عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 01 Aug 2015, 02:51 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي شكر وزيادة فائدة

جزاك الله خيرا أخانا "محمد" ورفع قدرك في الدنيا والآخرة، هذه ذكرى "والذكرى تنفع المؤمنين"
قال ابن القيم - رحمه الله - في كتابه "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" ( ج 1 / 120 – 121) تحقيق: محمد حامد الفقي: "فصل: ومن مكايده أنَّه يأمرك بإعزاز نفسك وصونِها حيث يكون رضى الربِّ تعالى في إذلالها وابتذالها كجهاد الكفار والمنافقين وأمر الفجار والظَّلمة بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فيُخيَّل إليك أنَّ ذلك تعريضٌ لنفسك إلى مواطن الذُّلِّ وتسليط الأعداء وطعنهم فيك، فيزول جاهك فلا يُقبل منك بعد ذلك ولا يُسمَع منك، ويأمرك بإذلالها وامتهانها حيث تكون مصلحتها في إعزازها وصيانتها، كما يأمرك بالتبذُّل لذوي الرياسات وإهانة نفسك لهم ويخيَّل إليك أنَّك تُعزُّها بهم وترفع قدرها بالذلِّ لهم ويذكِّرك قول الشاعر : (من الطويل)

أهِينُ لهم نَفْسي لأرفَعَهَا بهِم ... ولن تُكرَم النَّفسُ التي لا تُهينُها

وغلط هذا القائل : فإنَّ ذلك لا يصلح إلَّا لله وحده، فإنَّه كلَّما أهان العبدُ نفسه له أكرمه وأعزَّه بخلاف المخلوق، فإنَّك كلَّما أهنت نفسك له ذلَلْتَ عند الله وعند أوليائه وهُنْتَ عليه" اهـ.

وهذا نظم الفائدة:

إذا كنتَ حقًّا قد دعوتَ إلى الهُدَى *** بعِلمٍ وإخلاصٍ فنجمك، قد بَدَا

يُنيرُ طريقَ الحقِّ والرُّشد والتُّقى، *** فجَاهدْ وحاذِرْ مِن عدُوٍّ تَرَصَّدَا

عدوٍّ لعينٍ قد تراه مُوسوسًا *** وينصب فخًّا خافيا في ساحة الفِدَا

إذا لم تكن ذا فِطنةٍ ونباهةٍ *** وقعتَ - أخيَّ - دون شكٍّ في الرَّدَى

فيأتيكَ بِدءًا ناصِحًا ومُوَجِّها *** صَديقًا حميمًا مُشْفِقًا مُتَوَدِّدَا

يقول لكَ: إيَّاكَ أن تذلَّ فتأمُرَا *** بعُرفٍ و تنهى مُنكِرًا وتُجاهِدَا

صنِ النَّفْسَ عن إذلالها وابتِذالها *** لكيْمَا يزولَ الجاهُ عَنك وتَسْعَدَا

ولا يَزْدَرِيكَ النَّاسُ فتَغدُو مُوَقَّرًا *** مُهابًا مُطَاعًا سَالِمًا ومُحَمَّدَا

يُرِيدُ اللَّعِينُ أنْ تَكُونَ في حِزْبِهِ *** حذارِ! حذارِ! أنْ تَضِلَّ عنِ الهَدَى

وإِذْ غَلِطَ هَذَا اللَّعِينُ، فَقُلْ لَهُ: *** "فَمَنْ أَحْسَنُ مِمَّنْ دَعَا" وتَعَبَّدَا

رد مع اقتباس