عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 22 Apr 2010, 10:23 AM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي

تعليقات للشيخ عبد المالك رمضاني - حفظه الله - حول هذا العمل الشنيع و الفرية الخبيثة من كتابه " فتاوى أكابر العلماء حول أحداث الجزائر " :

(1) ما يتناقله بعضُ الثوار من أنَّ الشيخَ الألبانيَّ ـ رحمه الله ـ قال لهم:
" عجِّلوا عجِّلوا! " ، أي: عجِّلوا بالخروج ـ حسب زعمهم! ـ لا يصحُّ؛ فإنَّ الشيخَ من أبعدِ الناسِ عن مثل هذا، بل هو من أوضحهم في هذه المسألة.
ففي فتنة حماة بسورية كان (الإخوان المسلمون) يضحكون عليه؛ لأنَّه كان ينهاهم عن الخروج، بل كاد ـ رحمه الله ـ يتفرَّد يومذاك بهذا الرأي، لا يُزحزحه عنه بهرج المفارق، ولا قلَّة المُرافق.
وعند فتنة جُهيمان بالحرم المكي سنة (1400هـ) كان الشيخُ يُعارض الخارجين بشدَّة، حتى سمَّاهم (خوراج)، كما بيَّنتُ ذلك في كتابي مدارك النظر في السياسة (ص:404 ـ حاشية).
وعند فتنة مصر سنة (1402هـ) وما بعدها، فإنَّه لا يُعرف من أهل العلم مَن كسر شوكة جماعة الهجرة والتكفير ومَن انشقَّ عنها مثلُ الشيخ، قال الدكتور عاصم القريوتي حفظه الله:
(( ولستُ مبالغاً إن قلتُ:
إنَّ أعظمَ ما قام به الشيخُ مـن جهود ـ بعد نشره التوحيد وإحياء السنة النبوية ـ هو الوقوف أمام فكر التكفير العصري، الذي فاق فكرَ الخوارج في هذه البليَّة )).
وأنا أقول: لقد ناقش يومها الشيخُ زعيمَ التكفير وأدحض حُجَّتَه، ثمَّ نُشرت الأشرطةُ المسموعة في تلك المناقشة، فمن ذلك اليوم لَم يُرَ لذلك الزعيم أثرٌ، ولَم يُعرف عنه خبرٌ!
وعند فتنة الجزائر هذه التي أَوْقدَ فتيلَها جبهةُ الإنقاذ الإسلامية، لا أعلمُ عالِماً تابعَ أخبارَها، وحذَّر أحبارَها، كما فعل الشيخُ الألبانيُّ رحمه الله.
ولقد كنتُ أزورُه آنذاك في كلِّ سنة، بل أكثر، فلَم أسمعه يوماً من دهره يُبارِك مهاتراتهم السياسية، أو يُؤيِّد أعمالَهم الدموية، بل كان يُقابل هؤلاء جميعاً بالتنديد الشديد، كما أنذرَ قائدَهم الروحيَّ أليمَ الوعيد، وذكَّره بالله ذِكرى بليغة عظيمة، وصوَّر له وقوعَ ما وقع، وهذه النتائج بين عينيك وخيمة.
وقد جُرَّ إلى الشيخ على كُرهٍ وضَجرٍ يختِلُه حذر! ثُمَّ نَظرَ ثُمَّ عَبَسَ وبَسَر ثُمَّ أَدْبرَ وَاستَكبر! فقال: إنْ هذا إلاَّ شيخ جامدٌ، وسلفيٌّ بارد!!

وعاد إلى الجزائر وكأنَّ به الصَمَم، وتنكَّب نصيحة الشيخ، بل حرَّف الكَلِم، والأُمَّة كلُّها أُذُن!
وقد كان عاهد الشيخَ بالعَوْد، فنقض العهد، وأخلَفَ الوعدَ، قال الله تعالى: (( وَأَوْفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً ))! [الإسراء 34].
وهكذا (فقه الحركة اليوم!):
كذبٌ لمصلحة الدعوة!
خيانةٌ لمصلحة الدعوة!
نقضٌ للعهد لمصلحة الدعوة!
خُلْفٌ للوعد لمصلحة الدعوة!
وبمثله قال ما قال حتى قام سوق التفجير على بوق التكفير، وتشنَّجت أفكارُ القوم وتلاقحت، وهاجت جحافل الثوار وتلاحقت؛ لقتال المسلمين لا الكفار!!
كما قال النبيُّ - صلى الله عليه و سلم - في الخوارج: (( يقتلون أهل الإسلام ويَدعون أهل الأوثان ))، وقد كان أَرَاه الشيخُ ما يرى اليوم، فتمارى بالنذر!
ويا ليتَه حاوَل الانفتاح والنِّقاش مع الشيخ، ولكنَّه لم يفعل؛ لأنَّه علِم أنَّه كما قيل: يساجل بحراً لا تخاضُ لجَّته، وحَبراً لا تنقض حجَّتُه.
وأحياه الله - تعالى - حتى رأى الأشلاء والدِّماء، (( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِالَّيْلِ )) [الصافات 137 ـ 138]، والرَّجٌلُ هو الرَّجل؛ يُحرِّض وما يُعرِّض، يتكلم بوحشيِّ القول وما يتلعثم! وقد ظنَّ العُقلاء أنَّ عِظةَ الدهر بالغةٌ، ولكن هيهات هيهات أن يستغفر أو يستعتب؛ قال الله تعالى: (( وَمَن يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ))! [المائدة 41].