عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25 Dec 2007, 01:29 PM
أبو معاذ السلفي أبو معاذ السلفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: الشام
المشاركات: 20
افتراضي فضلُ الذِّكر وآدابُه

فـضـلُ الـذِّكْـرِ وآدابـُـه




المراد بالذكر :
هو الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها مثل الباقيات الصالحات وهي
( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) ، وما يلتحق بها من الحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار ونحو ذلك ، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة .
ويطلق ذكر الله أيضا ويراد به : المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه ، كتلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والتنفل بالصلاة[1]. ثم الذكر يقع تارة باللسان ويؤجر عليه الناطق ، ولا يشترط استحضاره لمعناه ولكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه ، وإن انضاف إلى النطق الذكر بالقلب فهو أكمل[2] ، فإن انضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى ونفي النقائص عنه ازداد كمالا ، فإن وقع ذلك في عمل صالح مهما فرض من صلاة أو جهاد أو غيرهما ازداد كمالا ، فإن صحح التوجه وأخلص لله تعالى في ذلك فهو أبلغ الكمال
.

وقال الفخر الرازي :المراد بذكر اللسان : الألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد .
والذكر بالقلب : التفكر في أدلة الذات والصفات ، وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي حتى يطَّلع على أحكامها ، وفي أسرار مخلوقات الله .
والذكر بالجوارح : هو أن تصير مستغرقة في الطاعات ، ومن ثم سمى الله الصلاة ذكرا فقال :
] فاسعوا إلى ذكر الله[ . [ فتح الباري 11/212- كتاب الدعوات ]


من آداب الذكر
- ينبغي أن يكون الذاكر على أكمل الصفات ، فإن كان جالسا في موضع استقبل القبلة ، وجلس متذللا متخشعا بسكينة ووقار مطرقا رأسه ، ولو ذكر على غير هذه الأحوال جاز ولا كراهة في حقه ، لكن إن كان بغير عذر كان تاركا للأفضل .
- وينبغي أن يكون الموضع الذي يذكر فيه خاليا[3] نظيفا ، فإنه أعظم في احترام الذكر والمذكور ، وينبغي أن يكون فمه نظيفا ، فإن كان فيه تغير أزاله بالسواك .
- والذكر محبوب في جميع الأحوال إلا في أحوال استثناها الشرع منها :
- في حالة الجلوس على قضاء الحاجة .
- في حالة الجماع .
- في حالة الخطبة لمن يسمع صوت الخطيب .
- في القيام في الصلاة ، ليشتغل بالقراءة في السرية أو الإنصات في الجهرية .
- في حالة النعاس .
- المراد من الذكر حضور القلب ، فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله ، ويتدبر ما يذكر ، ويتعقل معناه .
- يستحب قطع الذكر في الأحوال التالية ثم العودة له بعد زوالها :
- إذا سُلِّمَ عليه رد السلام ثم عاد إلى الذكر .
- إذا عطس عنده عاطس شَمَّته ثم عاد إلى الذكر .
- وكذا إذا سمع الخطيب .
- إذا سمع المؤذنَ أجابَهُ في كلمات الأذان والإقامة ثم عاد إلى الذكر .
- وكذا إذا رأى منكرا أزاله، أو معروفا أرشد إليه أو مسترشدا أجابه .
- وكذا إذا غلبه النعاس أو نحوه ، وما أشبه هذا كله .
- الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها ، واجبة كانت أو مستحبة لا يحسب شيء منها ولا يعتد حتى يُتَلَفَّظَ به بحيث يُسْمِعُ نفسه إذا كان صحيح السمع .[4]





إعداد:
أبي معاذ زياد الجابري السلفي



--------------------
[1] وقال سعيد بن جبير رحمه الله : كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله . وقال عطاء رحمه الله : مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام ، كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وأشباه هذا .[ الأذكار-للنووي]
[2] قال الإمام النووي رحمه الله في الأذكار :"...... والأفضل ما كان بالقلب واللسان جميعا ..... ، ثم لا ينبغي أن يترك الذِّكر باللسان مع القلب خوفا من أن يُظَنَّ به الرياء ، بل يذكر بهما جميعا ويقصد به وجه الله تعالى ، فقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله :[ ترك العمل لأجل الناس رياءٌ ، والعمل لأجل الناس شرك ، والإخلاص أن يعافيك الله منهما] ، ولو فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس ، والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة ، لانسد عليه أكثر أبواب الخير، وضيَّع على نفسه شيئا عظيما من مهمات الدين ، وليس هذا طريقة العارفين".
[3] من كل ما يشغل البال ويحصل من وجوده الاشتغال والوسواس .
[4] الأذكار – للإمام النووي باختصار .

رد مع اقتباس