09 Mar 2014, 10:18 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
|
|
قوله تعالى: "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلمآ أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون (17) "صم بكم عمى فهم لا يرجعون (18)"
1- قوله تعالى: "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا" فمثلهم رفع بالابتداء والخبر في الكاف، فهي اسم، كما هي في قول الأعشى:
أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط *** كالطَّعْن يذهبُ فيه الزيتُ والفُتُلُ وقول أمرئ القيس بن حجر الكندي – الملك الضليل ذي القروح -:
ورُحنا بِكابن الماء يجنُب وسْطَنا *** تصَوَّب فيه العينُ طورا وترتقي أراد: مثل الطعن، وبمثل ابن الماء، وقد مضى شرح هذا البيت.
2- قوله: " الذي " يقع للواحد والجمع، قال ابن الشجري هبة الله بن علي (ت:542هـ): ومن العرب من يأتي بالجمع بلفظ الواحد، كما قال الأشهب بن رُمَيْلة:
وإن الذي حانَتْ بفَلْجٍ دماؤهم *** همُ القوم كلُّ القوم يا أمَّ خالدِ 3- واستوقد بمعنى: أوقد، مثل استجاب بمعنى أجاب، فالسين والتاء زائدتان، قاله الأخفش في"معاني القرآن"، ومنه قول كعب بن سعد الغنوي:
وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النَّدى *** فلم يستجبْه عند ذاك مجيبُ أي: يُجِبْه.
4- وضاءت وأضاءت لغتان، يقال: ضاء القمر يضُوء ضوءا وأضاء يضيء، يكون لازما ومتعديا، وقرأ محمد بن السميقع: ضاءت بغير ألف، والعامة بالألف، قال أبو الطماح القيني وينسب للقيط بن زرارة:
أضاءت لهم أحسابُهم ووجوهُهم *** دجَى الليل حتى نظَّم الجزْع ثاقبُه
*** 5- وفي قراءة عبد الله ابن مسعود وحفصة: "صمًّا بكمًا عميًا"، فيجوز النصب على الذم، كما قال تعالى: " ملعونين أينما ثقفوا " [ الأحزاب: 61 ]، وكما قال: " وامرأته حمالةَ الحطب " [ المسد: 4 ]، وكما قال عروة بن الورد:
سقَوْني الخمرَ ثم تكنَّفُوني *** عُداةَ الله من كذِب وزُورِ فنصب: " عداةَ الله " على الذم.
6- ويقال: رجل أبكم وبكيم، أي: أخرس بين الخَرَس والبَكَم، قال الشاعر:
فليت لساني كان نِصفين منهما *** بَكيمً ونصف عند مَجْرى الكواكبِ
وليس الغرض نفي الإدراكات عن حواسهم جملة، وإنما الغرض نفيها من جهة ما، تقول: فلان أصم عن الخَنا.ولقد أحسن الشاعر حيث قال:
*** أصمُّ عمَّا ساءَه سَميعُ *** وقال آخر:
وعوراءُ الكلامِ صمَمْتُ عنها *** ولو أنِّي أشاءُ بها سميعُ وقال الدارمي ربيعة بن عامر الملقب بـ: المسكين (ت:89هـ):
أعْمى إذا ما جارتي خرجت *** حتَّى يواري جارتي الجَدْرُ ويروى: أغضى بدل أعمى، والخِدر بدل الجَدر.
وقال بعضهم في وصاته لرجل يكثر الدخول على الملوك:
أدخل إذا ما دخلت أعمى *** وأخرج إذا ما خرجت أخرس وقال قتادة: " صُمٌّ " عن استماع الحق، " بُكْمٌ " عن التكلم به، " عُمْيٌ " عن الإبصار له.
|