عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03 Jun 2018, 11:16 PM
محمد بن شريف التلمساني محمد بن شريف التلمساني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 63
افتراضي تهذيب {نصيحة و ذكرى لكل من يتكلم باسم السلفية}

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه و أتباعه إلى يوم الدين, أما بعد:

فهذا تهذيبٌ لنصية الشيخ العلامة حامل لواء الجرح و التعديل في هذا العصر ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله و أطال في عمره و هي الموسومة بــ(نصيحة و ذكرى لكل من يتكلم باسم السلَفية), و في الحقيقة هي ردٌ على تأصيلات و ضلالات علي الحلبي, فأحببت أن أختصرها و أنشرها لأن من يقرئها و يتمعن في مضمونها يعلم ما يقع في الساحة الدعوية في بلادنا و غيرها هو جراء هذه التأصيلات و الدعوات المغرية, فنسأل الله أن تكون ذكرى لم أراد الذكرى, و تبصرتًا لمن عمى قلبه عن إبصار الحق و اتبع هواه فكان أمره فرطا.

_قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه.
أما بعد:


فهذه نصيحة و ذكرى لكل من يتكلم باسم السلفية, و لكنه عند الامتحان و عندما توجَه إلى كبدهَا الرِماح و السهامُ من المكر و أهل الفتن و الشغب, لا نجدهُ من جنودها, و لا من المناضلينَ عنها, و نجدُ منه العجائب و الغرائب.
لقد ظهر من أدعياء السلفية المتربصين بها و بأهلها من المواقف و الأعمال المضادة للسلفية و منهجها و أصولها ما تشيب له النواصي.

_من تلك المواقف:

- الحرب الفاجرة الظالمة لأهل السنة و تشويههم.
- اختراع أصول مضادة لأصول أهل السنة و منهجهم مثل:
المنهج الواسع الأفيح الذي يسع أهل السنة, و يسع الأمة كلها.
و لكنه يضيق بأهل السنة و بمنهجهم و أصولهم.
- و منهج الموزنات

و للتملص من الحق و الثبات على الباطل أنشأوا:

- قاعدة: لا يلزمني
- و قاعدة: لم يقنعني
- و الحرب على أصل الجرح المفسر
و هذه الأصول صارت منابع لفتن كقطع الليل المظلم.
يرافق كل هذه البلايا استكبار و عناد و مكابرات تجاه من ينصحهم و يبين انحرافاتهم و خططهم, و مع هذه الرزايا و البلايا و غيرها نجد من يزكيهم و يحكم لهم بأنهم من أهل السنة.
وهاك حديثٌ من الأحاديث النبوية أذكّْر به هؤلاء القوم لعلهم يتذكرون, و عن ما هم فيه يزدجرون:

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما, عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((و الذي نفسي بيده لتأمرنَّ بالمعروف, و لتنهونَّ عن المنكر, أو ليوشكنَّ الله أن يبعثَ عليكم عقاباً منه ثمَّ تدعونه فلا يستجاب لكم)), أخرجه الترمذي(2169), و قال حديث حسن, لكن في إسناده ضعف.

و في هذا الحديث و غيره بيان من رسول الله صلى الله عليه و سلم لخطورة المنكرات من بدع و معاصي, و خطورتها و سوء عواقبها لا تقتصر على مرتكبيها, و إنما تتناول من يداهن أهلها و يجاملهم.
و عن النّعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((مثل المداهن في حدود الله و الواقع فيها مثل قومٍ استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها و صار بعضهم في أعلاها, فكان الذي في أسفلها يمُّرون بالماء على الّذين في أعلاها فتأذَّوا به فأخذ فأسا فجعل ينقرُ أسفل السَّفينة فأتوه فقالوا ما لك؟ قال: تأذَّيتم بي, و لابدَّ لي من الماء, فإن أخذوا على يدَيهِ أنجوهُ و نجَّوا أنفسهم, و إن تركوه أهلكوهُ و أهلكوا أنفسهم)), أخرجه البخاري(2686).

- المدهن: هو الذي يرى و يسمع المنكرات من البدع و غيرها فلا ينكرها, بل يداهن الواقعين فيها, و مرتكبيها و المدافعين عنها, فكيف به إذا تجاوز كل ذلك إلى خذلانِ من ينكرها, و إيهام الناس أنهم ليسوا على حق, و مخالفون للمنهج الصحيح.
تلك المواقف التي تشجع مرتكبي هذه المنكرات على التمادي في ضلالهم, و تدفع ضعفاء النفوس إلى حسن الظن بهم, و إلى الارتماء في أحضانهم و مناصرتُهم و الذب عنهم, الأمور التي صرفت كثيرا من الناس عن منهج السلف الصالح في كثير من البلدان.
فعلى هذا الصنف أن يتقوا الله, و أن يعيدوا النظر في مواقفهم بجد و إخلاص, و أن يدركوا ما يترتب على مواقفهم من آثار خطيرة سوف يسألون عنها أمام الله عز وجل يوم لا تغني نفسٌ عن نفسٍ شيأ.
و عليهم أن يعدوا النظر في بطانتهم بجد, فإن الأمر خطير.

و أذكرهم بقول الله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }(الزخرف:67).
و أذكرهم بقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }(النساء:135).

و بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((الدِّين النصيحة الدِّين النَّصيحة))ثلاثا, قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامَّتهم)).
و أقول لهم كما قال جرير: و رب هذا المسجد, إني لكم لناصحٌ أمين.
بل أقول: و رب السماء و الأرض, إني لهم لناصح.
و من نصيحة لهم: أن يدرسوا منهج السلف الصالح من مصادره, و يلتزموه و يطبقوه على أنفسهم و غيرهم.

أسأل الله أن يبصر هؤلاء بما جهلوه و أخطأوا فيه أو تعمدوه.
و صلى الله على نبيناَ محمد و على آله و صحبه و سلم.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
(9/2/1432)
إختصره
أبو إبراهيم محمد بن شريف التلمساني
18 رمضان 1439 هجرية

رد مع اقتباس