عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05 Sep 2016, 04:10 PM
أبو فهر وليد أبو فهر وليد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 115
افتراضي (نَصِحَيةٌ قَيِْمَةٌ): [[ ... مِنْ ثِمَارِ العِلمِ : حُسْنُ الْخُلُقِ ... ]]

#مِنْ_ثِمَارِ_الْعِلمِ

[[ ... مِنْ ثِمَارِ العِلمِ : حُسْنُ الْخُلُقِ ... ]]

جَاءَ فِي رِسَالَةِ الشيخُ سُليمانَ بن سَليم اللهِ الرّحيليِّ -حَفِظَهُ اللهُ وَ رَعَاهُ- (( العِلّمُ وَسَائِلُهُ و ثَمَارَتُهُ )) ، مَا نَصه :

"و من ثمار العلم : حُسْنُ الْخُلُقِ ، و ما أدراك ما حسن الخلق ؟! ثمرة عظيمة.
إن العلم - أيُّها الأحبَّة - يُحَسِّنُ خُلُقَ الْمُسْلِْمِ ، و إن الخلق من أعظم ما يكتسبه المسلم ، فلا يكتسبُ المسلم بعد الإيمان شيئاً أعظم من الخلق الحسن ؛ فينبغي لطالب العلم أن يتنبَّه لهذه الثمرة ، و أن يجعل العِلم مُحَسِّناً لِخُلُقِهِ ، مُهَذِّباً لنفسه ، فيكون بارًّا بوالدَيه ، واصلاً لِرَحِمِهِ ، حَسَنَ التَّعَامُلِ مع أسرته ، يكون خيراً على أهله.

و إن من الأسف الشديد - أيُّها الأحبَّة - أن بعض طلبة العلم قد أعطوا عن طلبة العلم صورة ليست بطيبة ؛ فتجده في بيته من أشدِّ الناس على أهله ، و تجده إذا كان يعمل والديه ، من أشد الناس عقوقاً لهما ، إذا طلبا منه شيئاً قال : أنا عندي درس الآن. إذا طلبا منه أن يوصلهما إلى مكان ، قال : أنا عندي موعد مع الشباب. إذا طلبا أمراً ، قال : عندي و عندي و عندي !! مِمَّا جعل بعض الآباء لا يَتَمَنَّوْنَ لأبنائهم أن يكونوا من طلبة العلم.

بعضُ طلبة العلم لا يعرف لزوجته حقاَّ ، و لا يعطيها من نفسه حظَّا أبداً ، يَهْجُرُها طوال وقته ، هو مع الشباب في حلق العلم ، لا يُنَّظِمُ وقته ، و لا يعرف لأهله الوقت الذي ينبغي ، و إذا دخل عليهم دخل كالأسد الهصور ، جَنَّتُهُ مع أصدقائه ، و نارُه لزوجته ، ترك الكلام و الابتسام لأصدقائه و إخوانه ، و ترك العبوس و الشتائم و الصراخ لأهله في بيته.

لا شكَّ - أيُّها الإخوة - أن هذا من الخطا العظيم ؛ فينبغي على طالب العلم أن يجعل العلم مثمراً في نفسه حُسْنَ الخلق ، و قد كان السلف الصالح - رضوان الله عليهم - آيةً في هذا ، حتى كان الإمام أحمد يقول : ((لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا لُقْمَةٌ فَوَضَعَهَا الرَّجُلُ فِي فِي أَخِيهِ لَمْ يَكُنْ إِسْرَافًا)) (1) ؛ هذا من حسن الخلق ، لو أن الدنيا جمعت لك في لُقمة ؛ فجعلتها في فم أخيك المسلم ، لما كان إسرافاً.

كان السلف الصالح - رضوان الله عليهم - آيةً في حسن الخلق ، فينبغي على طلبة العلم أن يسفيدوا من علمهم حسن الخلق ، و أن يكونوا قرآناً يمشي بين الناس ، يراهم الناس فيقولون : هكذا العلم. فينبغي أنه إذا رأى الإنسانً طالبَ العلم ، أن يقول لأبنائه : كونوا مثل هذا. كما كان السلف الصالح - رضوان الله عليهم -"(2)اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) : ((طبقات الحنابلة)) لابن أبي يعلى (106/1-الفقي) ، و ((الفروع)) لابن مفلح (8/7-الرسالة) ، و (( الآداب الشرعية)) له (201/3).(الناشر)
(2) : ((العِلّمُ وَسَائِلُهُ و ثَمَارَتُهُ)) (ص 47-48-49).

رد مع اقتباس