عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 Sep 2015, 06:50 AM
أبوأمامه محمد يانس أبوأمامه محمد يانس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 372
افتراضي

بارك الله فيك أخي يوسف مقال ماتع نافع

و أود مشاركتك في هذا الخير أخي أبا عبد البر لأنني كنت بصدد كتابة شيء في هذا تحت عنوان:

''القول المنصور في بيان معنى الحج المبرور'' فعذرا

بالنسبة لما تفضلتم به أخي الكريم من ذكر معنى الحج المبرور فهو غالب ما قاله العلماء في معناه إلا أن أهل الإشارة (الصوفية) قالوا أن الحج المبرور هو الذي لم يتعقبه معصية وبه يقول كثير من المتأخرين ، قال الغزالي:عَلَامَةُ الْحَجِّ المبرور أن يعود زاهداً في الدنيا رَاغِبًا فِي الْآخِرَةِ مُتَأَهِّبًا لِلِقَاءِ رَبِّ الْبَيْتِ بَعْدَ لِقَاءِ الْبَيْتِ '' إحياء علوم الدين (1/261)
وعقب على قولهم هذا ابن العربي المالكي رحمه الله كما في القبس في شرح موطأ مالك ابن أنس (1/562) بقوله: :''أما الحج المبرور فقال علماؤنا: هو الذي لا رفث فيه ولا فسوق مع الصيانة من سائر المعاصي. وقال أهل الإشارة: الحج المبرور هو الذي لم يتعقبه معصية ، والأول أرفق بالخلق وأظهر عند الفقهاء والسلف''

لكن الأقرب إلى الصواب في هذا كله ما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله كما في الفتح

تحت باب فضل الحج المبرور (3/382) :

''قَالَ بن خَالَوَيْهِ الْمَبْرُورُ الْمَقْبُولُ وَقَالَ غَيْرُهُ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ مِنَ الْإِثْمِ وَرَجَّحَهُ النَّوَوِيُّ وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ الْأَقْوَالُ الَّتِي ذُكِرَتْ فِي تَفْسِيرِهِ مُتَقَارِبَةُ الْمَعْنَى وَهِيَ أَنَّهُ الْحَجُّ الَّذِي وُفِّيَتْ أَحْكَامُهُ وَوَقَعَ مَوْقِعًا لِمَا طُلِبَ مِنَ الْمُكَلَّفِ عَلَى الْوَجْهِ الْأَكْمَلِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي ذَلِكَ أَقْوَالٌ أُخَرُ مَعَ مَبَاحِثِ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ فِي بَاب مَنْ قَالَ إِنَّ الْإِيمَانَ هُوَ الْعَمَلُ مِنْ كِتَابِ الْإِيمَانِ مِنْهَا أَنَّهُ يَظْهَرُ بِآخِرِهِ فَإِنْ رَجَعَ خَيْرًا مِمَّا كَانَ عُرِفَ أَنَّهُ مَبْرُورٌ وَلِأَحْمَدَ وَالْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بِرُّ الْحَجِّ قَالَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ فَلَوْ ثَبَتَ لَكَانَ هُوَ الْمُتَعَيَّنُ دُونَ غَيْرِهِ ''

وقوله: وَلِأَحْمَدَ وَالْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بِرُّ الْحَجِّ قَالَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ فَلَوْ ثَبَتَ لَكَانَ هُوَ الْمُتَعَيَّنُ دُونَ غَيْرِهِ

فقد ثبت الحديث بلفظ

"الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة".
قيل: وما بِرُّه؟ قال:
"إطعامُ الطعامِ، وطيبُ الكلامِ"
.
قال العلامة الألباني رحمه الله :[صحيح لغيره] رواه أحمد، والطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن، وابن خزيمة في "صحيحه"، والبيهقي، والحاكم مختصراً، وقال: "صحيح الإسناد
وفي رواية لأحمد والبيهقي: "إطعام الطعام، وإفشاء السلام)، ولم أوردها لأنها ضعيفة

صحيح الترغيب والترهيب حديث رقم 1104

فالحج المبرور :إطعام الطعام وطيب الكلام كما صح بذلك الحديث وهو المتعين كما قال الحافظ رحمه الله



والعلم عند الله

رد مع اقتباس