عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 Dec 2017, 08:58 PM
أبو هريرة موسى بختي أبو هريرة موسى بختي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
الدولة: بلدية سيدي عيسى ولاية (المسيلة) حرسها الله بالتوحيد و السنة
المشاركات: 1,318
افتراضي


التَّفريغ:
إنّ الحقّ هو غايةُ كل مسلم صادق، والصراعُ بين الحق والباطل قديم منذ خلق الله -رب العالمين- آدمَ وزوجَه، وأمرَ اللهُ -رب العالمين- الشيطانَ أن يسجدَ لآدمَ فأبى وعصا وكان من الكافرين..
العداوةُ دائرةٌ، والخصومةُ قائمةٌ، والصراعُ بين الحق والباطل لا يَفْتُرُ أبدًا ولا طَرْفَةَ عينٍ!! ومَن وفقه الله -رب العالمين- لمعرفة الحق، فهي مِنّةٌ
من الله مَمنونة، ونعمةٌ من الله مُسْدَاة، فعليه أن يضرعَ إلى الله أن يُمَسِّكَه ما مَسَّكَه إياه ربُّه، وأن يُثَبِّته عليه، وأن يقبضه عليه، وأن يحشره في زُمْرَة مَن جاء به -صلى الله وسلم وبارك عليه-.
ولا تبالِ ما دمتَ على الجادة بنعيق الغربان على الخرائب؛ فذلكَ أمرٌ لابد منه، فاثبت -ثبتني الله وإياك على الهُدى والحق والرشاد-.
واعلم أنه إنْ قتلكَ الحقُّ مُتَّ شهيدًا، وإنْ عِشْتَ عِشْتَ حميدًا ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].
تمسَّكْ بالحق، واثْبُت عليه، واسألْ ربك الذي أنعم عليك به أن يُثَبِّتَكَ عليه حتى يقبضك عليه، وأن يحشرك في زُمْرَةِ أهله.
وأما ما يدور حولك، فاجعله دَبْرَ أُذنك أو تحت مَواطئ قدميكَ، وانظر إلى ما أمام أمام، ولا تُبالِ بالناس؛ لأنّ نبيك -صلى الله عليه وآله وسلم- قد أخبرك
أنكَ ستلقى حُثالةً أو حُفالةً من الناس مَرَجَت عهودُهم، وخفّت أماناتهم، وكانوا هكذا -وشبّك بين أصابعه-، خذ ما تعرف -وقد هُديتَ- ودع ما تُنكر -وقد جنّبك- وعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر عامتك.
ما مقصودُ الدعوة عند كل داعٍ في كل سبيل على كل مذهب من أهل القبلة؟ ما مقصود الدعوة؟مقصودها: إقامةُ الدين.
كيف يُقام الدين مع مخالفته؟!! كيف تُقام المِلةُ مع مجانبتها؟!! كيف تُحقَّقُ الشريعةُ مع تبديلها؟!!
هذا أمرٌ عجيب!! ولكن كما أخبر المصطفى المختارُ أنه سيأتي على الناس زمانٌ تُسلب عقولُ أهله حتى ما يبقى لهم إلا
ذَرْو!! كأنه الخيطُ الفَاصل والحدُّ الشَّفِيفُ بين الإنسانية والحيوانية.. والله -تبارك وتعالى- المستعان وعليه التكلان.
ولا تبتئس -أيها السُّنيُّ على منهاج النبوة- ثبتني الله وإياك، ثبتكم الله يا أهل الحق على منهاج النبوة في مشارق الأرض ومغاربها.
لا تبتئسوا؛ فإنّ سعدَ بن مالكٍ -هو ابن أبي وقاص- ما زال أهل الكوفة يلمزونه حتى رفعوا إلى عمر -رضوان الله عليه- أنه لا يُحسنُ يصلي!!! وهو خالُ
رسول الله!! الذي فدّاه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بأبويه!! ارمِ فداكَ أبي وأمي!!لا يُحسنُ يصلي؟!!
وأرسل عمر إلى الكوفة مَن يسأل عنه، فما ترك -مَن أرسله عمر- مسجدًا ولا مجلسًا إلا سأل عنه، والناس يُثنون حتى قام
رجلٌ فطعن في سعدٍ -رضوان الله عليه-، فقال سعد: اللهم إن كان هذا قد قام فقال ما قال ابتغاء وجهك، والتماس مرضاتك، فاغفر لي وله، واعفُ عني
وعنه، ووفقني وإياه لكل خير -هذا طالبُ حقٍ وإنْ أخطأ، هذا مُلْتَمِسُ هدايةٍ وإنْ ضلّ عن الصراط- وإنْ كان قد قال ما قال رِئاءً وسمعة، لا ابتغاءَ وجهكَ،
ولا التماسَ مرضاتك، فأطلْ عُمرَه، وعَرِّضه للفتن.

رد مع اقتباس