولتهم إلا بما بينت عليه هذه الدعوة ، وقد قال الإمام مالك : ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) .

لهذا عزموا على مقاومتها وسخروا كل إمكانياتهم المادية والفكرية للقضاء عليها ، وحشدوا العلماء القبوريين الجامدين أو المأجورين للتنفير منها وتضليل اعتقاداتها ، وربما تكفير أهلها ، كما جندوا لها الجنود وأمدوها بكل أنواع أسلحة الفتك والدمار للقضاء عليها .

تحرش بها الإنكليز والعثمانيون والفرس ، واصطدموا بها ، وانتصر عليهم السعوديون في بعض المعارك ، فالتجأت الدولة العثمانية إلى مصر ، وسخرت لحربها محمد علي وأبناءه - وهو الذي كانوا سخروه لحرب دولة الخلافة وتهوينها - وكان قد جدد جيشه على أحدث طراز عند الأوروبيين آنذاك ، فاستطاع الجيش المصري أن يقضي على هذه القوة الناشئة ، وظنوا أنهم استراحوا منها ، وكان من الجرائم المرتكبة أن أمير هذه الإمارة السلفية المصلحة اسر وذهب به إلى مصر ، ثم إلى إسطمبول حيث اعدم كما يعدم المجرمون .

وهكذا يكون هذا الأمير المسلم السلفي المصلح من الذين سفكت دماؤهم في نصر السنة ومقاومة البدعة رحمه الله ) .

2 - وقال - رحمه الله - في " فتاويه " ( 2/ 500-501 ) : ( وما ذكره الشوكاني [ من انتشار الشرك بين المسلمين وصمت أكثر العلماء عن إنكار ذلك ] معروف مشاهد – منذ أجيال – في كل بلاد المسلمين ، وما رواه من تقاعس العلماء والمتعلمين والأمراء والوزراء دون الواقع بكثير ، فان الفتنة الكبرى والبلاء الأعظم جاء المسلمين من مشاركة بعض العلماء في الحج إلى هذه القبور ودعاء أصحابها ، واعتقادهم في ( الأولياء ) من ساكنيها ، فيوم أن زرت القاهرة في أواخر السبعينات وصادف إقامة ( مولد سيدي أحمد البدوي ) ( والحج إليه ) فذكرت الصحف أن عدد ( الحجاج ) زاد على مليونين اثنين ، وكان في طليعتهم شيخ الجامع الأزهر ، ووزير الأوقاف ( الشؤون الدينية ) وكلاهما من أشهر علماء الأزهر ، والثاني مكث في الجزائر بضع سنوات ، و أحيا فيها ما كانت قضت عليه الحركة الإصلاحية ودعوة عبد الحميد بن باديس وجمعية العلماء المسلمين ، قبل حظر نشاط نظامها وعملها كمنظمة . فمسؤولية العلماء أعظم من مسؤولية الحكام والأمراء والوزراء ، ذلك أن العامة قد لا تفتن بهم ولا تتخذهم قدوة في الدين ، وإن كان من أوكد واجباتهم حماية وصيانة المسلمين في أموالهم وأرواحهم وأنفسهم ودينهم ودنياهم . غير أن كثيرا من علماء المسلمين - أزهريون وغير أزهريين - قدماء ومحدثين - أدوا واجبهم ، وأحيوا سنة نبيهم ، وبصروا المسلمين بما جاء به دينهم ، وحذروهم من البدع والضلالات ومن فتنة القبور والمشاهد ، وعلى راس هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية ، وأبو إسحاق الشاطبي ، وابن عبد الوهاب والشوكاني ، وفي هذا العصر محمد عبده ، ومحمد رشيد رضا ومحمد النخلي ، وعبد الحميد بن باديس وإخوانه بالجزائر ، بذلوا جهودهم بالدروس والكتابة والخطابة حتى قضوا على كثير من مظاهر الشرك والضلال وكان لعملهم أثر حميد في انتصار الإسلام ) .

ثم قال - موضحا- ( ص 508 ) : ( بعض علماء الأزهر وهو الشيخ الشعراوي بث أثناء زيارته للجزائر كثيرا من الضلالات ؛ منها تقديس القبور ، والخضوع للقبوريين ، وقد تولى من بعد الوزارة لشؤون الدين في مصر ، فلم يحذف ما يقع في المواليد القبورية بل ذهب وزارها وعظمها ) .





الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -


1 - قال الشيخ - وفقه المولى - في رسالته " الإصلاح النفسي للفرد أساس استقامته وصلاح أمته " ( ص 49 – 54 ) :

( أما لفظة " الوهابية " فهي من إطلاق خصوم دعوة الحق من أهل الأهواء والبدع يريدون بذلك نبز الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - والتنقص من دعوته الإصلاحية إلى تجريد التوحيد من الشركيات ، ونبذ جميع السبل إلا سبيل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وما دعوته - رحمه الله - إلا امتداد لدعوة المتبعين لمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - من السلف الصالح ومن سار على نهجهم من أهل السنة والجماعة ، التي لا تخرج عن أصولهم ولا على مسلكهم في الدعوة إلى الله بالحجة والبرهان ، قال – تعالى - : ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [ يوسف: 108 ] ، وقد كانت دعوته ودعوة أئمة الهدى والدين قائمة على محاربة البدع والتعصب المذهبي والتفرق ، وعلى منع وقوع الفتن بين المذاهب والانتصار لها بالأحاديث الضعيفة والآراء الفاسدة ، وترك ما صح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من السنن والآثار ، كما حاربت دعوته تنزيل الإمام المتبوع في أتباعه منزلة النبي - صلى الله عليه وآله و سلم - في أمته ، والإعراض عن الوحي والاستغناء عنه بأقوال الرجال ، فمثل هذا الالتزام بمذهب واحد اتخذ سبيلا لجعل المذهب دعوة يدعى إليها يوالى ويعادى عليها ، الأمر الذي أدى إلى الخروج عن جماعة المسلمين، وتفريق صفهم ، وتشتيت وحدتهم ، وقد حصل بسبب ذلك تسليط الأعداء عليهم واستحلال بيضتهم ، فأهل السنة والجماعة إنما يدعون إلى التمسك بوصية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المتمثلة في الاعتصام بالكتاب والسنة وما اتفقت عليه الأمة ، فهذه أصول معصومة دون ما سواها ...

إن استصغار أهل السنة والجماعة والتنقص من قدرهم بنبزهم بـ " الوهابية " تارة ، وبـ " علماء البلاط " تارة ، وبـ " الحشوية " تارة ، وبـ " أصحاب حواشٍ وفروع " تارة ، وﺑـ " علماء الحيض والنفاس " تارة ، وﺑـ " جهلة فقه الواقع " تارة ، وﺑـ " تَلَفِيُّون أتباع ذنب بغلة السلطان " تارة ، وﺑـ " العملاء " تارة ، وﺑـ " علماء السلاطين " ، ما هي إلا سنة المبطلين الطاعنين في أهل السنة السلفيين ، ولا تزال سلسلة الفساد متصلة لا تنقطع يجترُّها المرضى بفساد الاعتقاد ، يطلقون عباراتهم الفجة في حق أهل السنة والجماعة ، ويلصقون التهم الكاذبة بأهل الهدى والبصيرة ، لإبعاد الناس عن دعوتهم ، وتنفيرهم عنها وصدهم عما دعوا إليه ، والنظر إليهم بعين الاحتقار والسخط والاستصغار ، وهذا ليس بغريب ولا بعيد على أهل الباطل في التجاسر على العلماء وما يحملونه من علم ودين باللمز والغمز والتنقص ) .

2 - وللشيخ - سدده المولى - كلام متين ضمن كتابه " مجالس تذكيرية على مسائل منهجية " ( ص 47 – 52 ) عن منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في العذر بالجهل ، قال فيه ( ص 49 ) : ( حقيقة منهج محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – في قضية تأثير عارض الجهل على صحة الإسلام وبطلانه هي على منهاج أهل السنة .. ) .



الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري - وفقه الله -


* قال - سدده المولى- في مقال له - على شبكة الإنترنت - بعنوان " الصوفية في شمال إفريقيا لا يفرقون بين الوهابية الرستمية الخارجية، وبين دعوة محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي السلفية الطاهرة " :

( إن أهل المآرب الفاسدة من رؤوس التصوف في شمال إفريقيا - أعاذنا الله من شرهم - انطلقوا في محاربة مصلح وعالم من علماء المسلمين المعاصرين وهو الإمام العلامة محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي الحنبلي السلفي انطلاقا من محطة تاريخية مظلمة لا تمت بصلة إلى منهجه النقي ، هذه المحطة هي الوهابية الرستمية الخارجية التي ظهرت في شمال إفريقيا ، ثم أرادوا بحيلهم الماكرة ، أو بجهلهم المطبق بالتاريخ أن يلبسوها دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية النقية التي تسير على منهج الصحابة الكرام والأئمة الأربعة الأخيار ، تحقيقا للمشروع الصليبي الفتكاني (1) الذي كان يتخوف من أن تجتمع كلمة المسلمين في شمال إفريقيا على منهج الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح ، وهكذا يصنع الأعداء وأعوانهم من أهل البدع والفرقة حين يفلسون في باب الحجة ، ولا بأس أن أطلع القراء الكرام على جزء من هذه الحقيقة الغائبة عن كثير من المسلمين ليعلموا أن الذين يجاهرون بعداوة العلامة محمد بن عبد الوهاب التميمي ، ويحذرون من دعوته النقية ، إما شيعة روافض أنجاس ، بسبب العلاقة السيئة التي كانت بين الوهابية الرستمية الخارجية البدعية ، والعبديين الروافض الضلال ، وإما صوفية مدلسون جهال بالتاريخ ، لا يعرفون علم الوفيات ، ولا يفرقون بين مَن ولد في سنة 1115 هجرية وتوفي في سنة1206هـ ، وبين من توفي سنة 211هـ...

ودونك أيها القارئ الكريم بإيجاز شديد بعض الفقرات التاريخية التي تعلق بها بعض المعاصرين المدلسين من الصوفية الضلال للنيل من دعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي الحنبلي النجدي ، ومن أراد أن يتوسع في معرفة الحقيقة فعليه بكتاب الدكتور محمد بن سعد الشويعر المسمى " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية " ، فإنه أجاد وأفاد في تصحيح الخطأ ، وأتقن في رد أباطيل المدلسين ، والمزورين للحقائق ، وقبل أن أشرع في سرد فقرات المدلسين أعرج بكلمات مختصرة للتعريف بمؤسس دولة الوهابيين الرستمية في شمال إفريقيا .

لقد انتشرت فرقة في شمال إفريقيا في حدود القرن الثاني ، أطلق عليها فرقة الوهابية ، وهي فرقة متفرعة عن الوهبيّة ؛ الفرقة الأباضية الخارجية ، نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن وهب الراسبي ، وكان بعضهم يطلق عليها بالراسبية .

جاء في كتاب " المغرب الكبير " ( 2/551-557 ط دار النهضة العربية ) للدكتور السيد عبد العزيز سالم أن عبد الرحمن بن رستم الفارسي الأصل الذي أسس الدولة الرستمية في مدينة تاهرت ، عندما أحس بدنو أجله في سنة ( 171 هـ ) أوصى بالأمر لسبعة من خيرة رجال الدولة الرستمية ، ومن بينهم ابنه عبد الوهاب ، ويزيد بن فنديك ، وقد بُويع عبد الوهاب من بين السبعة ، مما ترتب عليه نشوء خلاف بينه وبين يزيد بن فندك ، أدّى إلى انقسام الإباضية التي هي مذهب ابن رستم ومن معه إلى فرقتين : الوهابية ؛ نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم ، والنكارية ، ودارت بين الطائفتين الخارجيتين الضالتين معارك عاد ريعها في الأخير للوهابية .
وقد ذكر الزركلي في " الأعلام " ( 4/333 ) أن مؤسس الدولة الوهابية الإباضية المذهب كان شجاعا يباشر الحروب بنفسه إلى أن توفي في سنة ( 190 هـ ) .

ومن خلال المراجع التاريخة التي أرخت لدولة الرستميين نجد أن الوهابيين قد جعلوا تاهرت مركزا فكريا لمقارعة مخالفيهم من أهل الحق كانوا أو من أهل الباطل ، فقد فُتِح باب الجدل مع علماء السنة على مصراعيه ، ثم مع العبيديين الذين كان بينهم وبين الوهابيين الرستمين عداء شديد لا يكاد يوصف ، ولهذا حين قامت الدولة الفاطمية في القرن الثالث الهجري ، فأول ما قام به عبد الله الشيعي الرافضي أن سعى بجد للقضاء على الرستميين في سنة ( 296 هـ ) ، وذلك أخذا للثأر وتنفيسا للصدر .

إنّ أعداء الإسلام ، والراغبين في الفرقة ، وإبقاء الضغينة بين المسلمين في شمال إفريقيا قد وجدوا في الوهابية الرستمية الخارجية ثوبا جاهزا ، فألبسوه دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية لتنفير المسلمين عنها ، وبث العداوات بينهم ، خدمة للاستعمار الفرنسي الذي ضاق ضرعا من دعوة المصلحين الجزائرين بقيادة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله - ؛ لأنهما دعوتان قامتا على الكتاب والسنة ومحاربة البدعة والطرقية المنحرفة عن الصراط .

جاء في " المعيار المعرب في فتاوى أهل المغرب " ( 11/ 168 ) لأحمد بن محمد الونشريسي ( م 914 هـ بفاس ) : ( سئل اللخمي : عن أهل بلد بَنَى عندهم الوهابيون مسجدا ، ما حكم الصلاة فيه ؟

فأجاب: هذه فرقةٌ خارجيةٌ ضالةٌ كافرةٌ ، قطع الله دابرها من الأرض ، يجب هدم المسجد ، وإبعادهم عن ديار المسلمين ) .

قلت : واللخمي وهو علي بن محمد من فقهاء الأندلس توفي سنة ( 478 هـ ) بصفاقص .

قال الدكتور الشويعر في جزئه ( ص 13 ) وهو يناقش بعض المغاربة الذين عادوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي انطلاقا من هذه الفقرة التاريخية ، ومن فتوى العلاّمة اللخمي : هل يمكن أن يفتي عالم – اللخمي - على معتقد لم يوجد صاحبه الذي ينسب المعتقد إليه ، أو الحكم على ملّة من الملل لم تظهر بعد ؟ ... - ثم قال - : إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندما أفتى اللّخمي وغيره من العلماء المالكية في الأندلس ، وفي الشمال الإفريقي ، كان أكثر من اثنين وعشرين من أجداده لم يولدوا بعد ، باعتبار أن المتوسط لكل قرن ثلاثة جدود ، كما أن بين وفاة عبد الوهاب بن رستم ووفاة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما يقرب من واحد وثلاثين جدا ، وعلماؤكم وعلماء الأندلس لا يعلمون الغيب ، وننزههم عن الكهنة والسحر ، وعن القول في أمر لا يعلمونه ، يقول – سبحانه - : ( قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) [ النمل : 65 ] .

ثم قال - بارك الله فيه- : إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد 1115 هـ ، ومات سنة1206 هـ ، وبينه وبين أحمد الونشريسي الذي ألّف كتاب " المعيار " ، ونقل الفتوى عن اللخمي - كما مر بنا - مائتان واثنتان وتسعون سنة ( 292 ) وِفق تاريخ الوفاة ، كما أن بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين اللّخمي وهو صاحب الفتوى سبعمائة وثمانية وعشرون عاما ( 728 ) ، وِفق تاريخ الوفاة ... ويقاس على هذا كل من أفتى من علماء الأندلس وشمال إفريقيا عن تلك الوهابية . اهـ

جاء في كتاب " الفرق الإسلامية في شمال إفريقيا " الذي ألفه الفرنسي ألفرد بل ، وترجمه إلى اللغة العربية عبد الرحمن بدوي ( ص 140-152 ) : ( الوهبية أو الوهابية : فرقة خارجية إباضية أنشأها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الإباضي ، وسميت باسمه وهابية ، الذي عطل الشرائع الإسلامية ، وألغى الحج ، وحصل بينه وبين معارضه حروب ... - إلى أن قال : - المتوفى عام 197 هـ ، بمدينة تاهرت بالشمال الإفريقي ... وكانوا يكرهون الشيعة قد كراهيتهم لأهل السنة ) .

قال الدكتور الشويعر في كتابه السابق : ( هذه هي الوهابية التي فرقت بين المسلمين ، وصدرت بشأنها فتاوى من علماء وفقهاء الأندلس وشمال إفريقيا ، كما تجدون في كتب العقائد ... ، أما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي ناصرها الإمام محمد بن سعود - رحمهما الله - السلفية الصحيحة ، فهي ضد الخوارج وأعمالهم ، لأنها قامت على كتاب الله ، وما صح من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، ونبذ ما يخالفهما ، وهم من أهل السنة والجماعة ) ...

إن دعوة محمد بن عبد الوهاب الحنبلي ، ودعوة علماء المسلمين في الجزائر تصبّ في حوض واحد ، فمن أراد أن يفرق بينهما فدونه خرط القتاد ، ومن قرع الطنابيب ليحارب الوهبية فليحارب معتقد الخوارج وأجدادهم من الرستميين الفارسيين الذين يسعون في الجزائر فسادا إن كان شجاعا وذا إلمامة بالتاريخ ، وما أظن رؤوس التصوف يفعلون هذا لأنهم لا يرون في الخوارج خطرا على منهجهم الباطل ، ولهذا لا نجد لهم مقالات يحذرون فيها من الخوارج ومذهبهم الفاسد على بشاعة جرمهم في الجزائر ، بل المتتبع للعشرية السوداء يعسر عليه أن يجد محطة مشرفة للصوفية في مقارعة الخوارج وأضرابهم من الأزارقة والله المستعان .

إن الخطة الإستراتجية التي هي عند رؤوس التصوف تجعلهم يسالمون الخوارج ، ويسكتون على جرائمهم البشعة ، وفي الوقت نفسه يعلنون حربا قذرة ملئها الكذب والتدليس على دعوة إصلاح طاهرة أحيا معالمها محمد بن عبد الوهاب الحنبلي التميمي ، لأنها دعوة بنيت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأسست على تطهير الأرض من الشرك والبدع والكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا كله يعري الصوفية من لباسها المزور ويكشفها للعقلاء على أن الصوفية دعوة مبنية على المنامات والخيالات والأكاذيب والأحاجي الباطلة ، فكيف تصلح لأن تكون منهج حياة ، وعمود دولة في عصر التحديات والعولمة .

إن دعوة محمد بن عبد الوهاب التميمي الحنبلي الإصلاحية السنية شهد لها بالخير المنصفون ، وأثبتت وجودها بعون الله - تعالى - فكانت سببا في قيام دولة إسلامية تحكم بشريعة الله الغراء ، وتقوم على نصرة قضايا المسلمين المصيرية ، ذنبها الوحيد أنها دعت الناس إلى منهج الأنبياء المبني على التوحيد الخالص ، وحذرت المسلمين من الشرك والبدع التي يتخبط فيها كثير من الناس ، وطهرت الحرمين الشريفين من جميع مظاهر الوثنية التي خلّفتها الدولة العثمانية القبورية ) اهـ باختصار وتصرف .


====

(1) نسبة إلى الفاتيكان .
_________________


هذا والحمد للّٰه وصلى اللّٰه على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

تفريغ : أخيتكم في اللّٰه
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏✍‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏أُمّـ عبـد الــبــرّ
بـتـاريـخ : الأربعاء / ٢٩ / ربيع الثاني / ١٤٣٩

رد مع اقتباس