رسالتي إلى رواد منتدى الكل
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالتي إلى رواد منتدى الكل
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
فقد زرت في الأيام القليلة الماضية ، مدينة الجزائر، فجرى لوقع جميل الذكريات قلمي بهذه الأبيات التي أردت أن أشاركها من كان مثلي من أهل الشوق والوجد
ذكرى
تَدْمَى القُلُوبُ إِذَا ذَكَرْتُ وَتَأْلَمُ --- وَالدَّمْعُ مِنْ فَرْطِ اشْتِيَاقِي عَرَمْرَمُ
وَالثَّغْرُ قَدْ لَزِمَ التَّصَبُّرَ رَيْثَمَا --- تَحْكِي العُيُونُ قُبَيْلَ ذَاكَ وَتَحْكُمُ
فَإِذَا قَضَى دَمْعِي لَوَيْتُ بِمِعْصَمِي --- أَرْوِي اشْتِيَاقِيَ لِلدِّيارِ وَأَرْسُمُ
خَطًّا عَلَى وَرَقٍ تَبَلَّلَ دُونَمَا --- حِبْرٍ يُرَاقُ وَلا إِدَاوَةَ تَرْقُمُ
فَاعْجَبْ لِحَالِيَ دُونَ نَاحِبَةِ الوَرَى--- أَبْكِي عَلَى طَلَلٍ يُشَادُ وَيُكْرَمُ
لا لَيْسَ رِبْعِيَ مَا تَقَادَمَ أَوْ عَفَى --- بَلْ تِلَكَ رَوحِي عَنْ مَزَارِهِ تُصْرَمُ
وَلَقَدْ أَرَاهُ مِنَ الأَفَاضِلِ قَدْ غَدَى --- يُحْتَلُّ دَوْمًا كَيْفَ كَانَ وَأُحْرَمُ
أَتُرَاهُ كَالبَلَدِ الحَرَامِ إِذَا نَفَى --- خَبَثَ العِبَادِ وَقَدْ رَآنِي مِنَهُمُ
أَمْ أَنَّ نَفْسِي يَوْمَ أُشْرِبَتِ الهوَى --- أَبَتِ الفِطَامَ فَلا أَخَالُهَا تُفْطَمُ
مَا للجَزَائِرِ حِينَ أَنْزِلُهَا أَرَى --- قَلْبِي تَحُفُّهُ بِالمَكَارِمِ أَنْجُمُ
وَتَهُزُّنِي الأَحْلامُ أَذْكُرُ مَا ارْتَقَى --- مِنْ كُلِّ نَابِلَةٍ لَهَا يُتَبَسَّمُ
قَدْ كُنْتُ فِيهَا للهِدَايَةِ طَالِبَا --- بَيْن المَسَاجِدِ حَيْثُمَا أَتَعَلَّمُُ
مِنْ كُلِّ شَيْخٍ قَدْ أُجِلَّ بِذِكْرِهِ --- بَيْنَ العِبَادِ فَعَنْهُ لايُتَقَذَّمُ
شَيْخِي مُحَمَّدُ حِينَ تَفْتَخِرُ الدُّنَا --- فَلِذَاكَ فَخْرِيَ حِينَمَا أَتَكَلّمُ
فِي مَسْجِدِ الفُرْقَانِ قَوْلُهُ مَا بَدَا --- أَوْ بِالهِدَايَةِ يَوْمَ يُسأل يُفهِمُ
وَكَذَا بِبَلْكُورَ انْتِصَابُهُ شَارِحًا --- لِقَواعِدِ الفِقْهِ التِي تُسْتَعْظَمُ
وَ بِمَعْهَدِ الدِّينِ الّذِي قَدْ أَمَّنَا --- أَغْدُوا إِلَيْهِ كَأَنَّمَا هُوَ مَغْنَمُ
أَكْرِمْ بِأَزْهَرَ إِنْ ذَكَرْتَ فَإِنَّمَا --- يَتَنَكَّرُ الأشْيَاخَ مَنْ هُوَ أَلْأَمُ
فِي حَظْرَةِ القُدْسِ اسْتَقَيْتُ فَنَالَنِي --- مِنَ مَنْهَلِ التَّفْسِيرِ غَيْثٌ يَرْحَمُ
وَكَذَا الصَّحِيحُ يَحُلَّ مُشْكلَهُ كَمَا --- فِقْهُ البُلُوغِ لَدَيْهِ مَا يَتَلَمْلَمُ
وَاذْكُرْ لِعِزِّ الدِّينِ فَضْلَهُ إِذْ جَلا --- مِنْ نُورِ عِلْمِهِ مَا عَهِدته يُظْلِم
شَرَحَ العَقِيدَةَ ، وَاسْتَزَدْتُ فَزَادَنِي --- مُلَحًا مِنَ التَفْسِيرِ فَضْلاً يُنْعِمُ
وَأَتَى الحَدِيثَ فَضَمَّ مِنْ نَعْمَائِهِ --- شَرْحًا نَفِيسا رَائِقًا يُتَعَلَّمُ
وَأجِلَّ عُثْمَانَ الّذِي مِنْ عِلْمِهِ --- بَسَطَ الوَجِيزَ فَعَادَ بَحْرًا يَعْظُمُ
يَكْفِي بِصَحْبِهِ إِنْ طَلَبْتَ مَعَارِفًا --- مِنْ عُمْدَةِ الأَحْكَامِ لا تُتَوَهَّمُ
فَضْلاً عَنِ الدَّوَرَاتِ وَالحِلَقِ التِي --- تَدْنُوا لِحَاضِرِهَا فَلاَ يَتَجَشَّمُ
وَذَكَرْتُ خِلِّيَ فِي الدِّرَاسَةِ سَاعِيًا --- وَالرُوحُ تَطْرَبُ وَالفُؤَادُ مُصَمِّمُ
مِنْ أَهْلِ جُرْجُرَةَ الكِرَامِ قَبَائِلٌ --- تَرْقَى بِصُحْبَتِهَا النُّفُوسُ وَتُعْصَمُ
هَذَا وَإِنِّي إِنْ فَصَحْتُ بِخَاطِرِي --- فَمِنَ الخَوَاطِرِ مَا يَظُرُّ وَيُؤْلِمُ
وَعَزَاءُ نَفْسِيَ فِيهِ كَونُ غَرِيمِهَا --- رَغدُ المَعِيشَة سَالِمًا يَتَنَعَّمُ
التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 15 Jan 2015 الساعة 12:31 AM
|