عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 20 May 2017, 02:42 PM
أبو عبد الرحمن محمد الجزائري أبو عبد الرحمن محمد الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 241
افتراضي

الخطوة الثالثة و العشرين : رمضان شهر الإعتكاف .

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ . متفق عليه.

فوائد الحديث
1) في الحديث دليل على أن الإعتكاف سنة واظب النبي صلى الله عليه و آله و سلم ؛
2) فيه دليل على مشروعية إعتكاف العشر الآواخر ؛
3) يؤخذ من قولها رضي الله تعالى عنها ( الْعَشْرَ الْأَوَاخِر ) ، فيه دليل على أنها أفضل و أكمل ما يكون في الإعتكاف ، و أجمع العلماء رحمهم الله على تأكيد استحباب اعتكاف هذه العشر ، و العشر من رمضان كما تقدم هي آخر الأمر من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في اعتكافه ؛
4) قولها رضي الله تعالى عنها : ( حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ) ، فيه دليل على أن الأمر محكم غير منسوخ ؛
5) فيه حرص أمهات المؤمنين زوجاته رضي الله تعالى عنهن على متابعة النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، و أنهن لم يتركن هذه السنة من بعده عليه الصلاة و السلام ؛
6) فيه دليل على مشروعية اعتكاف المرأة في المسجد ، وهذا مقيد بالضوابط الشرعية : أن تؤمن الفتنة و أن يكون وفق السنة ؛
7) قولها رضي الله تعالى عنها ( رَمَضَانَ ) فيه دليل على أن الإعتكاف يشترط له صوم ، و في هذا مسألة . قال ابن قدامة في المغني : " المشهور في المذهب أن الاعتكاف يصح بغير صوم روي ذلك عن علي وابن مسعود وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز والحسن وعطاء و الشافعي وإسحاق ثم ذكر الدليل وهو ما رواه البخاري أن عمر -رضى الله عنه- قال: ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً - وَفِي رِوَايَةٍ : يَوْماً - فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . قَالَ : فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ ) ولو كان الصوم شرطا لما صح اعتكاف الليل لأنه لا صيام فيه ولأن الاعتكاف عبادة فصح في الليل فلم يشترط له الصيام كالصلاة وسائر العبادات ولأن إيجاب الصوم حكم لا يثبت إلا بالشرع ولم يصح فيه نص ولا إجماع، ثم روي عن عمر بن عبد العزيز قال: ليس عليها صوم إلا أن تجعله على نفسها ومثله عن طاووس وروي عن أحمد قول آخر أنه يلزم في الاعتكاف الصوم وهو قول مالك وأبي حنيفة والليث والزهري والثوري ، والصحيح القول الأول . ومع ذلك يستحب الصوم مع الاعتكاف ويتأكد لقوة الخلاف ولأن النبي -صلى الله عليه وأله و سلم- لم يعتكف إلا وهو صائم كالعشر الأواخر من رمضان فكذا يلحق برمضان " إهـ .والله أعلم.

يتبع...

رد مع اقتباس