عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02 May 2008, 03:24 PM
جمال الأثري جمال الأثري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 12
افتراضي الرد على فرية(السلفيون فرقو الأمة)

إتهامهم للسلفيون بتفريق المسلمين

أقول ثبت في البخاري من حديث جابر بن عبد الله في قصة الملائكة الذين جاءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو نائم وفيه قال بعضهم (ومحمد فرق بين الناس )
فهذا الحديث يبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم فرق الله بمجيئه بين الحق والباطل بين التوحيد والشرك حتى أصبح الولاء والبراء في ذات الدين لا غير قال الله تعالى :(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )2.

قال ابن كثير:( قال سعد بن عبد العزيز وغيره أنزلت هذه الآية لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر) إلى آخرها في أبي عبيدة عامر بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر (1)
وقال الشيخ السعدي:( لا يجتمع هذا وهذا ولايكون عبدا مؤمنا بالله واليوم الآخر حقيقة إلا إذا كان عاملا على مقتضى إيمانه ولوازمه من محبة من قام بالإيمان ومولاته وبغض من لم يقم به معاداته ولو كان أقرب الناس إليه وهذا مع الإيمان على الحقيقة الذي وجدت ثمرته والمقصود منه)(2).
إن الذين يرمون أهل السنة بأنهم يفرقون بين المسلمين ويصدعون الصف من الداخل نقول لهم : نعم إن أردتم ما ذكر من التفريق بين الحق والباطل والهدى والضلال فهم بدعوتهم على الكتاب والسنة يتميز بذلك السني من البدعي ويظهر صاحب العقيدة الصحيحة من الفاسدة وما هذا إلا تطبيقا منهم لقوله تعالى(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )
قال ابن تيمية رحمه الله:( والأمر بالسنة والنهي عن البدعة هو أمر بمعروف ونهي عن منكر وهو أفضل الأعمال الصالحة)( 3).
وهو أيضا من باب قوله تعالى( واعتصمو بحبل الله ميعا ولا تفرقو)
وهذا رسولنا قد سمى عمرابن الخطاب بالفاروق لأن الله فرق به بين الحق والباطل فقد جاء في الطبقات لان سعد أن أبا عمرو ذكوان قال : قلت لعائشة من سمى عمر بالفاروق قالت (النبي صلى الله عليه وسلم )(4)
وقد ورد في ذلك حديث ولكنه مرسل فعن ايوب بن موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الاروق فرق به بين الحق والباطل (5)
أما إذا كان قصدكم أنهم فرقو الناس بمعنى يدعون إلى الفرقة والإختلاف المنهي عنهما شرعا فهذا هو الكذب الفادح ذلك أن دعوتهم بحمد الله تقفو أثر الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من الصحابة والتابعين فإن كان هؤلاء دعاة فرقة وإختلاف بالمعنى الذي عينتموه فنحن كذلك والعكس بالعكس
إني أقول :إن أهل السنة السلفيين كما تقدم يهتمون بالتصفية ثم التربية على هذا الصفاء غهم لا يرضون أن ينضم معهم وبينهم الشيعي والصوفي والبغثي والناصري والاشتراكي والحزبي بدوننصيحة لهم بل يناصحون هؤلاء بالكتاب والسنة من قبلها فحي هلا ومن لم يقبلها فلا لقاء بيننا وبينه.
لذلك أصبحوا غرباء بين الناس فهم بين الفرق الإسلامية كالإسلام بين بقية الأديان في الغربة والله المستعان, بينما أهل البدع والأهواء خصوصا الإخوان المسلمون همهم الأكبر اللفلفة والتجميع على غير صفاء على قاعدة( نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلنا فيه)
ومما قالوه أيضا (وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة إقتصادية وفكرة إجتماعية) 6
قال الشيخ بكر أبو زيد عن هذه القاعدة(" نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما إتفقنا فيه" هذا تقعيد حادث فاسد إذ لا عذر لمن خالف قواطع الأحكام في الإسلام فإنه بإجماع المسلمين لا يسوغ العذر ولا التنازل عن مسلمات الإعتقاد لذا فإننا نرى التنازلات تلو التنازلات من قياات هذه الأحزاب كل ذلك لأجل الإسلام ونصرته زعموا وهل ينصر الإسلام بضده وبما يخدشه؟ !)
فظهر مما تقدم ذكره أن أهل السنة دعاة إئتلاف وإجتماع لا فرقة واختلاف
والحمد لله على توفيقه

--------------------------
1 تفسير ابن كثير
2 تفسير السعدي
3منهاج السنة النبوية (5/253)
4 الطبقات لابن سعد(3/271)
5 المصدر السابق (3/270) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ولكن العبارة الأولى إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه صحيحة
6مجموع رسائل البنا ص 156

رد مع اقتباس