عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10 Jul 2021, 09:19 PM
أبو جويرية عجال سامي أبو جويرية عجال سامي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 147
افتراضي

اللهم بارك وزد تمتعنا بجولة علمية سلفية رصينة خاض فيها الشيخ خالد في مستنقع الباطل على فرس أبلق مضمر شديد البياض والنقاوة يحمل من سيوف الحق ماشاء الله فطفق ضربا بالرقاب والأعناق فما مر على شبهة متغيرة اللون والريحة إلا شقها نصفين وحسها بحسامه فكانت بحق مقالة انتصار للآثار والاخبار كاشفة لزيف المنقود والمنقول مظهرة بجلاء صافي الفكر والمعقول فلله درك وعليه أجرك ، جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم و لما عُلم عن الدكتور أنفته وإباؤه الرد على من يعتبرهم دونه في العلم أزيد للدكتور كلمة ذكرها الحافظُ ابن رجبٍ رحمه الله في [ "ذيل طبقات الحنابلة " (3/ 445 فما بعدها، ترجمة رقم 343 ) ]في ترجمة الفقيه أبي الفضل إسحاق بن أحمد العلثيّ مضمون رسالة هذا الإمام الى ابن الجوزي والتي وفيها الإنكار عليه فيما يقع في كلامه من الميل إلى أهل التأويل ومما جاء فيها :

(( من عبيد الله إسحاق بن أحمد بن محمّد بن غانم العلثيّ إلى عبد الرّحمن بن الجوزيّ:

حمانا الله و إيّاه من الاستكبار عن قبول النّصائح، و وفّقنا و إيّاه لاتّباع السّلف الصّالح، و بصّرنا بالسّنّة السّنيّة، و لا حرمنا الاهتداء باللّفظات النّبوية، و أعاذنا من الابتداع في الشّريعة المحمديّة، فلا حاجة إلى ذلك، فقد تُرِكنا على بيضاء نقيّة، و أكمل الله لنا الدّين، و أغنانا عن آراء المتنطّعين، ففي كتاب الله و سنّة رسوله مَقْنَعٌ لكلّ من رَغِب أو رَهِب، و رزقنا الله الاعتقاد السّليم، و لا حَرَمنا التّوفيق، فإذا حُرِمه العبد لم ينفع التّعليم، و عَرَّفَنا أقدار نفوسنا، و هدانا الصّراط المستقيم. و لا حول و لا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، و فوق كلّ ذي علمٍ عليم.

و بعد حمدالله سبحانه، و الصّلاة على رسوله:

لا يخفى أنّ " الدّين النّصيحة "، خصوصاً للمولى الكريم، و الرّبّ الرّحيم، فكم قد زلّ قلمٌ، و عثر قدمٌ، و زلق متكلّمٌ، و لا يحيطون به علماً، قال عزّ من قائل : {ومِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لاَ هُدًى وَ لاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ} (الحجّ: 8).

وأنت يا عبد الرحمن، فما يزال يبلغ عنك ويسمع منك، ويشاهد في كتبك المسموعة عليك، تذكر كثيراً ممن كان قبلك من العلماء بالخطأ، اعتقاداً منك: أنك تصدع بالحق من غير محاباة،ولا بدّ من الجريان في ميدان النّصح، إمّا لتنتفع إن هداك الله، و إمّا لتركيب حجّة الله عليك، و يحذرَ النّاس قولك الفاسد، ولا يغرّك كثرة اطّلاعك على العلوم؛ فربّ مبلَّغٍ أوعى من سامعٍ، و ربّ حامل فقهٍ لا فقهَ له، و ربّ بحرٍ كَدرٍ و نهرٍ صافٍ، فلستَ بأعلمَ من الرّسول، حيث قال له الإمام عمر: " أتصلّي على ابن أبيّ؟ " أَنْزَلَ القرآن : {وَ لاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ منْهُم } (التّوبة: 84)، و لو كان لا يُنكر من قلّ علمُه على من كَثُر علمه إذاً لتعطّل الأمر بالمعروف، و صرنا كبني إسرائيل حيث قال تعالى: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ } (المائدة: 79)، بل ينكر المفضول على الفاضل و ينكرُ الفاجر على الوليّ، على تقدير معرفة الوليّ، و إلاّ:فأين العنقاءُ ليُطلب؟ و أين السّمندلُ ليُجلب؟ ...)

رد مع اقتباس