عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18 Aug 2014, 06:46 PM
عامر مداني عامر مداني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 110
افتراضي تبارك اللهُ ماذا تبلغ الهممُ !!

الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وبعد :

جاء في الأنساب للسمعاني , في ترجمة الحاكم الشهيد : أبي الفضل محمد بن محمد بن أحمد المرْوزي البلخي,
الحنفي القاضي الوزير, الحاكم الشهيد, المتوفى شهيدا سنة 334 رحمه الله تعالى ,عالم مرْو وإمام أصحاب أبي حنيفة في عصره , مايلي :

ذكر أبو عبد الله بن الحاكم الشهيد ,قال : عهدت الحاكم و هو يصوم يوم الإثنين و الخميس , ولا يدع صلاة الليل في السفر والحضر , وكان يقعد والسّفَطُ و الكتب والمحبرة بين يديه , وهو وزير السلطان فيأذن لمن لايجد بدّا من الإذن له , ثم يشتغل بالتصنيف , فيقوم الداخل . ولقد شكاه أبو العباس بن حمُّوْيَه , قال: ندخل عليه و لا يكلّمنا , و يأخذ القلم بيده و يدعنا ناحية !

قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ صاحب المستدرك : و لقد حضرت عشية الجمعة مجلس الإملاء للحاكم أبي الفضل , و دخل أبو علي بن أبي بكر بن المظّفر الأمير ,فقام له قائما ولم يتحرك من مكانه , وردّه من باب الصُّفَّة , وقال انصرف أيّها الأمير , فليس هذا يومك.

قال ابن عقيل رحمه الله :
(إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة،
أعملت فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره)

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم -رحمه الله-:
كنا بمصر سبعة أشهر، لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل: النسخ والمقابلة.
قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا، فاشتريناها ، فلما صرنا إلى البيت، حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه، ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه.
ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد
تذكرة الحفاظ (3/830)

و هذه قطرة من بحر .
فتبارك اللهُ ماذا تبلغ الهممُ.!!


التعديل الأخير تم بواسطة عامر مداني ; 18 Aug 2014 الساعة 06:51 PM
رد مع اقتباس