عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 06 Jun 2010, 11:06 AM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي تابع لعلامات النصب

نِيابَة الألِفِ عن الفَتحَة:
قال ـ رحمه الله ـ: "وَأَمَّا الألِفُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَّصبِ في الأسمَاءِ الخَمسَةِ، نَحوُ: "رَأَيْتُ أَبَاكَ وَأَخَاكَ"، وَمَا أَشبَهَ ذلِكَ".

سبَق معنا الأسماءُ الخَمسةُ، وشُروط إعرابِها، وهنا يبيِّنُ المصنِّف ـ رحمه الله ـ أنَّ مِن العلامَاتِ الدَّالة على أنَّ إحدَى الكلِمات منصوبَةٌ وجودُ الألِف في آخِرها، نحو: "احتَرِمْ أَبَاكَ"، و"انصُرْ أَخَاكَ"، و"زُورِي حَمَاكِ"، و"نَظِّفْ فَاكَ"، و"لاَ تَحتَرِمْ ذَا المَالِ لِمَالِه"؛ فَكُلٌّ مِن "أباكَ، وأخَاك، وحمَاكِ، وفاكَ، وذا المَال" منصوبٌ؛ لأنَّه وقَع فيها مَفعُولاً بِه، وعلامَةُ نصبِه الألِف نيابَةً عن الفَتحة، وكلٌّ مِنها مُضافٌ، وما بعدَهُ مِن الكاف، و"المَال" مضَافٌ إليه.
ولا تنوبُ الألِفُ عن الفَتحة إلاَّ في الأسماء الخَمسة.

قال ـ رحمه الله ـ: "وَأَمَّا الكَسرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَصبِ في جَمعِ المُؤَنَّثِ السَّالِمِ".

قَد عرَفنا فيما سبَق جَمعَ المُؤَنَّثِ السَّالم، ويمكِن أن نستدلَّ على نصبِ هذا الجمع بوُجود الكَسرَة في آخِره، نحو: "إِنَّ الفَتَيَاتِ المُهَذَّبَاتِ يُدرِكْنَ المَجدَ"؛ فكُلٌّ مِن "الفَتياتِ"، و"المهذَّباتِ" جمعُ مؤنَّثٍ سالِمٌ، وهما منصُوبانِ؛ لكَون الأوَّل اسمًا لـ(إِنَّ)، ولكَون الثَّاني نعتًا للمنصُوب، وعلامَةُ نصبِهما الكَسرَة نيابَةً عن الفَتحة.
ولا تنوبُ الكَسرةُ عن الفَتحة إلاَّ في هذا المَوضع .

قال ـ رحمه الله ـ: "وَأمَّا اليَاءُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَّصبِ في التَّثنِيَةِ وَالجَمعِ".


قد عرَفنا المثَنَّى، وجمعَ المذكَّر السَّالم، ويمكِنُنا أن نعرِف نصبَ الواحِد منهُما بوُجودِ اليَاء في آخِره، والفَرق بينَهما: أنَّ الياء في المثنَّى ما قبلَها مفتوحٌ وما بعدها مَكسُورٌ، والياء في جمع المذكَّر ما قبلَها مكسُورٌ وما بعدَها مفتوحٌ.
ـ فمثال المثنَّى: "رأَيتُ عُصفُورَينِ فوقَ الشَّجرة"، و"اشتَرى أبي كِتَابَينِ"؛ فكلٌّ مِن "عُصفورَينِ" و"كتَابَينِ" منصُوبٌ لكونه مفعولاً بِه، وعلامَةُ نصبِه اليَاء المفتُوحُ ما قبلَها المكسُورُ ما بعدَها، لأنَّه مثَنَّى، والنُّون عِوضٌ عَن التَّنوين في الاِسم المُفرَد.
ـ ومثال جمع المذكَّر السَّالم: "إنَّ المُتَّقِينَ لَيكسِبُونَ رِضَا رَبِّهِم"، و"نَصَحْتُ المجتَهدِينَ بالانكِبَابِ عَلَى المُذَاكرةِ"؛ فكُلٌّ مِن "المتَّقِينَ" و"المجتَهدِينَ" منصُوبٌ؛ لكونِه مفعُولا ًبه، وعلامَةُ نصبِه الياءُ المكسور ما قبلَها المفتُوح ما بعدَها؛ لأنَّه جمعُ مذكَّرٍ سالِمٌ، والنُّون عِوضٌ عن التَّنوين في الاِسمِ المُفرَد.

نِيابَةُ حذفِ النُّون عَن الفَتحةِ:


قال ـ رحمه الله ـ: "وَأمَّا حَذفُ النُّونِ فَيَكُون عَلاَمةً لِلنَّصبِ في الأفعَالِ الخَمسَةِ الَّتي رَفعُهَا بثَبَاتِ النُّونِ".


قد عرَفنا ممَّا سبَق الأفعالَ (الأمثِلَة) الخَمسةَ، ويمكِنُنا أن نعرف نَصبَ كلِّ واحِدٍ مِنها إذا وجَدت النُّون الَّتي تكون علامَةً للرَّفعِ مَحذوُفَةً، نحو: "يَسُرُّني أَن تَحفَظُوا درُوسَكُم"، و"أَربَأُ بالطُّلاب أن يُهمِلُوا درُوسَهم"؛ فكلٌّ من "تحفَظُوا" و"يُهمِلُوا" فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـ(أنْ)، وعلامَة نصبِه حذفُ النُّون، وواوُ الجماعَة فاعِلٌ مبنِيٌّ على السُّكون في محلِّ رفعٍ.
وكذلِك المتَّصل بألِف الاثنَين، نحو: "يَسُرُّني أَنْ تَنَالاَ رَغَبَاتِكُمَا"، والمتَّصل بياء المخاطَبة، نحو: "يُؤْلِمُنِي أَنْ تُفَرِّطِي في وَاجِبِكِ"، وقَد علِمنا كيفَ نُعرِبُهُما.

كتبه أبو عبد الله حسن بن داود بوقليل ـ عفا الله عنه ـ.
تنبيه: أعتذر عن تأخر الدرس إلى هذا اليوم).

رد مع اقتباس