بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده.

أمَّا بعدُ:

فإنَّ نِعَمَ الله سبحانه وتعالى علينا لا تعد ولا تحصى ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها﴾[النحل: 18] ومن واجب العبد شكرها ﴿ وقليل من عبادي الشَّكور﴾ والتَّحدُّث بها ظاهرًا وباطنًا ﴿وأمَّا بنعمة ربِّك فحدِّث﴾[الضحى: 11]، وقبل ذلك مَعرفة مواردها ودقائقها والوقوف عليها حتى يسعى اللبيب العاقل في الاجتهاد في أداء حقِّه فيها، إذ كفرها وجحودها مؤذن برحيلها.

ومن ذلك هذا المنتدى المبارك بإذن الله منتديات التَّصفية والتَّربية السَّلفية الَّتي يشرف عليها شيخنا الوالد أزهر سنيقرة حفظه الله ووفقه، فأحببت أن أذكِّر إخواني بهذه النِّعمة الَّتي نحن فيها، مع شكر وعرفان للقائمين عليها، وإتباع ذلك بنصائح لإخواني حتى لا يكدَّر صفوها وتذهب بهجتها.

إنَّ الدَّاخل إلى المنتدى ليلحظ عدة أشياء تشعره بالراحة والطمأنينة:

أولها: أنه يتذكر المنهج الذي أبدأ فيه الشيخ الألباني –رحمه الله- وأعاد.

ثانيا: كون هذه التَّصفية والتربية قائمة على المنهج السَّلفي سائرة تحت أصوله حقا لا ادعاء.

وثالثا: تحتها بقليل ترى أن المنتدى تحت إشراف فضيلة الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله.

فكل هذه العبارات والمعاني لتحدث في نفس الدَّاخل شعورا لا نظير له ولا مثيل من السَّكينة والهدوء.

وهذا من نعمة الله تعالى على أعضاءها أن يكونوا تحت كَنَفِها، والعَجَبُ أن الشيخ ليس وحيدًا بل إنها تحمل كوكبة نيرة من مشايخنا الفضلاء كالشَّيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله، والشَّيخ نجيب جلواح حفظه الله، والشيخ عبد الخالق ماضي حفظه الله، الذين كانت لهم مشاركات طالما استفدنا منها، وهم متابعون لها حفظهم الله دائما وأبدا بل حتى غيرهم من المشايخ الفضلاء ممن لم يرد ذكرهم.

زد على أنه يشرف عليها ثلَّة من خيرة طلبة العلم، ويشارك فيها كذلك طلبة مبرَّزون.

وهي تحمل في طياتها مقالات علمية كثيرة، ودروسا وخطبًا، وبيانات للمشايخ حفظهم الله.

ومن مناقبها التي لم يسبق منتدى إليها أن الشيخ الوالد فركوس حفظه الله قد تولى الإجابة فيه على أسئلة أعضائها، وقد طبعت في رسالة مفردة ولله الحمد والمنَّة.

وفيها كذلك مركز لتحقيق الكتب والمخطوطات، ونشر الرَّسائل والمطويَّات، هذا بعض ما ظهر.

فهذا شيء من أعمال المنتدى المبارك الَّذي فتح المجال لأبناء بلده وغيرهم للمشاركة والإسهام فيه بالمقالات النافعة الهادفة، سعيا من المشرفين على نشر الخير وحث الطُّلاب على المواصلة في الطَّلب والترقي في الكتابة.

وقد ربطت بين كثير من أعضاءها المشاركين فيها، وعرفتهم على بعضهم بعضا.

وإذ قد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر النَّاس» فإني أتقدم لكل مشرف في هذا المنتدى المبارك أو مساهم فيه من قريب أو بعيد بالشُّكر والعرفان إذ كم لهم علينا من فضل فلا أقل من دعوة صادقة بظهر الغيب لهم، وأن لا يطوى ذكرهم.

فأسأل الله تعالى أن يجزيهم خير الجزاء، وأن يبارك لهم في أعمالهم وجهودهم وما يبذلونه لخدمة الدين ونفع المسلمين، وأن يطيل أعمارهم في بره سبحانه وتعالى وطاعته.

ثم إني أنصح نفسي إخواني أن يحبُّوا لإخوانهم المشرفين ما يحبوا لأنفسهم فإنَّه لا يستكمل أحد الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فكيف إذا كان أخوه صاحب فضل ومنة عليه مكَّنه من نشر الخير وبذله للغير، أفلا يستحق أن يعامل بالحسنى وأن يجازى بالتي هي أولى.

ولتعلم أنَّ إخوانك المشرفين لهم أعمال كثيرة تشغلهم منها القيام على المركز بحثا وتحقيقا، وكتابة وتصفيفا، ومنها تحضير المحاضرات العلمية والخطب المنبرية، والمشاركة في الدَّورات والمساهمة فيها، وزد على ذلك الإشراف على المنتدى والسَّعي في إظهارها في أحسن حلة وأجملها، ثم تأتي أيها العضو فتشغل إخوانك بما لا يجمل بك:

فإذا حذفوا لك موضوعا رفعته من جديد ولا أدري هل هذا الفعل يدل على سذاجتك وبرائكتك كونك لا تدري أن المقالات قد تحذف، أم أنه تعام ومحاولة أخرى مشابهة لسابقتها لعل النتيجة تتغير والمضمون واحد مما يدل على قلة العقل.

ثم إن تحققت أنه حذف فهنا تبدأ المراسلات والمسائلات فتقوم دون تعب ولا مشقة بإرسال رسائل خاصة لكل مشرف من المشرفين ولا تكتفي بواحد منهم يجزئ عن غيره، وتبدأ السؤال والاستفصال كأنك في منتداك وحذف أحدهم مقالك بغير حق، ألم تعلم أنك ضيف عند غيرك في سلطانه أفيحق لك هذا التصرف، ولو استصحبت في نفسك وخلدك –وهو والله الظن بهم- أنهم لا يحذفون لك مقالا ولا تعليقا إلا سترا لعيبك وإبقاء لماء وجهك، وكون حذفه أجمل بك، وأدل على عقلك، فلا تسئ الظن وتتبعه بسوء تصرف وفعل.

أو تكتفي بنقل مواضيع مشتهرة متكررة يقف عليها من كثرتها مصادفة، وتكثر المنتدى بها وهذا منك بحسن نية وقصد إلا أنه سوء تصرف إذ إن المشرفين نبهوا على انتقاء النُّقولات إن نقلت مع ذكر سبب مرغب في انتقائك، وحبذا لو كلفت نفسك قليلا فزدت فيه أو نقصت مع إشارة، وأحيانا ينقل عضو واحد خمس مواضيع أو ست، مما يلقي بمشاركة من تعب في تجريد مقاله إلى الصَّفحة الثانية والثالثة فيكون فوَّت الخير على أخيه دون إضافة جديد.

وأحيانا يشارك العضو على العام بما تتهيب من إرساله على الخاص من تعليقات حادة بعبارات غليظة تحس بقوتها وأنت خلف شاشتك وهذا كاف في إذهاب أبَّهة المقال، فكيف لو زاد عليه أنه لا تعلق له بما كتب فيه الكاتب، وقد يزيد ثالثة وهي عدم الدعاء للكاتب قبل أن يسوّد ما كتب.

وفيه من يرى أن التَّصفية والتَّربية بحاجة إلى مقالاته وقد يبلغ به الجنون إلى أن يظن تطلع غيرهم إليها، فاربع على نفسك واعرف قدرك وأحكم عقلك، فإن كنت ناقلا عن غيرك فهو أجرٌ تحصِّله، وإن كان من كيسك فأنت أوَّل مستفيد من بحثك فلا تطل عنقك لما وراء ذلك، واحمد الله تعالى أن وجدت من يسَّر لك نشره وقراءته وتقويم ما فيه من نقص أو خلل.

ووالله كم هو محزن أن ترى المشرفين يرفعون ويرفعون التنبيهات مرات وكرات ولا تزال الأخطاء نفسها تتكرر حتى أنهم جعلوا لها قسما عاما هذا ما نطلبه منك ومع ذلك لا تأبه له ولا تجعل له ثوان لتنظر فيه، حتى يعيدوا إخراجها منه وتأكيدها لك حتى تكون قريبة من ناظرك فهلا قرأتها والتزمتها وعملت بما فيها، فأحسنت إلى إخوانك المشرفين بالمساهمة فيما يجمل المنتدى ويرقيه، وأعنتهم بتقليل الأعمال عليهم والضغوطات، ولكن لا شيء يصفو دون كدر.

فأذكِّر نفسي وإخواني الفضلاء بالتعاون على البر والتقوى مع المشرفين الكرام، وإحسان الظنِّ فيهم والثِّقة بهم، والتقيد والالتزام بما يطلبون وينشرون كل ذلك سعيا في الإقلال من مشاغلهم، وإدخالا للسُّرور عليهم، ومساهمة في إصلاح سير المنتدى والإعانة فيه.

والله الموفّق.