عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05 Jul 2017, 11:06 AM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي

باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر
رجل صالح فكيف إذا عبده

الشرح:هذا الباب لبيان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سد الأبواب التي توصل إلى الشرك بالله تعالى،والشرك الأكبر له وسائل وذرائع توصل إليه يجب منعها حماية للتوحيد أن يصاب بمقتل،و إبعادا لكل ما يوقع العبد في الشرك بالله تعالى.
ومن صور ذلك أن يعتقد بركة قبر نبي من الأنبياء فيعبد الله تعالى رجاء تلك البركة،وقد جاء الوعيد في ذلك فكيف بمن عبد المقبور ودعاه من دون الله.

في الصحيح عن عائشة "أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح- أو العبد الصالح - بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله"
فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور وفتنة التماثيل.

الشرح:في هذا الحديث بيان منه صلى الله عليه وسلم لشرار الخلق وهم الذين عظموا الصالحين،فبنوا على قبورهم مساجد،وشملهم الإثم والوعيد ولو من غير عبادة لها من دون الله،لأنهم بفعلهم كان وسيلة إلى أن يعتقد في صاحب القبر أنه له شيئا من خصائص الإلهية،أو أنه يتوسط عند الله في الحاجات،وقد وقع مثل هذا المحذور.فلهذا غلظ فيهم القول بأنهم شرار الخلق عند الله.

. ولهما عنها قالت: "لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال - وهو كذلك -: "لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا" أخرجاه.

الشرح:
نبينا صلى الله عليه وسلم الناصح الأمين،المشفق على أمته إلى آخر لحظات لحياته،وهو يعاني السكرات اهتم بتحذير أمته من وسائل الشرك،وتوجه باللعن والدعاء على اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد،واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله وهو يدل على انه من كبائر الذنوب،واتخاذ قبور الأنبياء مساجد له صور عديدة:
منها الصلاة على القبر مباشرة فيجعل مكانا يسجد عليه.
ومنها الصلاة إلى القبر،فيجعله أمامه قبلة له تعظيما له.
ومنها أن يجعل القبر في داخل بناء وذلك البناء هو المسجد،فجعلوا ذلك المكان محلا للتعبد والطاعة.
وقد قبل الصحابة وصيته فصانوا قبره من ان يكون مسجدا،إلى زمان الناس مع محاولات لأهل الباطل وصولات وجولات لجعله وثنا يعبد كما فعلوا مع قبور الصالحين،إلا أن الله صان نبيه واستجاب دعوته فحمي من ذلك.

ولمسلم عن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل؛ فإن الله قد اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا. ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك"


فقد نهى عنه في آخر حياته، ثم إنه لعن- وهو في السياق- من فعله.
والصلاة عندها من ذلك، وإن لم يبن مسجد، وهو معنى قولها: خشي أن يتخذ مسجدا. فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا، وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا، بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا، كما قال صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا".

الشرح:
نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد مما يدل على حرمتها وأن من صلى فيها فصلاته باطلة،وفي هذا الحديث قاعدة من القواعد العظيمة وهي سد ذريعة الشرك بالله تعالى بغلق كل المنافذ أما الوسائل التي تفضي إلى هذا الجرم الكبير.

ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا: "إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد"ورواه أبو حاتم في صحيحه.


الشرح:
هذا الوعيد شامل لكل من اتخذ القبر مسجدا بالسجود عليه أو الصلاة إليه،أو بالصلاة عنده،ويكون المقصود بالصلاة هو الله فما بالكم بمن يدعوها من دون الله.

بعد هذا الوعيد الشديد الذي يدخل فيه أيضا من أدخل الميت في المسجد،ألا يتقي الله من تهون هذه النصوص عنده أو يحرفها ويؤولها على ما يوافق هواه لا بما يقرره العلماء فيجوز دفن الموتى في المساجد بيوت الله التي تبنى ليكون الدين لله وحده،أما من أدخل القبر فيها فقد جر لنفسه الوسيلة التي توقعه فيما حرم الله تعالى من الشرك به تعالى.

يتبع إن شاء الله.

رد مع اقتباس