عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 26 Mar 2014, 12:54 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)"
1- "بعوضةً" في نصبها أربعة أوجه:
الأول: تكون "ما" زائدة، و"بعوضةً" بدلا من "مثلًا".
الثاني: أنها نعت لـ "ما" و"ما" بدل من قوله: "مثلًا" قاله الفراء والزجاج وثعلب.
الثالث: أنها نصبت على تقدير الجارِّ، بحذف "بين" قاله الكسائي والفراء وأنكره ثعلب، قال أعرابي من بني سليم:
يا أحسنَ الناسِ ما قرنًا إلى قدَمِ *** ولا حِبالَ مُحِبٍّ واصلٍ تَصِلُ
أراد: ما بين قرنٍ، فلما أسقط "بين" نصب.
الرابع: أن يكون "يضرب" بمعنى يجعل، فتكون "بعوضةً" المفعول الثاني.
قلت: وكلها أوجه صحيحة، وأقواها الأول ثم الثاني.
2- لغة بني تميم وبني عامر في "أمَّا": أَيْمَا، يبدلون من إحدى الميمين ياءً كراهية التضعيف، قال عمر بن أبي ربيعة:
رأتْ رجلا أيْما الشمسُ عارَضَتْ *** فيَضْحى وأيْما بالعَشِيِّ فيَخْصَرُ
وفي ديوانه: "أمَّا" في الموضعين، وحكى الخلاف في ذلك البغدادي في "خزانة العرب".
ومعنى: "الشمس عارضت": ارتفاعها حيال الرأس، و"يضحى": يعرَق، و"يخصَر": يؤلمه البرد في أطرافه.
3- وزعم ابن الأعرابي أنه لم يسمع في كلام الجاهلية ولا في شعرهم : فاسق، وقد ذكر ابن الأنباري في"الزاهر" قول الشاعر وينسب لرؤبة والعجاج:
يَهوين في نجْدٍ وغَوْرا غائرا *** فواسقا عن قَصْدهم جوائرا
فائدة:
و"الفسق" في عرف استعمال الشرع: الخروج من طاعة الله عزَّ وجلَّ، فقد يقع على من خرج بكفر، وعلى من خرج بعصيان.


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 26 Mar 2014 الساعة 04:21 PM
رد مع اقتباس