الموضوع
:
بيان لمشايخ الإصلاح حول حرائق بلاد القبائل بعنوان: (بيان مواساة)
عرض مشاركة واحدة
#
1
12 Aug 2021, 11:37 AM
التصفية والتربية السلفية
إدارة منتدى التصفية و التربية السلفية
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 444
بيان لمشايخ الإصلاح حول حرائق بلاد القبائل بعنوان: (بيان مواساة)
بَـيـَـان مُـوَاسَــــاة
حَـولَ حَـرَائِـق الـجَـزَائِـــر
الحمدُ لله وحده، والصلاةُ والسلام على من لا نبي بعده، أمّا بعد:
فقال الله تعالى:
(( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ))
[البقرة/ 155 – 157].
لقد فُجِعنا كما فُجعَت الأمَّةُ الجزائريَّة جمعَاء بنشوب حرائق مَهولةٍ اندلَعَتْ في مناطق مختَلفةٍ وولاياتٍ متعدِّدة، إلَّا أنَّ أكثَرها تضرُّرًا هي منطقَة القبائل الكبرى كولاية تيزي وزو وبجاية وما جاورهما، حيثُ أتت النِّيرانُ على الأخضَر واليابس، وأودَت بحياة نحو
(69
) شخصًا إلى حدِّ السَّاعة، منهم
(28)
جنديًّا من أفراد الجيش الوطني الشَّعبي، وعددٍ غير معلوم مِن الجرحى، كما خلَّفت خسائر ماديَّة مُعتَبرة في المساكن والممتَلكات والمزارع والأشجار والأنعام، ولا حولَ ولا قوَّة إلَّا بالله.
وعلى إثْر هذه المأساة الأليمَة ندعو كلَّ مَن أُصيبَ بشيءٍ جرَّاءَ هذه الحرائق أن يتحلَّى بالصَّبر؛ فإنَّ عاقبتَه البُشرى والرَّحمة، وألَّا يغفُل عن قولِ: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعُون؛ وقولِ: اللَّهمَّ أجرُني في مُصيبَتي وأخلف لي خيرًا منها؛ ففي
«صحيح مسلم» (918):
قال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
«ما مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: (إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ اللهُ فِي مُصِيبَتِهِ وأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا».
ومن البُشرى أنَّ مثلَ هذه المصائب فيها أجرٌ وثوابٌ للمُسلم الصَّابرٍ المُحتَسب؛ لقولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ، مَعَ عِظَمِ البَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ...»
[رواه الترمذي (2396)]
، كما أنَّ صاحبَ الحريق وصاحبَ الهدم معدودان من الشُّهداء ـ إن شاء الله تعالى ـ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم :
«الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى القَتْلِ في سَبِيلِ اللهِ ـ عز وجل ـ: ...وَصَاحِبُ الحَرْقِ شَهِيدٌ وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الهَدْمِ شَهِيدٌ»
[ رواه أحمد (23753) وأبو داود (3111)].
كما ندعُو كلَّ مَن تصلُه كلمتُنا هذه داخلَ الجزائر وخارجَها أن يهبُّوا لمواساة إخوانِهم في المناطق المنكوبة ومُساعدتِهم، وأن يسارعُوا إلى تفقُّد أحوالهم، وسدِّ حاجاتِهم، وإغاثةِ ملهوفِهم، بالمالِ والطَّعام والشَّراب واللِّباس والفراش وكلِّ الوسائل الَّتي تُعينُهم على تجاوُز محنَتِهم، وينبَغي ألَّا يهدَأَ لنا بالٌ ولا يسكُنَ لنا فؤادٌ حتَّى يرتاحَ هؤلاء المصابُون، وتطمئنَّ نفوسُهم، ويعُودوا إلى بيوتِهم؛ ففي
«الصَّحيحين»
قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:
«مثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وتَرَاحُمِهِمْ، وتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى»
.
فيا أهلَ الجزائر! أرُوا اللهَ من أنفُسِكم ما يحبُّ أن يَراه مِنكم عند حلولِ النَّوائب، فتعجَّلوا إلى الإحسان إلى خلقِه، وتسابقُوا إلى رحمةِ عبادِه؛ وأحسُّوا بإخوانكم وتألَّموا لِآلامِهم؛ فإنَّه بابُ رحمةٍ فُتح لكم فلا تُضيِّعوه؛ فالرَّاحمون يرحمُهم الرَّحمن.
فاللَّهمَّ يا أرحمَ الرَّاحمين ها هُم عبادُك قد تراحموا ورحمَ بعضُهم بعضًا، فارحمنا واكشِف عنَّا البلاء، وارفَع عنَّا الدَّاء، واسلُل من قلوبنا الضَّغينةَ والشَّحناء.
وممَّا نوصي به الجميعَ ـ وبخاصَّة أبناء منطقة القبائل ـ أن يتحلّوا بالصبرِ والهُدوء، وضَبطِ النَّفس والتَّعقُّل، وأن لا تَجُرَّهم العَواطفُ الجامحةُ إلى تَصرُّفاتٍ طائشةٍ، وأعمالٍ غيرِ سَويَّةٍ لا تُحمَدُ عواقبُها، وأن يتآلفُوا ويتعاونَ بعضُهم مع بعض، ومع الجهات الحكوميَّة، مِن أفراد الجيش والدَّرك والشُّرطة ورجال الحماية المدنيَّة، وأن لا يلتَفتُوا إلى المغرضِين الَّذين تتأجَّج قلوبُهم بنيران الحقد على هذَا البلدِ وأهلِه ودينِه، الَّذين لا تسمَعُ منهم غيرَ الشَّتيمة والانتقاص لكلِّ مساعي الخير، والطَّعن في النِّيَّات، وإساءة الظَّنِّ بولاة الأمر، فاحذَروا هؤلاء فإنَّهم أدواتٌ لإثارة الضَّغائن والأحقَاد، وتفريقِ العباد، وتخريبِ البلاد.
وفي الأخير؛ نسألُ الله الكريمَ ربَّ العرش العظيم أن يوفِّقنا جميعًا إلى التَّوبة النَّصوح من جميع الذُّنوب والخطايا، فإنَّها سببُ المصائب والبلايا، وأن يرزقَنا التَّضرُّع إليه؛ ونسأله جلّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يُخمدَ هذه النِّيران، وأن يُغيثَنا ويُطفئ لهيبَها، وأن يرحَم الموتى من إخواننا (من الجنود والمدنيِّين)، ويكتُب لهم أجرَ الشُّهداء، ويرزُق ذويهم الصَّبر والاحتساب، وأن يُعجِّل بشفاءِ الجرحَى والمصابين، وأن يعوِّض الجميع خيرًا، وأن يحفَظَ بلدَنا وسائر بلاد المسلمين من كلِّ سوء.
والحمدُ لله ربِّ العَالَمين، وصَلَّى اللهُ وسلَّم وبَارَك على نبيِّه الكريم.
الخميس 03 المُحَرَّم 1443 هجري المُوَافِق 12 أوت 2021 نصراني
المُوَقِّعُون:
الشيخ عبد الغني عوسات
د.عبد الخالق ماضي
الشيخ عز الدين رمضاني
الشيخ عمر الحاج مسعود
الشيخ عبد الحكيم دهاس
الشيخ عثمان عيسي
أ.د.رضا بوشامة
الشيخ توفيق عمروني
لتحميل البيان بصيغة PDF
اضغط هنا
أو من لمرفقات
لتحميل البيان مترجم للفرنسية
اضغط هنا
أو على المرفقات
الصور المرفقة
بيان مواساة حول حرائق الجزائر.pdf
(294.5 كيلوبايت, المشاهدات 1097)
Communiqué Incendies tizi ouzou ARA et FR.pdf
(478.2 كيلوبايت, المشاهدات 1518)
__________________
عنوان البريد الإلكتروني
tasfia@tasfiatarbia.org
التعديل الأخير تم بواسطة أبو يحيى صهيب ; 12 Aug 2021 الساعة
10:46 PM
التصفية والتربية السلفية
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى التصفية والتربية السلفية
البحث عن المشاركات التي كتبها التصفية والتربية السلفية