عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19 May 2019, 05:25 PM
أبو سلَمة يوسف عسكري أبو سلَمة يوسف عسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 33
افتراضي المِعْيَارُ فِي بَيَانِ سَرِقَاتِ أَزْهَرٍ بِمِيزَانِ الخُنْفُشَارِ


الحمد لله القائل وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) [الفرقان]
والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد القائل:إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا البخاري (3475)، ومسلم (1688)
وعلى آله وصحبه الغُرِّ الميامين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، أما بعد؛

فإنَّه لا يكاد يخفى على كل من كان مُتتبِّعا مجريات الفتنة التي حلت ببلادنا الجزائر الطيبة -طيب الله ثراها- ركوبُ أهل التفريق موجة تشويه صورة العلماء وطلبة العلم وصرف الشباب عنهم، حيث استعملوا في ذلك أساليبَ عدة وقواعدَ باطلة وأدواتٍ متنوعة، ولعل من أبرز الأدوات المستعملة في خضمِّها تجنيد الأبواق -بحقٍّ- واستئجارها، ومباركة جهودها، وفي هذا دليل واضح على ضعف الحجَّة وغياب المحجَّة، وإلا لما لجُئ إلى استئجار هاته الأبواق، إذ الأحْرى أن يُستمع إلى رؤوس التفريق إن هي تكلمت بالأدلة، فليست النائحةُ الثَّكْلى كالمستأجرة.

ومن الأبواق التي كان لها الحظُّ الأوفرُ والنَّصيبُ الأكبرُ في ذلك: الخنفشار عمار، الذي كان خاملًا لا يُذكر حتى في بيته، أما الآن فقد وجدَ لنفسه مهمَّة قذرة؛ حيث إنه ما برح يكتب الكتابات المطوَّلة والقصيرة بسيفه المفلول وشبهاته الضئيلة فيما سمَّاه "سرقات علمية" وهو غير ضابطٍ معناها ولا مدركٍ حقيقتها ولا محكمٍ بابها، فلهذا اعتدى في هذا المقام ابتداءً باستخراج ما لا يدخل في السرقات العلمية في كثير من الأحيان، ثم بَنَى على ذلك لينتقِص مشايخ الإصلاح ويقلِّل من شأنهم -وأنَّى له ذلك-، ولو أنه صدقَ نفسه لعلم أنْ ليس له بعمله هذا إلا حيازة السَّبق وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ مسلم (1017)

وإنه لما كان الخنفشار على الوصف الذي ذكرتُ كان لزاما علينا امتحانه ليُرى صدق فعله وصحة مذهبه من عدم ذلك، وإن كنا على يقين أنه صاحب فعل غير سليم وذو مذهب سقيم، لأن المعهود عنه وعن أمثاله غض الطرف عن أخطاء مشايخه والدفاع عنهم بالباطل دفاع المريد عن شيخه، فهم المتفنِّنون في الكيل بمكيالين، الناظرون بعين الرضا الكليلة عن كل عيب، وقد أجرى له أخي الفاضل الحبيب فتحي إدريس امتحانًا بخصوص بعض سرقات –على حسب مفهوم الخنفشار- شيخه جمعة وألزمه الزامات موفَّقة فأنكس رأسه ولم يُجب، ثم عاند ولم يتُب. (الرابط: https://bit.ly/2Hw9q1T)

ولمَّا لم يراعِ الخنفشار أي مصلحةٍ بفعلته تلك، حيث إنه في الحقيقة أساء إلى مشايخه أيما إساءةً من حيث أراد الإحسان إليهم، وجلب عليهم الويلات -شعر أم لم يشعر-، وفي مقدِّمة مشايخه: داعية الفساد والفرقة، المشغّب المشوش –كما لقبه العلامة الجابري حفظه الله-: أزهر سنيقرة المبارك جهودَ الخنفشار، إذ قال في تعليق له على مقاله"تنبيهات هامة في كتابات الدكتور بوشامة (الحلقة الرابعة) ": (نفع الله بك أخي عبد المؤمن وجزاك الله خيرا على الأدب في الرد والموضوعية في الطرح، أصلح الله المردود عليه ومن على شاكلته من المتشبعين بما لم يُعطوا)

وسيقف القارئ الكريم على الذي تشبَّع بما لم يُعط حقيقة، فإذا كان الشيخ رضا بوشامة وفقه الله ينقل كلاما مجرَّدا عن الأئمة الأعلام من أهل السنة دون إحالة؛ فإن أزهر ينقل في كثيرٍ من المواطن عن المجهولين وأهل البدعة والمواقع الإلكترونية، وإذا كانت أكثر المواطن التي أُوخذ عليها الشيخ رضا مصدرها خطب منبرية ألقاها الشيخ في زمن مضى ونبَّه أنْ ليس له إلا الجمع والترتيب، فإن أزهر ينسب جهود غيره –في بحث المسائل والترجيح فيها- إلى نفسه وفي مقالات محرَّرة يكون الكاتب فيها أحرص على الإحالة والعزو والتحقيق، وحسبك هذا التفاوت بينهم.

ولو أن الخنفشار كلَّف نفسه جهدًا يسيرًا وصرف بعض تعبه في مقالات مشايخه –كما فعل مع الشيخ رضا- لرأى العجب العُجاب، ولآثر سِترَ مشايخه بدل فضحهم، ولعلِم أن جلَّ النصوص التي استكثر بها في مقدمة حلقته الأولى في التنبيهات تشملهم من باب أولى، ولأدرك أن الشاملة وقوقل يصلح استعمالهما في عمرٍو من الناس كما صلُح استعمالهما في زيد.

والجدير بالتنبيه أني لم أستقصِ ما كتبه أزهر في كل مقالاته، إنما هي شذرات أردتُ بها إلزام الخنفشار ليس إلا.

إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها

وقد جاء أوان الشروع في ذكر المواضع التي أشرتُ إليها:

الموضع الأول:
هذا الموضع من أعجب ما سيقف عليه القارئ الكريم، حيث إنه مقتبس من ساعة إجابة إثر جواب أزهر على سؤال متعلِّقٍ بمسألة الائتمام بالمسبوق، والمستمع إلى جوابه يُخيَّل إليه أنه أجهد نفسه في تتبع كلام العلماء في المسألة ثم عزاها إلى مصادرها الأصلية ثم رجَّح بعد ذلك، وهو في الحقيقة نهب الجواب نهبًا وسَطَا عليه سطوًا من مقال عنوانه: (حكم الائتمام أو الاقتداء بالمسبوق) لشخص مجهول: أبو سعد البرازي، نُشر يوم 2010/01/18 م في منتديات أهل الحديث، التي يحذِّر منها أزهر نفسه.
رابط المقالة: https://goo.gl/H4Sz9k
رابط صوتية إجابة أزهر: https://goo.gl/aUeLuq

وإنك حين تقارن محتوى الصوتية بما في المقال ستلاحظ أن أزهرا يحاول في كل مرةٍ أن يضفي على جوابه هذا شيئًا من لمساته بإضافة بعض الكلمات الارتجالية لكن للأسف؛ شواهد الامتحان فضَّاحة.(https://www.youtube.com/watch?v=OcA1guZqrKA)

وتالله إنك لتعجب أشد العجب من حال أزهر الذي يدَّعي الوضوح والقوة المنهجية، ثم تجده ينقل عن شخص مجهولِ العين والحال من منتديات يحذِّر منها؛ دون أدنى إشارة إلى مصدر البحث وصاحبه، وازداد الأمر سوءًا أن نشر جوابه المسروق هذا في ساعة الإجابة عن الأسئلة التي يبلغ عدد المستمعين إليها على المباشر الألْف في الأحيان العادية، ناهيك عن عدد المستمعين إلى التسجيل فيما بعد !
فكيف يُؤتمن مثله ويؤخذ عنه الدين وهو غير آمن في نقله في مسائل تتعلق بأجلِّ عبادة يُتقرب بها إلى الله عزوجل ! وفي ساعة يقوم فيها بالفتوى والتوقيع عن رب العالمين ! اللهم سترك نرجو وعافيتك نسأل.
وهذا الموضع كافٍ شافٍ لإثبات من المتشبع بما لم يُعط حقيقة –لمن عقل-.

الموضع الثاني:
هذا الموضع أيضا من أعجب خرجات أزهر، وإن سمَّاه القارئ سرقةً علمية فقد صدق وما كذب، وأجاد وما عن الصواب حاد، خاصة إذا علم أنه نقلٌ دون إحالة عن المجاهيل وفي تقرير مسألة يحتاج فيها المرء الرجوع إلى أهل الشأن من الرَّاسخين الربَّانيين، والأدهى والأمَر أن يقول أزهر قبل نقل ما نقل: (المسألة ليست على إطلاقها وغير مسلم بها على هذا النحو الذي ذكرته، بل أخشى أن يكون هذا من طرح الشبه، لأنها إن ذكرت لا تذكر إلا بتفصيلها وإلا فإن الأصل فيها خلاف ما ذكرت، وخلاف فيها بين أئمة الحديث مشهور، أشهرها: ....) فالخلاف المشهور بين أئمة الحديث الذي عناه أزهر ليس هو الخلاف المدوَّن في بطون الكتب أو المتلقَّى من أفواه أئمة الشَّأن، إنما المنقول عن المجاهيل من ملتقى أهل الحديث دون إحالة، وبيان ذلك كما يلي:

كتب الأخ عبد الله بوزون مقالا في التصفية والتربية يوم 2017/11/18 تحت عنوان (شيخ رافضي "على رفْضِهِ وحُمْقِهِ صدوق") (الرابط: https://bit.ly/2HmWFYK)

فعلَّق عليه أزهر بعدما قدَّم بالكلام الآنف ذكره:
- أن رواية أهل البدع لا تقبل مطلقاً وذلك لأنهم إما كفار أو فسّاق بما ذهبوا إليه، وكل من الكافر والفاسق مردود الرواية وهذا القول مروي عن الإمام مالك (الكفاية ص 194 ، والمدخل للحاكم ص 96 ) وجزم به ابن الحاجب(مختصر ابن الحاجب 2/62-63). وأيّد هذا الرأي بأن في الرواية عن المبتدع ترويجاً لأمره وتنويهاً بذكره. وقد رد ابن الصلاح في (علوم الحديث ص 104) هذا الرأي وقال: إنه مباعد للشائع عن أئمة الحديث فإن كتبهم طافحة بالرواية عن المبتدعة.
- ومنهم من يرى التفصيل، فإن كانت البدعة صغرى قُبل وإلا فلا، وبهذا قال الذهبي معلّلاً بأنه لو ردت مرويات هذا النوع - يعني من كانت بدعته صغرى - لذهب جملة من الآثار النبوية وفيه مفسدة بيّنة؛ لأن هذا النوع كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق.

إلى غيرها من الأقوال فكان الأولى بك بيان هذا، أو على الأقل ذكر اختيار من رويت عنه القصة الذهبي رحمه الله، حتى لا يكون هذا ذريعة لأهل الأهواء من المميعة والمخذلة المصاحبين والمجالسين للمخالفين من أهل الأهواء كالخوارج

أقول: ما أروعها من نصيحة قدَّمها أزهر لصاحب المقال في خاتمة تعليقه لو كان ممتثلًا حقيقةً ما نصحه به، قال تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) [البقرة]
والحقيقة التي لا مفرَّ منها، والواقع الذي لا مناص عنه؛ أن تعليق أزهر نُقل من بحثٍ مطوَّل نُشر بمنتديات ملتقى أهل الحديث تحت عنوان: (رواية المبتدع بين التأصيل والإستعمال) بتاريخ 2010/05/18 لكاتبه المجهول: "أبو الحسين الحسيني" القائل:
أما بعد: فقد جاء هذا البحث نتيجة لتجاذب الأطراف المتنازعة في رواية المبتدع وهجر المبتدع والإعراض عنه؛ أما هجر المبتدع والإعراض عنه فليس هذا محل بحثنا الآن ، وإن كنت أجزم بالتفريق بين الرواية عنه وبين هجره ، ثم لما رأيت في الصحيحين بعض الرواة المتكلم فيهم من جهة البدعة زادني ذلك همة في إنشاء هذا البحث المتواضع فتوكلت على الذي لا يتوكل إلا عليه فشرعت به وأسميته " رواية المبتدع بين التأصيل والتنزيل أو قل بين التأصيل والاستعمال".
فأقول : قد اختلف العلماء في الرواية عن الراوي المبتدع كالمرجئ والقدري والخارجي وغيرهم: وفي الاحتجاج بما يروونه على أقوال:
الأول: يرى جمع من أهل العلم أن رواية أهل البدع لا تقبل مطلقاً وذلك لأنهم إما كفار أو فسّاق بما ذهبوا إليه، وكل من الكافر والفاسق مردود الرواية وهذا القول مروي عن الإمام مالك (الكفاية ص 194 ، والمدخل للحاكم ص 96 ) والقاضي أبي بكر الباقلاني(المستصفى 2/160), واختاره الآمدي(الأحكام 2/83 ، ومنتهى السول 1/80) وجزم به ابن الحاجب(مختصر ابن الحاجب 2/62-63). وأيّد هذا الرأي بأن في الرواية عن المبتدع ترويجاً لأمره وتنويهاً بذكره. وقد رد ابن الصلاح في (علوم الحديث ص 104) هذا الرأي وقال: إنه مباعد للشائع عن أئمة الحديث فإن كتبهم طافحة بالرواية عن المبتدعة.
القول الثاني: يرى بعض العلماء التفصيل، فإن كانت البدعة صغرى قُبل وإلا فلا، وبهذا قال الذهبي معلّلاً بأنه لو ردت مرويات هذا النوع - يعني من كانت بدعته صغرى - لذهب جملة من الآثار النبوية وفيه مفسدة بيّنة؛ لأن هذا النوع كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق ….

المصدر:https://bit.ly/2WNBFQ4

كما تلاحظ أيها القارئ اللبيب؛ فصاحب البحث أجهدَ نفسه وتوكل على الله في إعداد هذا البحث الذي وصفه بالمتواضع ثم يأتي أزهر فيأخذ جهد غيره وينسب إلى نفسه دون أدنى إحالة تُذكر، فبئسما فعلتَ يا أزهر!


وإنه لما كان أزهر شيخًا يُرجع إليه في مثل هاته المسائل التي ليس له فيها إلا الكلام في الأعراض بالتَّشفِّي وإعمال حظوظ النفس والتَّشهِّي، فقد نقل البوق بلال يونسي كلام أزهر وأفرده بمقال مستقِل دون أدنى تثبُّت أو ورع، ولا رجوع إلى المصدر الأصلي، والشيء من معدنه لا يستغرب، وهل تلد الحية إلا حويَّة!
المصدر: https://bit.ly/2VGUbx9

وهذا الموضع أيضا كافٍ شافٍ لإثبات من المتشبع بما لم يُعط حقيقة –لمن عقل-.

الموضع الثالث:
إن لواقفٍ على ما قاله الخنفشار في مقالته الأولى: (والشيء الأعظم، والخطر الأطم، أنهم لا يبالون من أين يأخذون، ومن أي بئر يغترفون، سواء وجدوها عند أهل السنة والأثر، أو عند أهل البدع والأهواء) يُخيَّل إليه أن الشيخ رضا ينقل عن المنحرفين من أهل البدع والأهواء ولا يبالي، فيأخذ عن الشعراوي وكلثومة وموقع إسلام واب وموقع مسلم وغيرها، والحقيقة أن هذا ديدن أزهر –أصلحه الله- الذي جمع بين السيِّئتين؛ السطو والنهب دون إحالة وعزو، والاعتماد في النقل على المنحرفين والمجاهيل، وأضاف إلى ذلك كونه كثير النقل من المواقع غير الموثوقة، واعتماده على قوقل في الفتوى والتَّوقيع عن رب العالمين فيما سمّاه ساعة إجابة، وفي هذا دليل على أنه لا يبذل أيَّ جهد في التحرِّي الرجوع إلى المصادر الأصلية، ولا يبعد أن يكون مصدر النُّقولات التي ينقلها النت أيضا، وبيان ذلك كما يلي:

قال أزهر –عفا الله عنه- في مقاله (التجارة التي لم تبور):
واختار الله لفظ «تجارة» دون غيرها من حركات الحياة كلِّها؛ لأنَّها تمثِّل جماع كلِّ حركات الحياة، فهذا يتحرَّك في ميدان لينفع نفسه وغيره، وغيره يعمل في ميدانٍ آخر فينفع نفسه وغيره، وهي أيضًا تحمل على الوساطة بين ما يعرف بالمنتفع والمستهلك، ولذلك حين أراد الله تعالى أن نستجيب لأذان الجمعة قال: ï´؟يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَï´¾ [الجمعة:9]، ولم يقل اتركوا الزِّراعة أو الصِّناعة أو التَّدريس مع أنَّها داخلة في عموم الأمر بالتَّرك، بل اختار من كافَّة حركات الحياة الكسبيَّة حركة البيع؛ لأنَّه أفضل ما في التِّجارة، وهي الجامعة لكلِّ حركات الحياة
المصدر: https://bit.ly/2w3dL7s

قال الشعراوي في الحاوي في تفسير القرآن الكريم عند تفسير الآية 45 من سورة يونس:
لأن التجارة تمثِّل جماع كل حركة الحياة؛ فهذا يتحرك في ميدان؛ لينفع نفسه، وينفع غيره، وغيره يعمل في ميدان آخر؛ فينفع نفسه، وينفع غيره.
وبهذا يتحقق نفع الإنسان من حركة نفسه وحركة غيره، وهو يستفيد من حركة غيره أكثر مما يستفيد من حركته هو، ومن مصلحة أي إنسان أن يحسِّن كل إنسان حركته؛ فيرتاح هو؛ لأن ما سوف يصل إليه من حركة الناس سيكون جيد الإتقان.
والتجارة تحمل أيضاً الوساطة بين المنتج والمستهلك.
ولذلك حين أراد الله سبحانه أن نستجيب لأذان الجمعة قال:
ياأيها الذين آمنوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الجمعة فاسعوا إلى ذِكْرِ الله وَذَرُواْ البيع ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [الجمعة: 9]
ولم يقل الله سبحانه: اتركوا الزراعة أو اتركوا الصناعة، أو اتركوا التدريس، بل اختار من كل حركات الحياة حركة البيع؛ لأن فيه تجارة، والتجارة هي الجامعة لكل حركات الحياة


أقول: وهذا الموضع -أيضا- كافٍ لمن عقل، فالخنفشار أقام ضجَّة لا نظير لها على من نقل دون عزو عن الأئمة الأعلام النبلاء، فلك أخي الكريم أن تتخيَّل صنيعه لو وقف على مثل هذا الموضع مما يدين الشيخ رضا أو الشيخ عزالدين أو غيرهما من مشايخ الإصلاح !

الموضع الرابع:
وهذا الموضع هو الآخر من أعجب ما سيقف عليه القارئ اللَّبيب؛ حيث إن أزهر ركَّب مقاله: الهدى والرَّشاد أساس خصال من جعله الله قدوة للعباد " (الرابط: https://bit.ly/2JnrKxE) من مواضع عدة -دون المقدمة-، فالجزء الثاني من المقال=الرَّشاد؛ نقل معظم أجزائه من مقال نشرته إحدى المواقع الإخبارية تحت عنوان "مفهوم الرَّشاد" (الرابط:https://bit.ly/2JJqrZk) لكاتبته: كلثومة دخوش، ويكفي لمن أراد أن يعرف حال صاحبة هذا المقال أن يكتب اسمها في موقع يوتوب ليرى من تجالس ومع من تحاضر ! فوا أسفاه على أزهر!

وقد عَزَا أزهر في موطن من مواطن مقاله إلى مقال كلثومة هاته، ليوهم القارئ أنه لم ينقل منه إلا الموطن المعزو، والحقيقة خلاف ذلك، فقد نهب المقال نهبًّا كليًّا وحلَّاه بتقديم وتأخير في بعض المواضع وإضافة بعض الكلمات، ليخرجه بالحلة التي خرج بها،
أما المواضع الأخرى من هذا الجزء فقد نقلها من موقع المعاني (الرابط: https://bit.ly/2QbF5tB) كما هو موضح هنا:

أما الجزء الأول من المقال=الهدى؛ فقد نقل فقرات عدةٍ من مقال نُشر بموقع إسلام ويب حيث قال:
الهدى من حيث اللُّغة، فإنَّ لفظ (الهدى) يفيد معنى الإرشاد والدَّلالة؛ يقال: هداه إلى الطَّريق وللطَّريق: أي أرشده ودلَّه إليه، والمسلم يطلب الهداية إلى الطَّريق المستقيم صباح مساء فيقول: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم»، أي: أرشدنا يا الله إلى طريق الحقِّ والصَّواب، ودلَّنا على ما فيه فلاحنا في الدُّنيا والآخرة.
قال ابن الأنباري: «أصل الهدى في كلام العرب: التَّوفيق»،
وقال ابن عطيَّة: «الهداية في اللُّغة: الإرشاد، لكنَّها تتصرَّف على وجوه، يعبِّر عنها المفسرون بغير لفظ الإرشاد، وكلُّها إذا تُؤمِّلت رجعت إليه»،
وقال الرَّاغب: «الهداية: دلالةٌ بلطف، ومنه الهديَّة، وخُصَّ ما كان دلالة بـ (هَدَيْت)، وما كان إعطاء بـ (أَهْدَيت)، نحو: أهديت الهديَّة، وهَدَيت إلى البيت» [«مفردات القرآن» (538)].

وهاته الفقرات منقولة من موقع إسلام ويب كما موضح في هذا الرابط: https://bit.ly/2wb2qCF

وللقارئ الآن أن يحكم على هذا الكوكتال العجيب!

الموضع الخامس:
قال أزهر سنيقرة في مقاله (فاتحة العام الجديد مع فاتحة الكتاب المجيد):
المحور الأوَّل: التَّعريف بالله تعالى، وذلك في قوله تعالى : الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين * الرَّحْمـنِ الرَّحِيم * مَـلِكِ يَوْمِ الدِّين، ونتيجة هذا المحور هي أنَّه إذا عرف الإنسان ربَّه اتَّجه إلى عبادته بالبداهة؛ لأنَّ البشر إنَّما خلقوا للعبادة، قال تعالى:وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون[الذاريات:56].
المحور الثاني: توجيه العبادة له وحده عزَّ وجلَّ وعدم الالتفات إلى ما سواه، وهذا المحور يتمثل في قوله تعالى : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين.
المحور الثالث: توضيح أنَّ العبادة أشمل من أن تكون مجرَّد شعائر وتتمثل في قوله تعالى: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين.

الرابط: https://bit.ly/2Q3Apps

وأصل الموضع المنقول مقالٌ نُشر بموقع عالم القرآن الكريم تحت عنوان: "عجائب وإحصاءات سورة الفاتحة" لكاتبه زاهر الزعيم (!)، فأزهر ينقل عن زاهر.
الرابط: https://bit.ly/2Ht14Z8
فإن تعذر فتح الرابط فيكفي زيارة هذا الموقع الذي نُقل إليه مقال زاهر الزعيم يوم 2007/04/23
الرابط: afly.co/4892


الموضع السادس:
قال أزهر سنيقرة في مقاله (التخلية قبل التحلية من أبز آثار الصيام)
فهي العبادة العمليَّة لتربية النَّفس وتزكيتها بتحليتها بالفضائل والمحاسن، والتَّحلية من أصول التَّربية، والَّتي لا تتحقَّق إلَّا بالتَّخلية؛ لأنَّ جناحي الإصلاح والتَّربية الصَّحيحة هما: «التَّخلية والتَّحلية»، ولابدَّ من التَّخلية قبل التَّحلية، فلا يكون العبد صادقًا متحلِّيًا بهذه الفضيلة إلَّا إذا تخلَّى عن الكذب، ولن يكون شجاعًا إلَّا إذا تخلَّص من الجبن، وصدق الله إذ يقول: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِالله فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ)[البقرة:265] فقد قدَّم الله الكفرَ بالطَّاغوت على الإيمان بالله، وهذا الَّذي تدلُّ عليه كلمة التَّوحيد «لا إله إلَّا الله
الرابط:https://bit.ly/2LMdgcF

هذا الموضع مقتبس من موقع "المسلم" ضمن سؤال بعنوان "التخلص من الطباع السيئة...التخلية قبل التحلية" قول المجيب همام عبد المعبود بتاريخ 25 المحرم 1426
اعلم أن جناحي الإصلاح والتربية الصحيحة، هما : التخلية والتحلية، ولا بد من التخلية قبل التحلية، فلن يتحول الإنسان عن الكذب حتى يتمسك بالصدق، ولن يتخلص الإنسان من الجبن إلا إذا صار شجاعاً، ولن يتم للمرء التخلص من صفة الخيانة إلا إذا صار أمينا، وقد صدق الله إذ يقول: "فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى "، فقد قدم الله الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله، ولعل هذا ما يفهم من قول: " لا إله إلا الله" فقد نفى الله سبحانه الألوهية عن كل أحد ثم أثبتها لله وحده
المصدر: http://almoslim.net/node/78982


الموضع السابع:
قال أزهر في (الابتلاء سنة كونية): فإذا التزم هذا المنهج وسار عليه انقلب البلاء في حقِّه إلى نعمة في الدُّنيا لما يناله من زيادة في الإيمان وثبات على الدِّين وفتح باب المناجاة ولذَّة العبادة وقوَّة الاتصال بربِّه والرَّجاء وحسن الظَّنِّ بالله وغير ذلك من أعمال القلوب ومقامات العبوديَّة، وفي الآخرة من تكفير للسَّيِّئات ورفع للدَّرجات.
قال وهب بن منبه: «لا يكون الرَّجل فقيهًا كامل الفقهِ حتَّى يَعُدُّ البلاءَ نعمة والرَّخاء مصيبة، وذلك أنَّ صاحب البلاء ينتظر الرَّخاء وصاحب الرَّخاء بنتظر البلاء، ولقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلاَءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِضِ»
المصدر:https://bit.ly/2HmFIOj

أقول: معظم أجزاء هذا المقال -على صغره- مأخوذة من مقال تحت عنوان: (نعمة الابتلاء) نُشر بموقع صيد الفوائد لكاتبه خالد سعود البليهد.
قال خالد سعود البليــهد في (نعمة الابتلاء):انقلب البلاء في حقه الى نعمة وفتح له باب المناجاة ولذة العبادة وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله وغير ذلك من أعمال القلوب ومقامات العبادة ما تعجز العبارة عن وصفة.
قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظرالرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء و قال رسول الله (: يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض)

المصدر: https://saaid.net/arabic/119.htm


الموضع الثامن:
قال أزهر في المصدر السابق: فالابتلاء لا بدَّ منه، إلاَّ أنَّ النَّاس حين نزوله بهم على ثلاثة أقسام:
الأوَّل: محرومٌ من الخير، يقابل البلاء بالتَّسخُّط وسوء الظَّنِّ بالله واتِّهام القدر.
الثَّاني: مُوَفَّق؛ يقابل البلاء بالصَّبر وحسن الظَّنِّ بالله.
الثَّالث: راضٍ؛ يقابل البلاء بالرِّضا والشُّكر وهو أمر زائد على الصَّبر.
ومن نعمة الله تعالى على عبده المؤمن أنَّ أمره كلَّه خيرٌ، فهو في نعمة وعافية في جميع أحواله؛ ولذا قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاء شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاء صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ![5].
فلا عجبَ إذا اقتضت حكمةُ الله اختصاص المؤمن غالبًا بنزول البلاء تعجيلاً لعقوبته في الدُّنيا ورفعًا لمنزلته
...

قال خالد سعود البليــهد في المصدر السابق: والناس حين نزول البلاء ثلاثة أقسام:
الأول: محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله واتهام القدر.
الثاني : موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله.
الثالث: راض يقابل البلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر.
والمؤمن كل أمره خير فهو في نعمة وعافية في جميع أحواله قال الرسول صلى الله عليه وسلم " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
واقتضت حكمة الله اختصاص المؤمن غالباً بنزول البلاء تعجيلاً لعقوبته في الدنيا أو رفعاً لمنزلته ...



الموضع التاسع:
قال أزهر المصدر السابق: فالواجب على العبد حين وقوع البلاء أمور منها:
- أنْ يتيقَّن أنَّ هذا من عند الله فيسلِّم الأمر له
ولا يعترض على قضائه وقدره.
- أن يلتزم الشَّرع ولا يخالف أمر الله فلا يتسخَّط ولا يسبُّ الدَّهر، ويلزم سنَّة النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -.
- أن يتَّخذ الأسباب النَّافعة الدَّافعة لأيِّ بلاء.
- الاستغفار والتَّوبة الصَّادقة

قال خالد سعود البليــهد في المصدر السابق: والواجب على العبد حين وقوع البلاء عدة أمور:
(1) أن يتيقن ان هذا من عند الله فيسلم الأمرله.
(2) أن يلتزم الشرع ولا يخالف أمر الله فلا يتسخط ولا يسب الدهر.
(3) أن يتعاطى الأسباب النافعة لدفع البلاء.
(4) أن يستغفر الله ويتوب إليه مما أحدث من الذنوب.



الموضع العاشر:
قال لزهر في مقاله (صُلحُ الحُدَيبِية... الفَتحُ المُبِينُ)
وفي يوم الاثنين من هِلال ذي القعدة من السَّنَة السَّادسة للهجرة خرج الرَّسول صلى الله عليه وسلم، يريد العمرةَ ومعه ألفٌ وأربعمائةٍ من الصَّحابة، وليس معهم إلاَّ سلاحَ السَّفر، فأَحْرَمُوا بالعُمْرَة من ذي الحُلَيْفَة، فلمَّا اقتربوا من مكَّةَ بلَغَهم أنَّ قريشًا جمعتِ الجموعَ لمقاتلتهم وصدِّهم عن البيت
المصدر: https://bit.ly/2w18rBN

نفس الكلام مأخوذ من مقال نُشر بموقع إسلام واب تحت عنوان: (صلح الحديبية وشروطه) بتاريخ 2002/04/15 كما هو موضح في الصورة (الرابط: https://bit.ly/2EeOlbs)


وختاما أقول:

هاته عشرة نُقُول عن المخالفين والمجاهيل والمواقع الإلكترونية أردتُ بها اختبار الخنفشار -ومن على شاكلته- ومن أزَّه وأقرَّه وبارك جهوده، ولعل فيما ذكرتُ كفايةً وغنيةً وحصولَ المقصود بإذن الله تعالى، فلْيأخذها من وقف عليها غضَّةً طريَّةً لا شطَطَ فيها ولا وكس، وسيتبين له –بإذن الله تعالى- من المتشبع بما لم يُعط حقيقة، ومن الذي بخس الناس أشياءهم، ومن الذي يصدق عليه وصف: 'لابس ثوبي زور'، فهذا الذي يقتضيه الانصاف والكيل بمكيال واحد، وقد قال تعالى:يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ، وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى، وَاتَّقُوا اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(8)

وإنَّنا والله في زمان لا تنقضي فيه الأعاجيب، ومما يزيد الأمر سواءً أن يقول المرء ما لا يفعل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ(3) أو أن يتَّهم أناسًا بأشياء هي فيه مضاعفَة وبحقٍّ، يُبْصِرُ أحَدُكُمُ الْقَذَاةَ في عَيْنِ أخِيهِ، وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْنهِ [صحيح الترغيب والترهيب 2331]، وهذا ما تجسَّد في أزهر رأي العين، فقد سبق وأن ذكرتُ قوله في الشيخ رضا حفظه الله: (أصلح الله المردود عليه ومن على شاكلته من المتشبعين بما لم يُعطوا)، وقال في تعليق له على مقال الخنفشار (تنبيهات هامة في كتابات الدكتور بوشامة (الحلقة السابعة)): (جزاك الله خيرا أخي عبد المؤمن، لكن الظاهر أن غالب كتاباته على هذا المنوال، وقد تكون عدوى تفشت في بعضهم، والطيور على أشكالها تقع ... ) فكأن أزهر يتحدث عن نفسه، إذ إن غالب كتاباته على المنوال الذي قصده بل أشد، وسيرى بإذن الله تعالى الطيور التي وقعت على شكله، وإن غدًا لناظره قريب.

هذا هو حال أزهر لمن أراد أن يعرف حاله، وإن المرء ليكون في فسحةٍ من أمره فيؤثر الخوض في أعراض الناس بالباطل فيُهتك ستره بالحق جزاءً وِفاقًا، وإلا فلمَ لا ينزَجر وفي حسابه على التويتر آيات وعبر، وقد صدق الشيخ الحكيم دهاس عبد الحكيم حفظه الله لما قال –لا فضَّ الله فاه-: (كلما غرَّد مدَّ الناس أرجلهم) فالرجل ينقل كلاما للحارث المحاسبي المبتدع وينسبه لابن القيم رحمه الله مرتين اثنتين [https://bit.ly/2WaXnjZ ، https://bit.ly/2EhJyGg] والمؤمن لا يُلدغ من جحر واحدٍ مرتين، رغم أنه سبقَ ونُبِّه فلم يزد على حذف تغريدتيه دون أي تنبيه يُشار، وكأن شيئا لم يحدث، فهذا هو حاطب الليل الذي يحتطب حطبًا ممزوجة بحية، فيحسب الحية حطبة، أوَمثله يأمنه الناس على دينهم ! كلا والله.

أما الخنفشار فقد اختُبر ونُبِّه فلم يأبه، واختار لنفسه سبيل العناد وآثر السير على طريق اللِّجاج، وأعانه على ذلك قوم آخرون، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، حتى إذا جاء الظمآن إلى ما كتبوا –وبئسما كتبوا- لم يجده شيئًا ووجد أنهم قد فتحوا على أنفسهم وعلى مشايخهم باب شرٍّ عظيمٍ، فليتحمَّلوا قذائف أهل الحق بسيوفهم المصلتة على البادئين ببغيهم وظلمهم، قال تعالى:
وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين.

كان الانتهاء من الكتابة في الرابع عشر من شهر رمضان عام أربعين وأربعمئة وألف (1440 هـ)

أبو سلمة يوسف عسكري

رد مع اقتباس