عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 26 May 2016, 07:08 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 759
افتراضي

وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم أيها الإخوة الكرام
احسن الله إليك أخي سفيان بوركت اناملك. ...
ولقد سألني أحد إخواني عن الشيخ محمد بن يحي-حفظه الله- حين سمع ما نقلته من تزكية شيخنا الفاضل أزهر-حفظه الله ورعاه- ....فقلت:
ولي معه موقف طريف قبل معرفته ذلك انني كنت أسمع عنه حين انتقلت للعمل في مدينة برج منايل فتعرفت على بعض الإخوة السلفيين من المنطقة وكنا نلتقي في الطريق إلى المسجد فنتبادل أطراف الحديث ونتذاكر بعض الأحيان المساءل الشرعية. ....
وتشوقت كثيرا للالتقاء بالشيخ محمد فكنت أسأل عنه أحياناً فيقال لي هو يصلي معنا في هذا المسجد بعض، و ذات مرة قلت لهم والله إني أريد ان اعاتبكم اليوم فمنذ شهور وانا أرجو منكم تعريفي بالشيخ محمد ولكن مع الأسف. .... فجائني الرد الصادم وهوأنني أعرفه والتقيته أكثر من مرة وتبادلت معه أطراف الحديث يوم كذا وكان الكلام حول مسألة كذا وكذا ويوم كذا وتكلمتم في. ....فقلت لهم متعجب يا جماعة انا لا أعرف الشيخ فضحكوا جميعاً ووصفه أحدهم لي فعلمت حيناها تواضع الرجل وتذكرت سمته الظاهر وحسن أدبه مع حرصه على عدم الظهور والتميز على إخوانه ومخالطته لهم وصبره على أذاهم وحرصه على إفادتهم مع خفض الجناح وتذكرت قوة استدلاله وسرعة إستحضاره وحسن سرده مع الإختصار وقلة الكلام. ...كل ذلك وتذكرت طيشي وتقدمي بين يديه بالكلام.... ..وترجيتهم ابلاغه السلام و طيب الكلام والاعتذار عن سابق ما صدر. ..فهون علي الاصدقاء وقالوا هكذا هو الشيخ مع أبناء بلدته ومع الغرباء كذلك يتواضع لهم جميعاً على حد سواء. ...
وبعد أيام يسر الله لي اللقاء به فبادرته بالسلام والاعتذار فوجدته كما أخبرني أولئك الرفقاء. ...فلم يزل كبيرا في عيني استفيد منه في كل لقاء. ...
كانت مجالس قليلة تلك التي حضرتها له، مايزال أثرها البالغ في نفسي ، وحلاوة ذكرها يطربيني فكيف بمن لازمه. ...
أما مجالس الشيخ محمد فلست بطالب علم ولم أكن مداوما عليها ولكنني أصف لك بعض الأجواء فقد حضرت له بعضها فكان حفظه الله يفترش الحصير فيلتف حوله الطلبة وهو جالس وسطهم يتكىء على كرسي من حطب أظنه بيده صنعه أو أحد من يحضر عنده وفوقه يضع الكتاب الذي يشرحه فإذا تكلم تحتاج إلى التركيز لتسمعه ليس من ضجيج ولكن الشيخ محمد لا يكاد يرفع صوته لشدة تواضعه ولم يكن هناك مكبر صوت في مصلاه ولا جدران من حوله فالمكان بني من صفائح من حديد و السقف كذلك... غير أنه كان رياضا من رياض الجنة ..كما وصف مجالس العلم نبينا. ... فالراحة والاطمئنان تسوده والطلاب كأنما على رؤوسهم الطير يستمعون الدرر السنية التي كانت تجود بها قريحة الشيخ محمد حفظه الله. .. فإن سكت
فإنك تسمع زقزقة العصافير فوق أغصان الأشجار خارج المسجد . كأنها تحترم العلم و تحترم معلمه فإن نطق الشيخ لم تسمع أصواتهم
فهلا سكت هؤلاء المشوشين!!
وقد جاءه إخوة من شرق البلاد وغربه بل حتى من تونس ثلة من طلبة العلم وبعضهم لازمه أرشدهم فضيلة الشيخ أزهر حفظه الله للإستفادة منه. ....
كان هذا منذ حوالي أكثر من ثماني سنوات....
كانت هذه الكلمات في محادثة على الخاص.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله حيدوش ; 26 May 2016 الساعة 07:19 PM
رد مع اقتباس