عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 15 May 2017, 11:13 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصبه ومن ولاه وبعد:
لقد سبق وأن كتبت في مجموعة عندنا كلمات بمناسبة نيل أحد إخواننا شهادة الدكتوراة وأرى أن من المناسب أن أوجهها للأخ عبد القادر لتشابه المقام فأقول:
الحمد لله على ما مَنَّ به على أخينا عبد القادر من إتمام دراسته الأكاديمية ونيله لشهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية فالحمد لله أولا وآخرا على ذلك، وثانيا أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيه وأن ينفع بعلمه وأن يحفظه من كل مكروه عموما ومن العين والحسد خصوصا فإن كل ذي نعمة محسود، فهنيئا لك أخي عبد القادر هذا المستوى الذي بلغته وأسأل الله لك المزيد من فضله إنه ولي ذلك والقادر عليه.*
وحتى لا أفوت هذه الفرصة أقول لأخي عبد القادر حفظه الله ولكل طالب علم مَنَّ الله عليه بنصيب منه:
- أن طالب العلم لا ينبغي أن يتوقف معه عند حد، ولا يكتفي منه بمقدار محدد، فتحصيل الشهادة لا يعني أن يُكتفى بها عن الاستزادة، فإن الله قال سبحانه وتعالى:" وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" سورة طه من الآية 114. ولأجل هذا أثر عن السلف ما أثر عنهم من استزادة من العلم وعدم الشبع منه قَالَ الْبَغَوِيُّ عَنْ أَحْمَدَ: أَنَا أَطْلُبُ الْعِلْمَ إلَى أَنْ أَدْخُلَ الْقَبْرَ وَقَالَ صَالِحٌ رَأَى رَجُلٌ مَعَ أَبِي مِحْبَرَةً فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ هَذَا الْمَبْلَغَ وَأَنْتَ إمَامُ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ مَعِي الْمِحْبَرَةُ إلَى الْمَقْبَرَةِ.
- أن العلم لابد أن يظهر على صاحبه في عمله وسمته وهديه وخلقه وشأنه كله، فعلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر، فلذلك أنصح نفسي وإخواني طلبة العلم أن يعملوا بعلمهم وأن لا ينفروا الناس منه بمخالفة ما يدعونهم إليه، فإن الأعمال دليل على صحة الأقوال، فإذا ترك القائل العمل بقوله شك الناس في صحته وصدقه.
- أن يدعو إلى العلم الذي تعلمه، وأن يُعَلِّمَ كل من طلب التعلم على يديه على قدر استطاعته، لأن التعليم ضريبة العلم التي يجب على صاحبه أن يدفعها، وزكاة الفقه التي يُلزم بأدائها، كما قال الله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)" سورة البقرة، وقال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)" سورة البقرة، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" من كَتَمَ عِلْمًا تلجَّم بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ القيامة" رواه ابن حبان وصححه العلامة الألباني رحمه الله في التعليقات الحسان، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كَتَمَ عِلْمًا ألجمهُ اللَّهُ يَوْمَ القيامة بلجام من نار" رواه ابن حبان أيضا وقال الألباني رحمه الله في التعليقات الحسان حسن صحيح.
لكن على أن لا يتكلم إلا بعلم ولا يخوض فيما لا يعلم فإنه محاسب على ما يقوله ومؤاخذ بما يتكلم به وليعلم أن العجلة في هذا الباب تعود على صاحبها بالشر والعذاب.
وأخيرا أعود فأقول: أسأل الله أن يبارك في أخينا عبد القادر وأن يزيده من فضله وأن يحفظه من شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته فإن بقاء العلم ببقاء الدعاة إليه وأهل الحرص على تبليغه، فاللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تحفظ العلم الذي عمرت به صدره بحفظه في نفسه وعقله وذاته وكل ما له صلة به آمين والحمد لله رب العالمين.
وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان.

رد مع اقتباس