عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 10 Mar 2014, 11:01 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19)"
1- قوله تعالى : "أو كصيب من السماء"، قال الطبري: " أو " بمعنى الواو، وقاله الفراء.
وأنشد لتوبة بن الحميِّر الخفاجي:
وقد زعمت ليلى بأنِّي فاجر *** لنفسي تُقَاها أو عليها فجورها
وقال جرير:
نال الخلافةَ أو كانت له قدَرا *** كما أتى ربَّه موسى على قدَرِ

أي: وكانت.
2- والصيب: المطر.واشتقاقه من صاب يصوب إذا نزل، قال علقمة بن عَبَدَة الفحل:
فلا تعْدلي بيني وبين مُغَمَّرِ *** سقتكِ روايا المُزْن حيثُ تَصُوبُ

وأصله: صيوب، اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت، كما فعلوا في ميت وسيد وهين ولين.
وقال بعض الكوفيين: أصله صويب على مثال فعيل. قال النحاس: لو كان كما قالوا لما جاز إدغامه، كما لا يجوز إدغام طويل.وجمع صيب صيايب.
3- قوله تعالى: " من السماء " السماء تذكر وتؤنث، وتجمع على أسمية وسموات وسُمِيّ، على فُعُول، قال العجاج:
تلفه الأرواحُ والسمي *** في دفء أرطاة لها حنِيٌّ
4- والسماء: كل ما علاك فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت: سماء.والسماء: المطر، سمي به لنزوله من السماء.قال حسان بن ثابت:
ديار من بني الحَسْحَاس قَفْر *** تُعفِّيها الرَّوامِسُ والسماءُ
والروامس: الرياح التي تثير التراب وتدفن الآثار.
وقال معاوية بن مالك:
إذا سقط السماءُ بأرض قوم *** رَعَيْناهُ وإن كانوا غِضابا

ويسمى الطين والكلأ أيضا سماء، يقال: ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم.يريدون الكلأ والطين. ويقال لظهر الفرس أيضا سماء لعلوه، وينسب لطفيل الغنوي:
وأحمرَ كالدِّيباج أما سماؤُه *** فرَيَّا وأما أرضه فمُحُولُ
والسماء: ما علا.والأرض: ما سفل، على ما تقدم.
5- الرعد: اسم الصوت المسموع، وقاله علي رضي الله عنه، وهو المعلوم في لغة العرب، وقد قال لبيد في جاهليته:
فجَّعني الرعدُ والصواعقُ بالــ *** ـفارس يوم الكريهة النَّجُدِ
ورعد الرجل وبرق: تهدد وأوعد، قال عمرو ابن أحمر بن العمرَّد، أبو الخطاب الباهلي:
يا جلَّ ما بعُدت عليك بلادُنا *** وطِلابُنا فابْرُق بأرضك وارعُدِ
وحكى أبو عبيدة وأبو عمرو: أرعدت السماء وأبرقت، وأرعد الرجل وأبرق إذا تهدد وأوعد، وأنكره الأصمعي.واحتج عليه بقول الكميت بن يزيد الكوفي (ت:216هـ):
أبرِقْ وأرعِد يا يزيــــ *** ـــــــدُ فما وعيدك لي بِضائر
فقال: ليس الكميت بحجة.
وقرأ الحسن: من " الصواقع " بتقديم القاف، ومنه قول أبي النَّجم الفضل بن قدامة العِجلي:
يحكون بالمصقولة القواطعِ *** تشَقُّقُ البرقِ عن الصَّوَاقعِ
قال النحاس: وهي لغة تميم وبعض بني ربيعة.
ويقال: صعق الرجل صعقة وتصعاقا، أي غشي عليه، وفي قوله تعالى: "وخرَّ موسى صعقا" [ الأعراف: 143 ] فأصعقه غيره.قال ابن مقبل:
ترى النُّعَرات الزُّرْقَ تحت لَبانِه *** أُحادَ ومثنى أصعقتها صواهِلُهْ

وقوله تعالى: " فصعق من في السموات ومن في الأرض " [ الزمر: 68 ] أي مات.
6- قول: "حذر الموت" حذَرَ وحِذَار بمعنى، وقرئ بهما.قال سيبويه: هو منصوب،لأنه موقوع له أي مفعول من أجله، وحقيقته أنه مصدر، وأنشد سيبويه لحاتم الطائي:
وأغفِرُ عوراءَ الكريم ادِّخَارَهْ *** وأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا
وفي ديوانه: وأُصفِح بدل: وأعرض.
وقال الفراء: هو منصوب على التمييز والموت: ضد الحياة. وقد مات يموت، ويَمَاتُ أيضا، قال الراجز:
بُنَيَّتِي سَيِّدَةُ البَنَاتِ *** عِيشِي ولا يُؤْمَنُ أَنْ تَمَاتِي
فهو ميِّت وميْت، وقوم موتى وأموات وميِّتون وميْتون.وأماته الله وموَّته، شدد للمبالغة.وقال الشاعر:
فعُرْوَةُ مات موتا مُستريحا *** فها أنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يومِ
والمستميت للامر: المسترسل له، قال رؤبة:
وزبد البحر له كَتِيتُ *** والليل فوق الماء مستميتُ
والكتيت: صوت البكر، وهو فوق الكشيش.
7- قوله تعالى: "والله محيط بالكافرين" ابتداء وخبر، أي لا يفوتونه. يقال: أحاط السلطان بفلان إذا أخذه أخذا حاصرا من كل جهة، قال الشاعر:
أحطنا بهم حتى إذا ما تيقَّنوا *** بما قد رأوا مالوا جميعا إلى السِّلْمِ
ومنه قول تعالى: " وأحيط بثمره " [ الكهف: 42 ].وأصله محيط، نقلت حركة الياء إلى الحاء فسكنت.

رد مع اقتباس