عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20 Feb 2008, 10:21 PM
أبو جمان حسين أبو جمان حسين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر الجريح
المشاركات: 88
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو جمان حسين
افتراضي ماذا يقول إذا مر بقبر كافر من....من صحيحة الألباني -رحمه الله تعالى-

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وسلم:
أما بعد:

عن عامر بن سعد عن أبيه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي كان يصل الرحم و كان و كان فأين هو ؟ قال : في النار ، فكأن الأعرابي وجد من ذلك فقال : يا رسول الله فأين أبوك ؟ قال : " حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار ".
قال : فأسلم الأعرابي بعد ذلك ، فقال : لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا : ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار .


من فقه الحديث :
و في هذا الحديث فائدة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه ، ألا و هي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مر بقبره . و لا يخفى ما في هذا التشريع من إيقاظ المؤمن و تذكيره بخطورة جرم هذا الكافر حيث ارتكب ذنبا عظيما تهون ذنوب الدنيا كلها تجاهه و لو اجتمعت ، و هو الكفر بالله عز و جل و الإشراك به الذي أبان الله تعالى عن شدة مقته إياه حين استثناه من المغفرة فقال : ( إن الله لا يغفر أن
يشرك به ، و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ، و لهذا قال صلى الله عليه وسلم : " أكبر الكبائر أن تجعل لله ندا و قد خلقك " متفق عليه .

و إن الجهل بهذه الفائدة مما أودى ببعض المسلمين إلى الوقوع في خلاف ما أراد الشارع الحكيم منها ، فإننا نعلم أن كثيرا من المسلمين يأتون بلاد الكفر لقضاء بعض المصالح الخاصة أو العامة ، فلا يكتفون بذلك حتى يقصدوا زيارة بعض قبور من يسمونهم بعظماء الرجال من الكفار و يضعون على قبورهم الأزهار و الأكاليل و يقفون أمامها خاشعين محزونين ، مما يشعر برضاهم عنهم و عدم مقتهم إياهم ، مع أن الأسوة الحسنة بالأنبياء عليهم السلام تقضي خلاف ذلك كما في هذا الحديث الصحيح و اسمع قول الله عز و جل : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } (4) سورة الممتحنة ، هذا موقفهم منهم و هم أحياء فكيف و هم أموات ) ؟!

و روى البخاري ( 1 / 120 طبع أوروبا ) و مسلم ( 8 / 221 ) عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال لهم لما مر بالحجر :
" لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين ، إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم " .

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا و أن يلهمنا العمل به إنه سميع مجيب .

سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني –رحمه الله وغفر له-، صفحة رقم: 55_58 حديث رقم 18.بتصرف.طبعة دار المعارف {النسخة المصورة}.

رد مع اقتباس