عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 27 Feb 2014, 10:47 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15)"


1- قوله تعالى: "الله يستهزئ بهم": أي ينتقم منهم ويعاقبهم، ويسخر بهم ويجازيهم على استهزائهم، فسمى العقوبة باسم الذنب، هذا قول الجمهور من العلماء، والعرب تستعمل ذلك كثيرا في كلامهم، من ذلك قول عمرو بن كلثوم:

ألا لا يَجْهَلَنْ أحدٌ علينا *** فنجهلَ فوق جهلِ الجاهلينا

فسمى انتصاره جهلا، والجهل لا يفتخر به ذو عقل، وإنما قال ليزدوج الكلام فيكون أخف على اللسان من المخالفة بينهما.


***************

قوله تعالى:"أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)"
1- و"اشتروا": من الشراء، والشراء هنا مستعار والمعنى استحبوا الكفر على الإيمان، كما قال: " فاستحبوا العمى على الهدى " [ فصلت: 17 ] فعبر عنه بالشراء، لأن الشراء إنما يكون فيما يحبه مشتريه.
فأما أن يكون معنى شراء المعاوضة فلا، لأن المنافقين لم يكونوا مؤمنين فيبيعون إيمانهم، وقال ابن عباس: "أخذوا الضلالة وتركوا الهدى"، ومعناه استبدلوا واختاروا الكفر على الإيمان، وإنما أخرجه بلفظ الشراء توسعا، لـأن الشراء والتجارة راجعان إلى الاستبدال، والعرب تستعمل ذلك في كل من استبدل شيئا بشئ، قال أبو ذؤيب خويلد بن خالد بن محرِّث الشاعر الجاهلي الإسلامي:

فإن تزعُميني كنت أجهلُ فيكم *** فإني شريت الحِلم بعدكِ بالجهل

2- قوله تعالى: "فما ربحت تجارتهم" أسند تعالى الرِّبح إلى التجارة على عادة العرب في قولهم: ربح بيعك، وخسرت صفقتك، وقولهم: ليل قائم، ونهار صائم، والمعنى: ربحت وخسرت في بيعك، وقمت في ليلك وصمت في نهارك، أي فما ربحوا في تجارتهم.وقال الشاعر:

نهارك هائمُ وليلك نائمُ *** كذلك في الدنيا تعيش البهائمُ

رد مع اقتباس