توجيه الإشكالات النحوية في القرآن الكريم
الإشكال الثاني
ورد على قوله تعالى: { لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }.[البقرة:273]
وهو تعلق الجار والمجرور: (من التغفف) في الظاهر بـ (أغنياء) وهذا يؤدي إلى معنى فاسد غير مراد.
قال ابن هشام في توجيه هذا الإشكال:
(( في قوله تعالى: { يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ } [البقرة:273] فإن المتبادر تعلق (من) بـ (أغنياء) لمجاورته له, ويفسـده: أنهم متى ظنهم ظان قد استغنوا من تعففهم، علم أنهم فقراء من المال, فلا يكون جاهلا بحالهم، وإنما هي متعلقة بـ (يحسب), وهي للتعليل. ))(1)
أي من تعففهم يحسبهم الذي يجهل حالهم أغنياء.
يتبع بإذن الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1)-مغني اللبيب. ص: 495.
التعديل الأخير تم بواسطة عبد القادر شكيمة ; 15 Apr 2015 الساعة 10:08 PM
|