عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 13 Apr 2010, 01:20 PM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الدرس (4)
باب الإعراب
(الإعرَابُ هوَ: تَغييرُ أَوَاخِرِ الكلِمِ لاِختِلاَف ِ العَوَامِلِ الدَّاخِلَة عَلَيهَا لَفظًا أَو تَقدِيرًا)

[تعريف الإعراب]
الإِعراب لغة: الإِظهار والإِبانة، تقول: أَعرَبْتُ عَمَّا فِي نَفسِي، إذا أَبَنتَهُ وأَظهَرْتَهُ.
واصطلاحا: ما ذكره المصنف ـ رحمه الله ـ.

[محترزات التعريف]
ـ فقوله: "تَغيِير أَوَاخِرِ الكَلِم": أي أَحوَالُها؛ فإنَّ أواخِر الكَلِم لا يتغيَّر.
وتغيير أحوال أواخر الكلم يَكُون مِن الرَّفع إلى النَّصب أو الجَرِّ: حقِيقةً، أو حُكمًا.
وهذا التَّغيير يكُون في الأَسماء والأَفعال فقَط، أمَّا الحُروف ففِيها البِناءُ، وسيَأتي.

ـ وقوله: "لاِختِلاَفِ العَوامِلِ الدَّاخِلَة علَيهَا": أي عوامل الإعراب؛ من عامل للرفع، وعامل للخفض، وآخر للجر، وسيذكرها المصنف ـ رحمه الله ـ.
1. الاسم: مثلاً: "حَضَرَ مُحَمَّدٌ": فـ"محمَّد" مرفوع؛ لأنَّه معمُولٌ لعامِلٍ يقتَضِي الرَّفعَ، وهو "حضَرَ".
و"رأَيتُ محمَّدًا": فـ"محمَّدًا" منصُوبٌ؛ لأنَّه مَعمولٌ لعامِلٍ يقتَضِي النَّصبَ، وهو "رأيتُ".
و"حَظِيتُ بمحمَّدٍ": فـ"محمَّدٍ" مجرُورٌ؛ لأنَّه مَعمولٌ لعامِلٍ يقتَضِي الجَرَّ، وهو الباء .
فآخِر الكلِمَة (الدَّال من محمَّد) لم يتغيَّر، وإنَّما الَّذي تغيَّر هو أحوالُ آخِرها.
وهذا التَّغيُّر من الرَّفع إلى النَّصب إلى الجرِّ هو الإِعرابُ، وهذِه الحرَكاتُ الثَّلاث هي علامَة الإِعراب.
2. الفِعل: مثلاً: "يُسَافِرُ إبراهيمُ" فـ"يسافِرُ" مَرفوعٌ؛ لتجرُّدِه مِن عامِلٍ يقتَضِي نصبَه أو عامِلٍ يقتَضي جَزمَه.
و"لَنْ يُسَافِرَ إبراهيمُ" فـ"يسافِرَ" مَنصُوبٌ؛ لأنَّه مَعمولٌ لعامِلٍ يقتَضِي النَّصبَ، وهو "لَنْ".
و"لَمْ يُسَافِرْ إبراهيمُ" فـ"يسافِرْ" مَجزومٌ؛لأنَّه مَعمولٌ لعامِلٍ يقتَضِي الجَزمَ، وهو "لَمْ".

ـ وقوله: "إِمَّا لَفظًا أَو تَقدِيرًا": فالتَّغيِير ينقسِمُ إلى قسمَين: لَفظِيٍّ، وتقدِيرِيٍّ.
1. اللَّفظِي: ما لا يمنَعُ مِن النُّطق بِه مانِعٌ؛ كما رأَينَا في الأمثِلة السَّابقة.
2. التَّقدِيرِي: ما يمنَع مِن التَّلفُّظِ بِه مانِعٌ؛ مِن:
تَعَذُّرٍ: ما كان آخره ألفا؛ فيتَعذَّرُ النُّطق بالحَركَاتِ كلِّها علَيها، نحو: "يَدعُو الفَتَى" فـ"يدعو" فِعلٌ مُضارِعٌ مَرفُوعٌ لتَجرُّدِه مِن النَّاصِب والجَازِم، وعلامَةُ رفعِهِ الضَّمةُ المقدَّرَة علَى آخِره منَع مِن ظُهورِها التَّعذُّرُ. و"الفتى" فاعِلٌ مَرفوعٌ بـ"يَدعُو"، وعلاَمةُ رفعِهِ الضَّمةُ المقدَّرَة علَى آخِره منَع مِن ظُهورِها التَّعذُّرُ.
استِثقَالٍ: ما كان آخره واو أو ياء؛ فيثقل النُّطق ببَعض الحَركاتِ (الضَّمة، والكَسرة) عليها، نحو: "يحكُم القاضِي" فـ"القاضي" فاعِلٌ مَرفوعٌ بـ"يَحكم"، وعلاَمةُ رفعِهِ الضَّمةُ المقدَّرَة علَى آخِره منَع مِن ظُهورِها الثِّقَلُ.
مُناسَبَةٍ: ما كان فيه لزوم حركة في آخره لاتصال حرف به تناسبه تلك الحركة، نحو: "هذا غلامي" فـ"غلامي" خبر مرفوع بـ"هذا"، وعلاَمةُ رفعِهِ الضَّمةُ المقدَّرَة علَى آخِره منَع مِن ظُهورِها اشتِغالُ المَحلِّ بحَركةِ المُناسبَة، لأنَّ الياء تُناسِبها الكَسرة، لا الضَّمةُ.

[تعريف البناء]
يقابل الإعرابَ "البِناءُ"، وهُو لغةً: وَضع شيءٍ على شيءٍ على جهَةٍ يُرَادُ بها الثُّبوتُ و اللُّزومُ.
واصطلاحًا: "لُزُومُ آخِر الكلِمة حالةً واحدةً لغير عامِلٍ ولا اعتِلالٍ".

[محترزات التعريف]
قوله: "لُزُومُ آخِرِ الكَلِمَة حَالَةً وَاحِدَةً" خرَج بِه المُعرَب، وقَد سبَقَ.
قوله: "لِغَير عَامِلٍ" أخرَج به مَا لزِم حالَةً واحِدةً لعامِلٍ؛ نحو: "سُبحانَ الله"، "معاذَ الله"، "أهلاً وسهلاً"؛ فالعامل مقدر: أُسبِّح، وأستَعِيذُ، وحلَلتَ أهلاً، ونزَلتَ سهلاً.
قوله: "وَلاَ اعتِلالٍ": أخرَج ما لزِم حالَةً واحِدةً بسبَب عِلَّةٍ؛ نحو "الفَتَى"، تقول: "جاء الفتى"، و"رأيت الفتى"، و"مررت بالفتى"، فهو مُعرَب لا مَبنِي.
أمثلة المَبنِي: لزوم "كَمْ" و"مِنْ" السُّكون، و كلزوم "هؤلاءِ" و"حَذَامِ " الكَسرَ، وكلزوم "مُنْذُ" و"حَيْثُ" الضمَّ، وكلزوم "أيْنَ" و"كَيفَ" الفتحَ.
فأَلقابُ البِناءِ أربعَةٌ: السُّكونُ، والكَسرُ، والضَّمُّ، والفَتحُ.

كتبه أبو عبد الله حسن بن داود بوقليل ـ عفا الله عنه ـ.

رد مع اقتباس